بداية مثيرة للقلق تلك التي بدأها ريال مدريد تحت قيادة زين الدين زيدان في الدوري الإسباني، نظراً لابتعاده عن القمة بعدما جمع 5 نقاط فقط من 3 مباريات، فيما يتصدر منافسه اللدود برشلونة البطولة بالعلامة الكاملة (9 نقاط من 3 مباريات).
ورغم ذلك، احتفظ "زيزو" بهدوئه واتزانه المعهود وهو يتحدث إلى برنامج "تيلي فوت" على القناة الأولى في التلفزيون الفرنسي، مشيراً إلى أن الدوري ما زال طويلاً وأنه لا يساوره القلق على نتائج الفريق.
في البداية، تحدث زيدان عن إنجازاته مع النادي الملكي كلاعب ثم كمدير فني، وقال أنه يكون سعيداً بانتصاراته ونتائجه وهو مدرب أكثر من سعادته عندما كان لاعباً، وتبريره لذلك أنه كمدرب مسؤول عن 25 لاعباً أو أكثر لكل منهم شخصيته المختلفة عن الآخر وهذا يجعل الأمور صعبة للغاية، بينما وهو لاعب يكون مسؤولاً عن نفسه فقط.
ولأن زيدان حقق في مشواره التدريبي القصير مع ريال مدريد والذي بدأه مع الفريق الأول في يناير من العام الماضي، 7 بطولات (دوري أبطال أوروبا مرتان، والدوري الإسباني مرة، وكأس السوبر الأوروبي مرتان، وكأس السوبر المحلي مرة، وكأس العالم للأندية مرة"، فقد سأله مقدم "تيلي فوت" مندهشاً: 7 بطولات؟! فأجاب النجم الفرنسي قائد منتخب الديوك الفائز بمونديال 1998 ويورو 2000 قائلاً: "إنه أمر ممكن، ولكنها 7 بطولات كان وراءها عمل مكثف، فقد أعددت نفسي جيداً مع فريقي حتى أكون جاهزاً للمهمة الشاقة، وحتى يمكنني القول ذات يوم أني كنت مدرباً لهذا الفريق العظيم".
وفيما يتعلق بأيهما أكثر أهمية الليغا أم التشامبيونز ليغ، قال زيزو: "سأتحدث عن الدوري الإسباني أكثر لأنه يبدأ جولته الأولى، ثم ننتظر الفائز في الجولة الـ 38 وهذا أمر شاق، لكننا نجحنا في تحقيقه الموسم الماضي".
وعن ريال مدريد النادي، قال زيدان: "أنا سعيد بأني أعمل هنا وأعيش بكل كياني وجوارحي في هذا المكان الفريد... إنه شيء ممتع أن أدرب هذا الفريق، وأن أكون جزءاً من هذا النادي، ولهذا ينبغي أن أستفيد إلى أقصى حد، لأني أعلم تماماً أن كل ذلك سيتوقف يوماً ما".
وأضاف قائلاً: "ريال مدريد هو أعظم نادٍ في العالم، وإنجازاته تتحدث عنه".
وعندما سئل عن النجم كريستيانو رونالدو هداف الفريق ونجمه الأول، قال زيدان: "إنه لاعب استثنائي، الأفضل في العالم وأنا سعيد لأني أدربه هو وزملاؤه أفضل لاعبي الكرة وأكثرهم التزاماً بالاحترافية، حيث لديهم الرغبة الشديدة في تحقيق الإنجازات".
وأضاف: "دور رونالدو في الفريق رائع فهو يشد من أزر الآخرين ويدفعهم لإخراج أفضل ما لديهم".
وعندما ذكره المقدم بالهدف الذي سجله في مرمى باير ليفركوزين في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002، قال زيدان: "إنه هدف لن أنساه ما حييت لأن هذه البطولة هي الوحيدة التي كانت تنقصني، وريال مدريد قام بشرائي من يوفنتوس من أجل إحراز هذه البطولة.
"كنت أقول لنفسي وقتها أني خلقت لأبقى في هذا النادي وسأنهي مشواري هنا وكان هذا خياراً، وأنا سعيد لأني أحسنت الاختيار فريال في القمة حتى اليوم".
وعن مدى استفادته من فترة تدريب فريق ريال مدريد الرديف الذي يشارك في الدرجة الثالثة الإسبانية والمعروف باسم "لا كاستيا"، قال زيدان: "كانت مرحلة ضرورية لأني كنت بحاجة لأن أبدأ على هذا النحو، وقد سعدت بهذه المرحلة وتعلمت منها الكثير.
وختم قائلاً: "أعرف من أين أتيت ويمكنني أن أحقق النجاح والمال والفوز بكثير من الأشياء، ولكن النجاح لن يغيرّني أبداً كإنسان، هذه حقيقة مؤكدة".