ما أن أطلق الحكم ستيوارت أتويل صافرة انتهاء مباراة مانشستر سيتي ومستضيفه تشلسي، معلناً تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز حتى سارع مدرب الريدز يورغن كلوب لمناشدة المشجعين الاحتفال بهذا النصر في منازلهم تخوفا من فيروس كورونا المستجد.
لكن بعد ثلاثة عقود من التقهقر والاكتفاء بمشاهدة أندية مثل الغريم التقليدي مانشستر يونايتد يتوج بطلاً 13 مرة منذ انطلاق الدوري الممتاز موسم 1992-1993، لم يكن مشجعو «الحمر» في وارد الاحتكام الآن إلى لغة العقل حتى في ظل خطر عدوى فيروس «كوفيد-19».
وتهافت الآلاف منهم لملعب آنفيلد للاحتفال بالتخلص من عقدة الثلاثين عاماً.
وكان ليفربول تغلب الأربعاء الماضي على كريستال بالاس 4-0، موسعاً الفارق الذي يفصله عن سيتي إلى 23 نقطة، مما جعل الأخير مطالباً بالفوز على تشيلسي لتأجيل تتويج الريدز حتى المباراة التي تجمع الفريقين الأربعاء المقبل في ملعب الاتحاد.
لكن سيتي فشل في تخطي تشيلسي الرابع، ليتوج ليفربول بطلاً بعد ثلاثين عاماً و58 يوماً وثمانية مدربين دائمين مختلفين و1151 مباراة في الدوري و1975 هدفاً و240 لاعبا دافعوا عن ألوانه في الملعب، بحسب احصاءات «سكاي سبورتس».
وتوجه كلوب للجمهور بالقول «الليلة لكم أنتم هناك.. إنه أمر لا يصدق.. أتمنى أن تبقوا في منازلكم، أو أخرجوا أمام منزلكم إذا أردتم، لكن ليس أكثر من ذلك.. نحن نفعل (نحتفل) بذلك معا في هذه اللحظة (في الفندق حيث تابع ولاعبوه لقاء سيتي وتشيلسي)، ومن دواعي سروري القيام بذلك نيابة عنكم».
لكن مناشدة كلوب لم تلق آذاناً صاغية عند آلاف المشجعين الذين تهافتوا إلى ملعب آنفيلد، بعضهم مع كمامات على وجوههم، واحتفلوا بالمفرقعات النارية بصحبة نسخة عن الكأس التي حلموا طوال ثلاثة عقود برفعها، فيما أطلقت السيارات العنان لأبواقها.
«سنواصل السير على خطاه»
ويدين ليفربول بعودته لمنصة التتويج إلى كلوب الذي أحدث ثورة في الفريق منذ أن استلم الاشراف عليه عام 2015 وقاده لنهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018 حين خسر أمام ريال مدريد، قبل أن يعوض في العام التالي بإحراز لقبه السادس في المسابقة القارية العريقة.
وتتويج ليفربول باللقب الغالي جاء بعد مخاض الأشهر الثلاثة التي عُلِقَ خلالها الدوري بسبب تفشي فيروس كورونا، وتساؤلات من دون جواب عن مصير الموسم وما يمكن أن يحصل في حال اتخذ القرار بالغائه نهائياً كما حصل في فرنسا أو هولندا.
لكن ذلك أصبح من الماضي بعدما عاود الدوري نشاطه اعتباراً من الأربعاء الماضي من دون جمهور بمباراتين مؤجلتين، إحداهما لسيتي الذي فاز على آرسنال 3-0، قبل أن يبدأ ليفربول العودة بتعادل ضد جاره إيفرتون من دون أهداف ما أرجأ تتويجه لا سيما بعد الفوز الثاني لسيتي على بيرنلي 5-0.
بيد أن بعد فوزه في مباراته الثانية إثر العودة على كريستال بالاس، أصبح اللقب أقرب من أي وقت مضى ولهذا السبب تسمر لاعبو الريدز خلف التلفاز الخميس في الفندق لمتابعة مباراة ستامفورد بريدج ومؤازرة تشيلسي بحسب ما تبين من مقاطع الفيديو التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حديث له مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، رفض الظهير الأيسر أندرو روبرتسون البوح «بموقع الفندق بالضبط، لكننا جميعاً معا في فندق كفريق.. أمِلنا بأن شيئاً مميزاً سيحصل، وهذا ما حصل فعلاً».
والآن، بعدما حصل ما كان يتمناه روبرتسون وزملاؤه بفضل جهود لاعبين مثل الثلاثي الهجومي الضارب محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو أو قلب الدفاع فيرجيل فان دايك، عاد ليفربول ليلعب دور الزعامة في الكرة الإنجليزية ويبدو قادراً بقيادة كلوب على محاولة استعادة مكانته على عرش أكثر الفرق تتويجاً باللقب بعد أن أزاحه عنها غريمه يونايتد نتيجة سيطرته على اللقب منذ انطلاق الدوري الممتاز (20 ليونايتد بالمجمل مقابل 19 لليفربول).