تمكن الدكتور الجزائري محمد ياسين زرقيني من إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعدم وجود أية خطورة تهدد الرياضيين أثناء ممارستهم لألعابهم وهم صائمون.
وقدم الدكتور زرقيني دراسات علمية ومبرهنة على أهمية الصيام، وعدم خطورته على صحة الرياضيين، من خلال أبحاث قام بها منذ أكثر من 10 أعوام، وهي لأبحاث قام بها بمفرده، وأخرى قام بها بالاشتراك مع الاتحاد الدولي قبل 4 أعوام.
وكان الدكتور الجزائري الذي أشرف على إدارة اللجنة الطبية للاتحاد الجزائري لكرة القدم وعضو اللجنة الطبية للفيفا، قد شرع في أبحاثه بتونس، إذ وجد صعوبة كبيرة في إقامتها بالجزائر، بالنظر إلى رفض اللاعبين الجزائريين الإفطار في رمضان.
وتمكن الدكتور زرقيني من القيام بأولى التجارب بتونس على أربع فرق: اثنان منها تؤديان فريضة الصيام، وآخران لا يصوم لاعبوهما، قبل أن يكرر التجربة في الجزائر مع فريق اتحاد البليدة العام الماضي.
وكانت آخر دراسة قام بها الدكتور زرقيني قبل أشهر فقط، واحتضنها مستشفى أسبيتار بقطر، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم وخرجت بتوصيات هامة منها التغييرات الفيسيولوجية التي تظهر على الرياضي الصائم، لكن دون أن تؤدي إلى نتائج سلبية، كما أشارت إلى الجانب الإيجابي روحياً ومعنوياً.
وتعاون الدكتور زرقيني والذي يعد أشهر وأبرز الباحثين في موضوع الصيام لدى لاعبي كرة القدم مع الدكتور حكيم شلابي المدير الطبي لأسبيتار في قطر، وجيري دفوراك رئيس اللجنة الطبية للفيفا في دراسته التي أفضت لنتائج مبهرة اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وستعمم على مختلف الأندية واتحادات كرة القدم في العالم.
يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يبدي اهتماماً كبيراً مصحوباً بالقلق من الأزمة التي طالما تثيرها الأندية الأوروبية حول صيام اللاعبين المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، حيث نشر على موقعه دراسة لعضو اللجنة الطبية في الهيئة الدولية زرقيني، تتحدث عن الآثار المترتبة على لاعبي كرة القدم المسلمين من صوم رمضان.
ووفقاً لهذه الدراسة التي تعد الأولى في هذا المجال، أن صوم شهر رمضان يساعد في تنقية النفس وطول التأمل، كما أن آثار صوم رمضان ترتبط أيضاً بالصفات الروحية والقدرات المادية لكل لاعب.
كما وجدت الدراسة أن بعض اللاعبين الذين يصومون رمضان باستمرار، تتكيّف أجسامهم لأنهم اعتادوا على ذلك.
وقام الدكتور زرقيني باسم الفيفا بزيارة إلى مقر إقامة المنتخبات المسلمة المشاركة في الألعاب الأولمبية الحالية ببريطانيا، وذلك من أجل تأكيد هذه النتائج، والتي ستصدر عقب الأولمبياد بصفة رسمية لتعمم كتوصية من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقام الدكتور زرقيني بعدد من الأبحاث على المنتخب المغربي والسنغالي والإماراتي والمصري وهي المنتخبات المسلمة، والتي أثار لاعبوها جدلاً حول الإفطار في رمضان أم لا.
وكانت آخر محطة للدكتور زرقيني هي مدينة ليز النمساوية، حيث شوهد بلباس الفيفا يجري اختبارات على لاعبي المنتخب الإماراتي أثناء معسكره الإعدادي هناك.
علاء علم الدين