يعود ليفربول الإنجليزي إلى مسرح تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، عندما يحلّ ضيفاً ثقيلاً على أتلتيكو مدريد الإسباني الثلاثاء على ملعب واندا ميتروبوليتانو في مدريد في ذهاب ثمن النهائي، في ثوب فريق يرغب الجميع في الفوز عليه لخلافة رجال المدرب يورغن كلوب.
ويسير ليفربول بخطى ثابتة نحو التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاماً، حيث أهدر نقطتين فقط في موسمه المحلي حتى الآن، ويملك فرصة الظفر باللقب قبل بداية ربع نهائي دوري أبطال أوروبا مطلع أبريل.
ويمنّي ليفربول النفس بإحراز خمسة ألقاب هذا الموسم بعد تتويجه بلقب الكأس السوبر الأوروبي مطلع الموسم، ومونديال الأندية آواخر العام الماضي، حيث لا يزال ينافس على ثلاث جبهات هي المسابقة القارية والدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا.
وخرج المدرب الألماني خالي الوفاض في ثلاثة من مواسمه الأربعة حتى الآن مع ليفربول، حيث خسر المباراة النهائية للدوري الأوروبي يوروبا ليغ أمام إشبيلية عام 2016 والمباراة النهائية لأبطال أوروبا قبل عامين أمام ريال مدريد، قبل أن يفعلها أخيرا العام الماضي عندما تغلّب على توتنهام في نهائي دوري الأبطال في العاصمة الإسبانية مدريد.
وقال كلوب “ليس لدي أي فكرة عما إذا كنا نستطيع الفوز بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى ولكن يجب أن نكون مستعدين لتحقيق ذلك، ما أعرفه وما أظهرناه العام الماضي يؤكد أنه يمكننا الفوز على الأفضل”.
ويبدو ليفربول مرشحاً لتخطي عقبة أتلتيكو مدريد بالنظر إلى الظروف التي يمر بها القطب الثاني للعاصمة الإسبانية.
فبعد سبعة مواسم رائعة مع أتلتيكو مدريد بدأ الشك يساور أنصار الروخيبلانكوس بخصوص مستقبل المدرب دييغو سيميوني بسبب تراجع نتائجه في الليغا، ومعاناته من أجل حجز أحد المراكز المؤهلة للمسابقة بعدما كان طرفاً مباشراً في المنافسة على اللقب.
ويحتل أتلتيكو مدريد المركز الرابع في الليغا برصيد 40 نقطة بفارق 13 نقطة خلف جاره وغريمه التقليدي ريال مدريد المتصدر، وبفارق الأهداف أمام إشبيلية الخامس وثلاث نقاط أمام ريال سوسييداد الثامن.
ويواجه رجال المدرب سيميوني مشكلة في هز الشباك هذا الموسم على الرغم من التعاقد مع الواعد جواو فيليكس الذي لم يؤكد حتى الآن أحقيته بأغلى صفقة في تاريخ النادي والبالغة 126 مليون يورو، علماً بأن الشك يحوم حول مشاركته في مباراة اليوم.
بدوره، يبدأ باريس سان جيرمان الفرنسي مشوار فك النحس الذي لازمه في ثمن النهائي خلال المواسم الثلاثة الأخيرة عندما يحل ضيفاً على بوروسيا دورتموند الألماني.
وسيحاول دورتموند زيادة محن مدربه السابق والحالي لسان جيرمان توماس توخيل في المسابقة معولاً على هدافه الواعد والوافد حديثاً إلى صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية إيرلينغ هالاند (19 عاماً)، ثاني ترتيب لائحة الهدافين برصيد ثمانية أهداف مع فريقه السابق سالزبورغ النمساوي بفارق هدفين خلف مهاجم بايرن ميونيخ روبرت ليفاندوفسكي المتصدر، وقد وجه إنذاراً شديد اللهجة للفريق الباريسي بفوزه الكبير على ضيفه آينتراخت فرانكفورت برباعية نظيفة الجمعة في البوندسليغا.
في المرحلة ذاتها من الموسم الماضي، جرّد أياكس امستردام الهولندي ريال مدريد من اللقب، وأطاح مانشستر يونايتد الإنجليزي بباريس سان جيرمان في عقر دار الأخير، وقلب كريستيانو رونالدو الطاولة على أتلتيكو مدريد وقاد يوفنتوس الإيطالي إلى ربع النهائي بهاتريك تاريخي.
مع قرار الاتحاد الأوروبي استبعاده لمدة عامين من المشاركة في المسابقات القارية بسبب خروقات خطيرة في قواعد اللعب المالي النظيف، فإن مانشستر سيتي الإنجليزي ومدربه جوسيب غوارديولا يجدان نفسيهما تحت ضغط كبير يتمثل في التتويج باللقب القاري هذا الموسم معولاً على تشكيلته المدججة بالنجوم والتي قد تجد نفسها مضطرة إلى الرحيل في حال تثبيت العقوبة من قبل محكمة التحكيم الرياضية.
يحل مانشستر سيتي ضيفاً على ريال مدريد في 26 فبراير الحالي في مهمة لا تخلو من صعوبة أمام فريق ملكي يتصدر الليغا دون خسارة في مبارياته الـ 14 الأخيرة، وأطاح بسيتي من نصف النهائي عام 2016.
وأحيا المدرب زين الدين زيدان في ولايته التدريبية الثانية في مدريد، آمال العملاق الإسباني في المنافسة مرة أخرى على لقب المسابقة القارية التي توج معه بلقبها ثلاثة مواسم متتالية، قبل أن يفقد لقبها الموسم الماضي على يد أياكس أمستردام في ثمن النهائي وفي غياب مدربه الفرنسي الذي استقال من منصبه عقب اللقب الثالث.
تنتظر برشلونة الذي يتخبط من أزمة إلى أخرى بقيادة مدربه الجديد كيكي سيتيين الذي لا يملك أي خبرة سابقة في دوري أبطال أوروبا، مهمة صعبة ضد مضيفه نابولي الإيطالي.
التتويج باللقب للمرة الأولى منذ 24 عاماً أو لا شيء هذا الموسم بالنسبة ليوفنتوس الذي كانت القرعة رحيمة به عندما أوقعته في مواجهة ليون الفرنسي، لكن هناك تساؤلات كبيرة تطرح حول مدى قدرة مدربه الجديد ماوريتسيو ساري على تحقيق هذا الهدف في الوقت الذي يكافح فيه فريق السيدة العجوز لإيقاف زحف إنتر ميلان ولاتسيو في سعيه إلى الحفاظ على سيطرته المحلية على الدوري الإيطالي.
بدوره، يعاني بايرن ميونيخ لإحكام قبضته على البوندسليغا هذا الموسم، لكن العملاق الألماني سيكون مرشحاً بقوة للثأر من تشيلسي الإنجليزي لخسارته نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعبه آليانز آرينا في ميونيخ عام 2012، خصوصاً وأن منافسه اللندني فاز بأربع مباريات فقط من آخر 13 مباراة له في الدوري الإنجليزي.
وتنتظر توتنهام وصيف بطل النسخة الأخيرة مهمة صعبة بقيادة مدربه الجديد والخبير جوزيه مورينيو عندما يستضيف لايبتزيغ الألماني.