كل ما كان يحيط بريال مدريد في الفترة الأخيرة ويدعو للتفاؤل، انهار فجأة بخسارته أمام إسبانيول بهدفٍ نظيفٍ في افتتاح المرحلة الـ 26 من الدوري الإسباني، لتعود الشكوك حوله مرة أخرى.
وبعد فوزه على باريس سان جيرمان 3-1 في دوري أبطال أوروبا وتحقيقه خمسة انتصارات متتالية، وعودة الثلاثي الهجومي المكون من كريستيانو رونالدو وغاريث بايل وكريم بنزيمة للتألق من جديد، عاد ريال مرة أخرى لتقديم عروضه الهزيلة وسقط على ملعب منافسه إسبانيول.
وأراح المدرب زين الدين زيدان النجم كريستيانو رونالدو، لكن ذلك انعكس بالسلب على الفريق ليعجز عن تحقيق فوزه الخامس على التوالي في الليغا، ويفشل في تضييق الخناق على أتلتيكو مدريد صاحب المركز الثاني، فيما يغرد برشلونة في الصدارة بفارق 4 نقاط عن أتلتيكو، ويلتقي مستضيفه لاس بالماس اليوم، وبحال فوز البارسا، سيبتعد بفارق 17 نقطة عن غريمه التاريخي ريال.
وبات مركز ريال الثالث مهدداً من فالنسيا الرابع الذي يتخلف عنه بفارق نقطتين قبل مباراة الأخير مع أتلتيك بلباو.
من جهته، حقق إسبانيول الثالث عشر فوزه الأول على ريال منذ 2007. وتذوق طعم الانتصار للمرة الأولى بعد 4 تعادلات، علماً بأنه لم يفز في آخر 20 مباراة ضد ريال قبل هذه المواجهة.
وأراح زيدان رونالدو، 33 عاماً، أفضل لاعب في العالم 5 مرات، بهدف توفير جهوده للمواجهة مع باريس سان جيرمان في إياب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا الأسبوع القادم، علماً بأن فريقه يستضيف السبت خيتافي في المرحلة المقبلة.
وهذه المرة الثانية في ثلاث مباريات التي يريح فيها زيدان النجم البرتغالي، حيث أنه لم يشارك في المباراة التي فاز فيها ريال على ليغانيس (3-1)، لكنه شارك أساسياً أمام ديبورتيفو آلافيس وسجل هدفين من رباعية الفوز (4-0).
لكن على ما يبدو أن سياسة المناوبة التي اعتمدها زيدان الموسم الماضي وحققت نجاحاً، لم تعد تجدي هذا الموسم الذي لم تعد فيه سوى مسابقة دوري أبطال أوروبا المتاحة أمام الفريق الملكي للخروج بلقب.
وأعرب زيدان بعد المباراة عن أسفه لسوء حظ فريقه وقال: "في بعض الأحيان لا يمكنك أن تفهم هذه الرياضة، بعد خمس نتائج جيدة وتقديم أداء ممتاز، لسوء الحظ لم نستطع أن نفعل ذلك أمام إسبانيول. بدأنا بشكل جيد لكننا لم نستغل الفرص التي أتيحت لنا".
"لم تسر الأمور فقط بشكل جيد وهناك العديد من الأسباب وراء ذلك. الأمر ليس بسبب لاعب واحد على الإطلاق. أنا غاضب من أجل اللاعبين لأنهم استقبلوا هدفاً في الدقيقة الأخيرة في مباراة لم يحصل فيها المنافس على العديد من الفرص. الأمر صعب لكننا سنعود".
وعلقت صحيفة "آس" الإسبانية على الهزيمة بالقول: "ريال مدريد من دون رونالدو، يفتقد لجميع أشكال الطموح والدوافع في مباراة جديدة بالدوري الإسباني، الذي خرج من سباق الصراع على لقبه قبل وقت طويل".
وأشارت الصحيفة إلى أن ريال مدريد في ظل غياب رونالدو سقط للمرة الخامسة في الليغا.
وأوضحت أنه عندما غاب النجم البرتغالي عن مباريات الفريق الأولى في الدوري بسبب عقوبة الإيقاف، اجتاز ريال مدريد عقبة ديبورتيفو لا كورونيا في المرحلة الأولى بثلاثية نظيفة، وعقبة ريال سوسييداد في المرحلة الرابعة بالتغلب عليه 3-1، لكنه سقط في مباراتين أمام فالنسيا بالتعادل معه 2-2، وأمام ليفانتي بالتعادل أيضاً 1-1.
ونظراً لعدم قدرته على تعويض إخفاقاته في بداية مشواره بالمسابقة، بدأ ريال مدريد في التراجع عن غريمه التاريخي برشلونة شيئاً فشيئاً.
وفاز ريال مدريد من دون رونالدو في ثلاث مباريات، وتعادل في مباراتين، وخسر واحدة، أي أن النادي الإسباني لم ينجح في تخطي نسبة الـ 50 في المائة في عنصر حسم اللقاءات وخطف النقاط الثلاث.
فيما نجح في الفوز بـ 12 مباراة من أصل 20 لقاء شارك فيها رونالدو بالمسابقة الإسبانية أي بنسبة 60 في المائة من عدد هذه المواجهات.
وبإمكان برشلونة أن يوسع صدارته إلى 17 نقطة عن ريال في حال فوزه على لاس بالماس اليوم.
ويسير البارسا بثبات نحو اللقب معولاً على الشهية التهديفية لنجميه ليونيل ميسي متصدر ترتيب الهدافين بـ 22 هدفاً ولويس سواريز صاحب الـ 20 هدفاً.
وخلافاً لريال مدريد، ينافس برشلونة على ثلاث جبهات، حيث يسعى لإحراز الثلاثية للمرة الثالثة في تاريخه بعد 2009 و2015.
وفضلاً عن اقترابه من لقب الليغا، سيخوض برشلونة نهائي مسابقة كأس ملك إسبانيا أمام إشبيلية في 21 أبريل، ساعياً إلى لقبه الرابع على التوالي، كما يستضيف تشيلسي بطل إنجلترا على ملعب كامب ناو في 14 مارس الجاري في إياب دور الـ 16 من دوري الأبطال بعد أن انتزع له النجم ليونيل ميسي التعادل 1-1 ذهاباً في لندن.
