بعد عودة مختلف الأندية الأوروبية إلى تدريباتها عقب انتهاء الموسم 2019-2020، واقتراب انطلاق الموسم الجديد، تخوّف المدربون من عدم جهوزية لاعبيهم على المستويين الفني والبدني بسبب فترة التوقف الطويلة جراء فيروس كورونا، وتغيّر نظام اللعب والنظام الصحي والغذائي للاعبين أيضاً.
ما كان لافتاً خلال الفترة الماضية يتجلى باستبعاد مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة عن لائحة منتخب فرنسا في دوري الأمم الأوروبية، رغم ما قاله عنه المدرب زين الدين زيدان.
وكشف المدرب الفرنسي بعد عودة لاعبي ريال إلى التدريبات أن كاسيميرو وبنزيمة هما الأفضل من حيث اللياقة البدنية بعد العودة.
ووفقاً لزيدان فإن بنزيمة هو من أفضل اللاعبين خلال الأسبوع الأول من العمل، وأنه كان يعمل على تطوير إمكاناته خلال الإجازة.
كلام زيدان عن بنزيمة، كما المستوى الكبير الذي يقدمه الهداف الفرنسي مع الميرينغي منذ رحيل كريستيانو رونالدو لم يشفع له عند مدرب المنتخب الذي لا يزال يمارس عنصريته ضده.
ومنذ أكتوبر من عام 2015، يغيب بنزيمة عن تشكيلة منتخب الديوك.
ولم يشارك مهاجم ريال مدريد في بطولة أوروبا للمنتخبات التي استضافتها بلاده فرنسا عام 2016، كما أن المدرب ديدييه ديشان لم يستدعه خلال بطولة العالم التي فاز فيها الفرنسيون في موسكو عام 2018.
خلال بطولة كأس العالم ظهر الضعف الكبير عند المهاجم أوليفييه جيرو، وكان واضحاً أن المنتخب بحاجة إلى بنزيمة، إلا أن ديشان بقي مصراً على رأيه.
يرفض ديشان عودة بنزيمة إلى المنتخب، وذلك بسبب قضيّة «الشريط الإباحي» لزميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا، واتهام الأخير لبنزيمة بمحاولة ابتزازه من أجل الحصول على أموال في يونيو 2015، إلا أن المدرب يتجاهل أن المحكمة برأت بنزيمة منذ وقت طويل، وأنه لم يثبت عليه شيء في هذه القضية.
الكلام عن أن ديشان "عنصري" ولا يفضل إشراك لاعبين غير فرنسيين في تشكيلته أكدته جهات عدة، وأبرزها المدرب الفرنسي غاي رو الذي قال في وقت سابق أن سبب استبعاد بنزيمة عن المنتخب هو أصوله الجزائرية.
وكان لافتاً أخيراً أن ديشان أعاد أدريان رابيو إلى تشكيلة المنتخب خلال دوري الأمم الأوروبية الحالي، لكنه لم يستدع بنزيمة.
ويتقاطع هذا الكلام مع تصريحات سابقة للاعب مانشستر يونايتد ومنتخب فرنسا السابق إيريك كانتونا الذي قال أن ديشان لم يستدع بنزيمة وحاتم بن عرفة إلى المنتخب بسبب أصولهما العربية.
وترجح العديد من المصادر الأوروبية، والفرنسية تحديداً، أن تدخلات سياسية أبرزها من رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس، هي السبب وراء عدم استدعاء بنزيمة إلى المنتخب، وذلك بسبب رفض كريم سابقاً ترداد النشيد الوطني الفرنسي خلال فترة وجوده مع المنتخب، وعلّل بنزيمة الأمر حينها بقوله أن النشيد الوطني الفرنسي يدعو إلى الحرب.
العنصرية ليست جديدة عند الفرنسيين، فمعظم اللاعبين أصحاب الأصول الإفريقية الذين قادوا منتخب فرنسا إلى لقب كأس العالم 1998 باتوا خارج الصورة اليوم، حتى أن لاعبين في المنتخب الحالي بينهم نغولو كانتي لا يظهرون في الصورة، بينما يتم تعويم لاعبين أقل منهم عطاءً كأنتوان غريزمان وأوليفيه جيرو وهوغو لوريس وغيرهم.
قضية بنزيمة ليست فنية، فما يقدمه المهاجم مع ريال مدريد يؤكد أنه من طينة الكبار، ولا يمكن استبعاده عن المنتخب الفرنسي.
