سولاري يتطلع لإحياء ريال مدريد

تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2018 - 12:32 GMT
 سانتياغو سولاري
سانتياغو سولاري

بعدما توج بطلاً لدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً، تلقى ريال مدريد صدمتين قويتين في صيف 2018، تمثلت الأولى في رحيل مدربه زين الدين زيدان، والثانية في انتقال نجمه وهدافه كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس، لكن الملكي يسعى للحفاظ على هيبته بقيادة المدير الفني الحالي سانتياغو سولاري.

وفي 26 مايو وعلى الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف، خرج ريال منتصراً على ليفربول (3-1)، معززاً رقمه القياسي في عدد الألقاب القارية (13 لقباً)، ومتوجاً للمرة الثالثة توالياً باللقب مع زيدان.

لم يهنأ مشجعو النادي طويلاً بهذا المجد، إذ بعد أيام، فاجأ زيدان الجميع بإعلان رحيله بعد سنتين ونصف في منصبه، في فترة حقق خلالها نجاحات كبيرة من خلال الفوز بتسعة ألقاب من أصل 13 ممكنة.

وكان وقع الخبر كالصاعقة في العاصمة الإسبانية، لا سيما على رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي بدا متجهم الوجه أثناء جلوسه إلى جانب زيدان خلال المؤتمر الصحفي الذي أٌعلن فيه قرار الرحيل.

وأدرك زيدان (46 عاماً) أن موسمه الأخير لم يكن مثالياً، حيث ابتعد ريال مدريد في الدوري الإسباني وخسر لقبه لصالح غريمه الأزلي برشلونة، وخرج من كأس الملك أمام ليغانيس المتواضع مقارنة بعملاق سانتياغو بيرنابيو، ورأى النجم السابق حاجة الفريق إلى مقاربة جديدة بعد أعوام متخمة بالألقاب.

دخل بيريز في مهمة شبه مستحيلة لإيجاد البديل، لأن جميع المرشحين المنطقيين لخلافة قامة بحجم زيدان في نادٍ من طينة ريال، كانوا مرتبطين مع أندية أخرى، مثل يورغن كلوب مع ليفربول، وماوريسيو بوتشيتينو مع توتنهام وآخرين.

ورسا الخيار أخيراً على يولين لوبيتيغي مدرب منتخب إسبانيا، وأتى إعلان التعاقد معه في خضم استعدادات “لا روخا” لخوض منافسات كأس العالم في روسيا.

جيل جديد يهدد هيمنة ميسي ورونالدو
ركلة جزاء صلاح أمام نيوكاسل تثير الجدل
بلهندة مطلوب في الدوري الفرنسي
أهداف مباراة واتفورد وتشيلسي 1-2 الدوري الإنجليزي
ملخص مباراة إنتر ونابولي 1-0 الدوري الإيطالي

إلا أن لوبيتيغي دفع ثمن الإعلان المبكر من قبل ريال، وهي خطوة أثارت حفيظة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ودفعته إلى إقالته قبل يومين من خوض المنتخب مباراته الأولى في المونديال، في مواجهة “آيبيرية” ضد البرتغال.

تولى لوبيتيغي مقاليد الإدارة الفنية على وقع إيحاءات من رونالدو، أفضل هداف في تاريخ النادي، بأن مسيرته التي بدأت معه عام 2009، بلغت فصلها الأخير.

وعلى وقع الاحتفالات باللقب الأوروبي في ملعب كييف، أطلق أفضل لاعب في العالم خمس مرات التلميح الأول، في اليوم التالي بدا وكأنه يتراجع، ليتأكد الأمر بعد أسابيع؛ انضمام رونالدو إلى يوفنتوس مقابل نحو 100 مليون يورو.

وبدا أن رحيل النجم البرتغالي كان سلساً، صفحة وطويت، إلا أن اللاعب خرج عن صمته في أكتوبر، وأدلى بتصريحات لمجلة “فرانس فوتبول” وجه فيها انتقادات لبيريز، وقال: “كنت أشعر داخل النادي، لا سيما من جانب الرئيس، بأني لا أحظى بالتقدير نفسه كما في البداية”، وأضاف “كانت نظرة الرئيس لي تظهر أني لم أعد لاعباً لا غنى عنه”.

وخلافاً لعادته في سوق الانتقالات، لم يحرك بيريز ساكناً، لم يكن العائق مالياً بطبيعة الحال، بل لأن النجوم الذين تردد أن النادي يريد التعاقد معهم، كانوا غير متوفرين، مثل نيمار وكيليان مبابي وإيدين هازارد، إلا أن الاسم الأبرز الذي انضم إلى الكتيبة المدريدية، كان حارس المرمى تيبو كورتوا الآتي من تشيلسي.

ولم تكن محدودية التعاقدات المفاجأة الوحيدة من قبل ريال، حيث بدأ الفريق الموسم بشكل ضعيف لا سيما بعدما ورث لوبيتيغي فريقاً متعباً جراء مشاركة نجومه في مونديال روسيا وبلوغ معظمهم مراحل متقدمة مع منتخبات بلادهم.

وأتى الإنذار الأول بخسارته كأس السوبر الأوروبي أمام جاره أتلتيكو مدريد (2-4) بعد التمديد، أما ضمانة الأهداف التي كان يؤمنها وجود رونالدو فتراجعت بشكل كبير إذ لم يتمكن كريم بنزيمة أو غاريث بايل من سد تلك الثغرة.

وفشل النادي الملكي في التسجيل على مدى 8 ساعات بين سبتمبر إلى أكتوبر قبل أن يتلقى صفعة قوية بخسارته الثقيلة أمام برشلونة (1-5)، مما أدى إلى إقالة لوبيتيغي وتعيين سولاري بديلاً مؤقتاً.

كان أمام الأرجنتيني أسبوعان لإقناع مجلس الإدارة بجعله مدرباً رسمياً، ونجح في ذلك بفضل فوز الفريق في المباريات الأربع الأولى بإشرافه والتي سجل فيها الملكي 15 هدفاً، وتلقت شباكه هدفين فقط، ليحقق أفضل انطلاقة لمدرب في تاريخ ريال.

نجح سولاري بعدها في بلوغ ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وأحرز أول ألقابه بفوزه على العين الإماراتي (4-1) في نهائي كأس العالم للأندية.

فهل سيتمكن الأرجنتيني من إعادة الأحوال لنصابها خلال الأشهر القادمة؟

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن