فيما ضربت أزمة وباء كورونا أندية كرة القدم الأوروبية بقوة، تباينت طريقة مساهمات اللاعبين في مساعدة أنديتهم لمواجهة آثار هذه الأزمة، فوافق بعضهم على تقليص رواتبهم خلال فترة توقف المسابقات حالياً، فيما رفض البعض تقديم أي مساهمة.
ووافق لاعبو معظم أندية الدوري الألماني على تقليص رواتبهم خلال فترة التوقف الحالية. وفي إيطاليا، وافق لاعبو يوفنتوس وروما على التنازل عن رواتبهم لمدة أربعة أشهر.
لكن الموقف يختلف من بلد لآخر؛ ففي إنجلترا، توصل ناديان فقط لاتفاقات مشابهة مع اللاعبين.
وكان بوروسيا مونشنغلادباخ أول فريق محترف بألمانيا يعلن تقليص رواتب لاعبيه خلال أزمة «كورونا»، وكان ذلك في منتصف مارس الماضي.
وتبعه بايرن ميونيخ حامل لقب البوندسليغا، حيث وافق لاعبوه على تقليص رواتبهم بنسبة 20 في المائة حتى نهاية أبريل الحالي على الأقل.
وكان بوروسيا دورتموند وآينتراخت فرانكفورت ولايبتزيغ من بين مجموعة أخرى تضم أندية عديدة وافق لاعبوها على تقليص رواتبهم.
وأشار ويلي أوروبان قائد لايبتزيغ بأن هذا سيساعد باقي العاملين والموظفين بالنادي على البقاء في وظائفهم.
أما في إنجلترا، فقد أعلن ناديان فقط من ضمن 20 نادياً ينشطون بدوري الدرجة الممتازة عن التوصل لاتفاق بشأن تقليص رواتب اللاعبين.
وكان ساوثهامبتون أول نادٍ يتنازل لاعبوه عن جزء من رواتبهم، وذلك لشهر أبريل الحالي ومايو ويونيو المقبلين، وتبعه ويست هام.
وما زالت أندية كبيرة مثل مانشستر سيتي وآرسنال وتشيلسي تتفاوض مع لاعبيها، حسبما أفادت تقارير إعلامية.
وذكرت صحيفة «ميرور» البريطانية أن جوسيب غوارديولا المدير الفني لسيتي كان منزعجاً من موقف بعض اللاعبين.
رغم هذا، أعلن العديد من اللاعبين رغبتهم بشكل فردي في تقليص رواتبهم، لكن إيجاد حل عام بالدوري الإنجليزي يبدو مستحيلاً، وهو ما أثار انتقادات عديدة من وسائل الإعلام والمشجعين وكذلك من وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الذي دعا اللاعبين لقبول تقليص رواتبهم.
وتم رفض اقتراح رابطة الدوري الإنجليزي الخاص بتقليص 30 في المائة من الرواتب.
ودافعت رابطة اللاعبين المحترفين بإنجلترا عن اللاعبين، وتعللت بأن تقليص الرواتب سيقلص الأموال المدفوعة للضرائب وسيفيد مالكي الأندية الأثرياء.
وشكل اللاعبون مجموعة للتبرع المالي لصالح نظام الخدمة الصحية الوطنية (إن إتش إس) في مبادرة شخصية منهم لكن دون ضغط من أي جهة.
وفي إسبانيا، اتفق برشلونة حامل لقب الدوري مع لاعبيه على تقليص كبير في الرواتب بمن فيهم نجم الفريق ليونيل ميسي، وذلك بعد مفاوضات نشرت تفاصيلها في وسائل الإعلام.
كما اتفق ريال وأتلتيكو قطبا العاصمة الإسبانية مع لاعبيهما على تقليص الرواتب.
وتعرض توني كروس لاعب خط وسط ريال مدريد لانتقادات بعدما بدا معارضاً لإجراءات تقليص الرواتب.
وأشار الألماني في تصريحات إعلامية إلى أنه من الأفضل أن يحصل اللاعبون على رواتبهم كاملة ويقدمون التبرعات بعد ذلك بدلاً من ترك المال للأندية.
بعدها، جادل كروس بعنف عما قصده بكلماته، موضحاً أن معنى بعض كلماته تغير في الترجمة.
في إيطاليا، كان يوفنتوس صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري الإيطالي أول من أعلن عن تقليص راتب نجمه الشهير كريستيانو رونالدو ضمن عدد من اللاعبين وافقوا على تقليص رواتبهم للفترة من مارس الماضي إلى يونيو المقبل.
وسار روما على النهج نفسه بالتنازل عن رواتب أربعة شهور، كما وافق اللاعبون على المساهمة في دعم موظفي النادي الموضوعين حالياً على نظام الأجور الحكومية.
وبالنسبة لباقي أندية الدوري، أعلنت رابطة الدوري الإيطالي في وقت سابق من هذا الشهر أن اللاعبين يجب أن يتنازلوا عن ثلث دخلهم حال عدم اكتمال الموسم.
وفي حالة استئناف الدوري، سيتم الاستغناء عن راتب شهرين.
في فرنسا، ذكرت تقارير إعلامية أن اللاعبين وافقوا على تقليص رواتبهم لحين عودة الأموال التي تحتاجها الأندية بشدة من عقود البث التلفزيوني.
وسيتم تنفيذ عملية تقليص الرواتب على اللاعبين علماً بأن نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي مهاجمي باريس سان جيرمان هما الأكثر تنازلاً عن الراتب.
ويقتصر الاتفاق على توصية ولا يمكن تنفيذه بالإجبار. ورغم هذا، قال مسؤول في باريس سان جيرمان لصحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية أنه يتوقع أن يتبع اللاعبون التوصية ويسيرون على نهج اللاعبين في شتى أنحاء القارة الأوروبية.