بدأ مدرب البرازيل القديم الجديد لويز فيليبي سكولاري معالجة الزاويا الضعيفة التي أدّت لإقالة سلفه مانو مينيزيس، ويبدو هذا جلياً عبر استدعائه لبعض المخضرمين وعلى رأسهم رونالدينيو.
لا يمكن وصف خطوة استدعاء لويز فيليبي سكولاري لأفضل لاعب في العالم سابقاً رونالدينيو إلى تشكيلته التي ستواجه إنجلترا الشهر المقبل، سوى بالمفاجأة.
فالأكيد أن أحداً لم يتوقع أن يرى الرقم 10 الشهير مع السيليساو في حقبة التحضير لنهائيات كأس العالم 2014 التي تستضيفها بلاد السامبا، حيث سيكون قد وصل إلى الـ 34 من العمر حينها.
إلا أن لسكولاري أفكاراً أخرى، فهو يرى أن التشكيلة التي تركها له مينيزيس تبدو طريّة العود من حيث افتقار غالبية عناصرها إلى الخبرة الدولية التي ستكون مسألة فاصلة في سعي المنتخب الأصفر لإضافة لقبٍ عالمي سادس صيف العام المقبل.
وبالطبع يحنّ سكولاري لأمجاد الماضي والزمن الجميل، وتحديداً الى عام 2002 عندما كان رونالدينيو أحد مهندسي إحراز اللقب العالمي في كوريا الجنوبية واليابان، رغم أن البعض يعيد الفضل الأكبر إلى الثنائي الرائع رونالدو وريفالدو اللذين كانا حاسمين في غالبية المحطات، في الوقت الذي لمع فيه رونالدينيو تحديداً أمام إنجلترا في ربع النهائي بتمريرة حاسمة وهدفٍ خرافي.
والأمر الذي يمكن جزمه هو أن رونالدينيو يلقى اليوم انتقادات أكثر من تلك التي واجهها في فترة سابقة عندما فشل في ترجمة المستوى المميز الذي قدّمه مع برشلونة إلى مثيلٍ له مع منتخب بلاده.
إلا أن سكولاري يملك فكرة مغايرة، وهو الذي يُرجّح أن يكون قد وجد في اللاعب شيئاً يمكنه خلق توازن في التشكيلة الفتيّة التي فشلت مع مينيزيس في مناسبات عدة، كان آخرها في دورة الألعاب الأولمبية 2012، وهي المحطة التي كانت بمثابة اختبار لمعرفة مدى قدرة المدرب المُقال على خلق منتخب يمكنه حمل المجد الى البلاد عند استضافتها المونديال في 2014.
قد يكون سكولاري مخطئاً في استدعائه رونالدينيو على الرغم من المستوى الجيد الذي يقدمه حالياً مع أتلتيكو مينيرو.
إلا أن المدرب الخبير فضّل زرع رونالدينيو في الوسط على ضمّ كاكا الذي وضع فيه مينيزيس ثقته من أجل قيادة الشبان الموجودين حوله، وذلك لأن الأخير لا يحظى بفرصة كبيرة للعب مع فريقه ريال مدريد بحيث سيكون راميريش وأوسكار ولوكاس مورا أسرع منه بكثير.
أما المؤيدون للفكرة فيأتون برأيهم انطلاقاً من أن رونالدينيو الذي فقد الكثير من سرعته لا يزال يتمتع بالرؤية الثاقبة عينها، وخصوصاً في عملية توزيع الكرات ومنها الخاصة بالركلات الثابتة، إذ أنه ما يزال بإمكانه وضع الكرة في المكان الذي يريده.
والحقيقة أن في هذا الرأي الكثير من الصحة، إذ إن المنتخب الحالي للبرازيل لا يحتاج لعناصر سريعة إضافية بوجود ثلاثي الوسط راميريش وأوسكار ومورا المعروفين بسرعتهم، ويضاف إليهم طبعاً نيمار القادر على التحرك بعيداً من منطقة الجزاء بسبب ليونته وسرعته وقدرته على شغل الأطراف حتى ومساعدة زملائه على تسجيل الأهداف.
فكرة سكولاري بضمّ رونالدينيو لا يمكن وضعها سوى في إطار تعزيز التشكيلة بالخبرة، والدليل ضمّه للحارس جوليو سيزار (33 عاماً)، وللمهاجم لويس فابيانو (32 عاماً)، فالأول يمكنه إراحة خط الدفاع، والثاني يمكن أن يكون الورقة الرابحة في الهجوم، الذي عاد إليه عنصر قديم آخر هو فريد، ما ينبئ بأن سكولاري سيحرق كل أفكار مينيزيس الذي لم يلعب بمهاجمٍ صريح، وينقل «السيليساو» الى استراتيجية هجومية محببة عند جمهوره قوامها 4-2-3-1.
شربل كريم
