يأمل ريال مدريد نفض غبار موسم صعب عندما يواجه جاره اللدود أتلتيكو مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا الليلة (الساعة 22.30 بتوقيت بيروت)، على ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة.
وتوج الريال بداية الموسم بلقب كأس السوبر المحلي الهامشية على حساب برشلونة بعد أن خسر أمامه في كامب ناو (2-3) ذهاباً ثم فاز إياباً (2-1) على أرضه.
لكن بعد ذلك، تقهقر الملكي في الدوري المحلي، وحسم البارسا اللقب نظرياً منذ مطلع العام، ثم خرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند الألماني، لكن الأخطر هو الأزمة التي يعيشها الفريق في كواليسه والتي قد تؤدي على الأرجح إلى عودة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو لتشلسي وحلول الإيطالي كارلو أنشيلوتي المتوج مع باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي بدلاً منه.
وكان الميرينغي طلب إقامة المباراة على ملعب كامب ناو الخاص بغريمه برشلونة والذي يتسع لـ 98 الف متفرج، فيما فضل أتلتيكو خوض المباراة على ملعبه فيسنتي كالديرون الذي يتسع لـ 55 ألف متفرج.
لكن الاتحاد المحلي ارتأى إقامتها في مدريد بما أن الفريقين من العاصمة، وعلى ملعب ريال الذي يتسع لـ 30 ألف متفرجاً إضافياً مقارنة بملعب أتلتيكو.
واللافت أن أتلتيكو لم يفز في آخر 25 مواجهة مع جاره العاصمي، ويعود تفوقه الأخير عليه إلى تشرين الاول عام 1999 (3-1)، على ملعب سانتياغو بيرنابيو، في موسم هبط فيه كولتشونيروس إلى الدرجة الثانية، وعندها كان مورينيو مترجماً للمدرب الإنجليزي بوبي روبسون في سبورتينغ لشبونة البرتغالي.
وستكون المرة الخامسة التي يلتقي فيها الجاران في النهائي، إذ توج أتلتيكو ثلاث مرات وريال مرة واحدة.
ويعود النهائي الأخير بينهما إلى عام 1992 عندما فاز أتلتيكو فريق الطبقة العاملة في جنوب العاصمة، على ملعب بيرنابيو الواقع في المنطقة الغنية في مدريد، بهدفي لاعب الوسط الألماني بيرند شوستر الذي انضم إلى أتلتيكو (1990-1993)، من ريال مدريد (1988-1990)، قبل أن يدرب الأخير لاحقاً (2007 - كانون الأول 2008) والجناح البرتغالي باولو فوتري.
ويخوض الملكي النهائي للمرة الـ 38 في تاريخه بعدما فاز بـ 18 لقباً حتى الآن آخرها عام 2011، فيما توج أتلتيكو باللقب تسع مرات آخرها عام 1996.
لكن ثالث الدوري الإسباني لا يمكنه أن يخجل من أرقامه، خصوصاً أن ميزانية عريمه بلغت هذا الموسم 517 مليون يورو مقابل 123 مليوناً له.
ولا يشكل اللعب على أرض ريال مدريد مشكلة لجاره في الكأس تاريخياً إذ أحرزها أتلتيكو 8 مرات من أصل 9 على أرض ريال مدريد، كان 3 منها على حساب غريمه أعوام 1961 و1962 و1992.
والتقى الفريقان مرتين هذا الموسم في الدوري المحلي ففاز الريال ذهاباً بهدفين نظيفين للبرتغالي كريستيانو رونالدو (16)، والألماني مسعود أوزيل (66)، وإياباً بهدفين لخوانفران (13 خطأ في مرمى فريقه) والأرجنتيني آنخيل دي ماريا (63)، مقابل هدفٍ للكولومبي راداميل فالكاو (4)، في 27 نيسان الفائت.
وقال البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أعاد الاعتبار لريال ومنحه بطاقة التأهل من ملعب كامب ناو بعد فيادته للفوز على غريمه ومستضيفه حامل اللقب برشلونة (3-1) في إياب نصف النهائي بعد تعادلهما ذهاباً (1-1)، حارماً إياه من بلوغ النهائي للمرة الـ 36 في تاريخه المتوج بـ 26 لقباً (رقم قياسي): "ستكون مباراة غريبة لأننا نلعب على ملعبنا والجمهور سيكون متساوياً. فلنأمل أن يفوز الفريق الأفضل. إذا قدمنا مستوانا المعهود سنحرز اللقب".
من جهته، يعيش مورينيو آخر أيامه مع الميرينغي رغم قيادته للقبي الدوري العام الفائت والكأس عام 2011، ونصف نهائي دوري الأبطال في المواسم الثلاثة الماضية، إلا أنه دخل في مشاكل عديدة مع لاعبيه، أبرزهم الحارس الدولي وقائد الفريق إيكر كاسياس، إذ وضعه على مقاعد البدلاء لمصلحة الحارس الجديد دييغو لوبيز، وامتد الوضع إلى لاعبين آخرين بينهم مواطنه المدافع بيبي الذي ضاق ذرعاً بمشاركة الفرنسي الشاب رافاييل فاران على حسابه على حد قول مورينيو.
وستكون الخسارة أمام أتلتيكو ضربة مؤلمة لمورينيو، وما سيزيد عليه الأمور صعوبة إصابة فاران وخضوعه لجراحة في ركبته.
والأسوأ من ذلك أن مورينيو بحال خسارته سينهي موسمه لأول مرة منذ عشرة مواسم دون لقب كبير (بطولة قارية أو دوري محلي أو كأس محلية)، إذ تبدو خزانته مدججة بالألقاب مع بورتو وتشلسي وإنتر وريال مدريد.
على الطرف الآخر، تتركز الأنظار على فالكاو مهاجم صاحب 28 هدفاً في الدوري والذي يتردد أنه سينتقل إلى موناكو.
وقال خوانفران لاعب ريال مدريد السابق: "أنا مقتنع بأننا سنفوز، أسلحتنا خدمتنا طوال الموسم. هذا الفريق يملك استراتيجية محددة وندرك جيداً متطلبات الفوز".
وتتمحور قوة الفريق في دفاعه، وهو الأفضل في الدوري الإسباني.
وخاض مدرب الفريق الأرجنتيني دييغو سيميوني النهائي الأخير للفريق في الكأس عام 1996، وهو أعاد للفريق سمعته بإحرازه كأس يوروبا ليغ وكأس السوبر الأوروبي الموسم الفائت ومنافسته برشلونة على صدارة الدوري آوائل الموسم، قبل أن يحتل راهناً المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، لكنه يدرك أن الفوز على ريال مدريد في نهائي الكأس سيكون الأهم في مسيرته مع أتلتيكو.