لا شيء حالياً يشغل بال المتابعين لسوق الإنتقالات الشتوية في الكرة الأوروبية أكثر من مصير جناح آرسنال أليكسيس سانشيز.
فمنذ بداية الموسم الحالي والجميع يعلم أن مستقبل الجناح الهجومي المتألق مع نادي شمال لندن في طريقه للنهاية، وخصوصاً مع رفض الدولي التشيلي تجديد عقده الذي ينتهي مع نهاية الموسم الحالي.
وكان سانشيز قريباً من الرحيل من صفوف الغانرز نهاية صيف 2017 وخلال بداية الموسم الحالي، لكن عملية انتقاله إلى مانشستر سيتي تعثرت بسبب عدم عثور آرسنال على بديل لنجمه الأول، وهو الأمر الذي أثر كثيراً على مستوى اللاعب خلال النصف الأول من الموسم، والذي شهد مشاركته في 19 مباراة ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز، سجل خلالها 7 أهداف وصنع 3، وهو الرقم الذي يبدو ضعيفاً بالمقارنة مع سجله التهديفي الموسم الماضي في الدوري والذي سجل خلاله سجل 24 هدف وصنع 11 هدف.
وسواء كان سانشيز، في أفضل أو أسوأ حالاته، يظل اللاعب الأبرز والأهم في صفوف آرسنال، إلا أن تراجع مستواه ورغبته في الرحيل أثر كثيراً على مردوده وبالتالي على المردود العام للفريق الذي خاض آخر مباراة في الدوري بدونه بسبب أزمة عملية انتقاله المزعمة حالياً، وخسر آرسنال في هذه المباراة بنتيجة 2-1 أمام بورنموث، الخصم الذي ينافس على الهروب من الهبوط.
رحيل سانشيز، خلال السوق الشتوية الحالية هو أمر محتمل بدرجة كبيرة، ويبدو أن إدارة آرسنال اقتنعت أخيرًا بأن هذا هو الحل الأفضل بعد أن شاهدت أداء وسلوك اللاعب ومدى تأثيره على الفريق، لكن النادي الأول الذي كان يرغب في ضمه خلال صيف 2017 مانشستر سيتي، تراجع تماماً عن إتمام الصفقة في السوق الشتوية مع رفض النادي لشروط آرسنال المالية بالإضافة لشروط اللاعب ووكيل أعماله.
وتبقى في سباق الحصول على خدمات سانشيز فريق تشيلسي ومدربه أنتونيو كونتي الذي أبدى اعجابه بالجناح التشيلي، بينما النادي الثاني والأقرب لضمه بالفعل هو مانشستر يونايتد، الذي يسعى لإستعادة أمجاده ويسعى لتدعيم صفوف الفريق بنجوم عالميين بعد بول بوغبا وزلاتان إبراهيموفيتش. ولا يمانع الشياطين الحمر في الموافقة على طلبات آرسنال المادية من أجل ضم واحد من أفضل اللاعبين الهجوميين الحاليين في عالم كرة القدم.
صفقة انضمام سانشيز من آرسنال لمانشستر يونايتد - وبحسب عدم تقارير من المصادر الإنجليزية – أصبحت متوقفة على لاعب أخر، وهو صانع ألعاب مانشستر يونايتد، هنريك مخيتاريان.
وعلى النقيض من وضع سانشيز مع آرسنال، فإن مخيتاريان، الذي ضمه يونايتد في صيف 2016 من بوروسيا دورتموند في صفقة كلفت أكثر من 25 مليون جنيه استرليني لم يصل إلى مستوى وأداء ثابت مع الفريق.
وعلى الرغم من قدومه للبريميير ليغ وهو أفضل صانع ألعاب في الدوري الألماني موسم 2015-2016، إلا أن مخيتاريان اكتفى بـ 5 مساهمات تهديفية خلال أول مواسمه مع الشياطين الحمر في البريميير ليغ (موسم 16-17: سجل 4 أهداف وصنع هدف)
وفي الموسم الحالي بدأ الدولي الأرميني بشكل قوي وبدا وكأنه استعاد مستواه المعهود الذي أجبر مانشستر يونايتد على التحرك وشراءه في صيف 2016، فنجح في صناعة 5 أهداف في أول 3 مباريات، ثم سجل هدف من ضمن أهداف فريقه الـ 4 ضد إيفرتون في المرحلة الخامسة من المسابقة، إلا أن أداء اللاعب تراجع بشكل كبير، وهو الأمر الذي أدى في النهاية إلى خروجه من قائمة الفريق في 7 من أصل أخر 12 مرحلة في البريميير ليغ، بعد أن كان يشارك بشكل أساسي في أول 11 جولة من المسابقة.
مينو رايولا وكيل الأعمال الشهير ووكيل أعمال اللاعب الأرميني، كان صرح أمس، الثلاثاء، أن صفقة سانشيز متوقفة على قبول مخيتاريان عرض الإنضمام لآرسنال، وأكد وكيل اللاعبين أن الآرميني لن يغادر صفوف الشياطين الحمر للغانرز إلا بشروطه.
لكن المؤكد أن مخيتاريان مع آرسنال سيجد أجواء لعب أفضل، خصوصاً أن المدرب أرسين فينغر يعطي حرية هجومية أكبر للاعبيه على العكس تماماً من المدرب جوزيه مورينيو الذي دائماً ما كان يدخل في صدام مع لاعبي الوسط الهجومي بسبب عدم التزامهم بالأدوار الدفاعية التي يطلبها، وهي التي تؤثر كثيراً على مردود اللاعبين في الشق الهجومي.
ويعول آرسنال على تواجد رئيس الكشافين السابق بنادي بوروسيا دورتموند ضمن الطاقم الحالي لآرسنال، وهو سفين ميسلينتات، الذي سبق وأن عمل مع مخيتاريان في النادي الألماني.
ويقود ميسلينتات سوق إنتقالات آرسنال الحالي بتحديده لأهداف قوية لتدعيم صفوف الفريق المتراجع بشدة هذا الموسم، وقد تكون محاولة النادي لإنتداب المهاجم بيير إيميريك أوباميانغ مهاجم دورتموند وزميل مخيتاريان السابق، خطوة مغرية جداً للجناح الأرميني الموهوب الذي يعيش أسوأ حالاته الفنية منذ انضمامه لمانشستر يونايتد.
