أخيراً استقر الاتحاد التونسي لكرة القدم برئاسة وديع الجريء على حسم هوية المدرب الوطني الجديد لقيادة الفريق في التحديات القادمة بتعيين منذر الكبير خلفاً للفرنسي آلان جيريس. وذلك بعد أن ترددت في تونس بعض الأسماء المرشحة لخلافة الفني الفرنسي منها المدرب السابق نبيل معلول.
وكان الكبير قد رفض المقترح الذي قدمه له رئيس الجامعة الجريء والذي ينص على أن يشغل الأخير خطة مدرب مساعد للمدرب الجديد للمنتخب الوطني والذي كاد يكون نبيل معلول رغم حديث البعض عن اعتذاره عن قبول مقترح العودة بعد أن رفض الجريء فكرة تعيين نادر داود كمساعد له.
وكان الكبير أعلم الجريء بأن خبرته ومسيرته التدريبية تفوقان بكثير الرصيد الذي يمتلكه أغلب المرشحين لخلافة جيريس وبالتالي فإن قبوله منصب مدرب مساعد لأحدهم يعد إهانة لشخصه ولمسيرته.
ولعب الكبير (49 عاماً) في صفوف النادي البنزرتي في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يتحول إلى التدريب في أندية جمعية جربة ومستقبل القصرين، ثم تولى الإشراف على الأجهزة الفنية لكبرى أندية الدوري.
وسبق للكبير الإشراف على العديد من الأندية التونسية أبرزها النجم الساحلي والترجي التونسي والنادي الإفريقي.
ولا يملك الكبير إنجازات كبرى في مسيرته التدريبية، حيث أن اللقب الوحيد الذي فاز به هو كأس تونس لموسم 2012-2013 مع النادي البنزرتي، في نسخة شهدت عدم مشاركة الرباعي التقليدي النجم الساحلي والترجي التونسي والصفاقسي والإفريقي.
وأنهى الاتحاد التونسي علاقته التعاقدية مع جيريس وذلك من خلال فسخ هذا العقد بالتراضي.
وحقق منتخب تونس المركز الرابع في كأس الأمم الإفريقية 2019 بعد الخسارة من نيجيريا في مباراة تحديد صاحب البرونزية.
وتعرض جيريس إلى حملة انتقادات من قبل وسائل الإعلام التونسية بسبب اختياراته الفنية خلال البطولة وخاصة في الدور الأول والذي لم يحقق فيه منتخب تونس سوى ثلاثة تعادلات ولم يفز في أي مباراة.
وتولى المدرب الفرنسي تدريب منتخب تونس منذ عام 2018، وجاء خلفاً لفوزي البنزرتي، والذي أقيل بعد ثلاثة أشهر من توليه المهمة بسبب خلاف مع اتحاد الكرة، ودرب جيريس منتخبات إفريقية عديدة، منها مالي والسنغال والغابون، كما درب منتخب جيورجيا لمدة عام.
وعرض الاتحاد التونسي على معلول أن يعود إلى تدريب المنتخب ويبدأ مهمة الإصلاح، لكن الفني التونسي رفض العودة لتدريب المنتخب واعتذر عن عدم قبول العرض دون إبداء أي أسباب. وقال معلول، في تصريحات صحفية “من يعرف حقيقة ما جرى بخصوص عودتي لتدريب المنتخب، هو رئيس الاتحاد وديع الجريء، ونائبه واصف جليل”.
وأضاف “أول من اتصل بي وطرح علي العودة لتدريب المنتخب هو واصف جليل، الذي أبلغته أنه ليس لدي أي مانع، وتقابلت مع رئيس الاتحاد للتفاهم حول العقد، ولم نختلف على الأمور المالية، حيث كنت سأحصل على نفس الراتب الذي كنت أتقاضاه من الاتحاد”.
وأوضح “ما استغربته هو أن هناك أشياء في العقد لم تعجبني فيما يخص تركيبة الجهاز الفني، الذي سيعمل معي وأنا لست ضد الأسماء التي طرحت فهي من الكفاءات لكن أي مدرب يريد أن يكون معه جهازه الذي يختاره”.
وأضاف “أخبرت الجريء بضرورة أن يكون مساعدي، هو نادر داود الذي اشتغلت معه لسنوات، وأرتاح لعمله، وأنا أعتبره من أفضل المدربين الذين اشتغلوا معي”.
وتابع “الجريء رفض أن يكون مساعدي نادر داود، وقال لي لن نعود إلى الوراء”.
وواصل “أريد أن أشير إلى أني لم أكن راضياً على إقالة داود، حين كنت أشرف على منتخب تونس، وأؤكد أن من أقاله ليس وديع الجريء، بل هي أطراف أخرى، وحتى الآن لا أعرف سبب الإقالة التي فوجئت بها”.
وأكد “هذه الإقالة جعلتني لا أتحول لمقر الاتحاد لمدة أسبوعين، وكنت حينها سأنسحب من تدريب نسور قرطاج لكن أمام الرهان الكبير الذي كان ينتظر تونس بمونديال روسيا، عدلت عن هذا القرار، كما أن نادر داود نفسه طلب مني المواصلة، وإتمام المهمة وهذا ما حصل”.
وتابع “بعد المحادثة التي حصلت مع الجريء صليت صلاة الاستخارة ومن الغد اتصلت بنائب رئيس الاتحاد، وتقابلنا وأعلمته بأنني لن أقبل بتدريب المنتخب، إلا إذا كان نادر داود مساعدا لي، لذلك أقول بأن موضوع المنتخب أغلق دون أي رجعة فأي مدرب في العالم يريد أن يكون معه جهازه الفني، وهو ما لم يتوفر لي”.
كان من الطبيعي حصول رياح التغيير في المنتخب، خاصة في ما يتعلق بالنتائج المخيبة للجماهير، أو حتى من باب التحسين، بعد أن نال المدرب الوطني انتقادات كبيرة، وذلك إثر كأس أمم أفريقيا الماضية والتي أقيمت في مصر واقتنصتها الجزائر. وطالت التغييرات جملة من المدربين في المنتخبات الأفريقية، التي شاركت في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، فيما قررت معظم الاتحادات المحلية الاتجاه إلى المدرسة الوطنية لاستعادة الأمجاد بعد فشل المدربين الأجانب في تحقيق الهدف المنشود.
كلمة السر في أغلب المنتخبات الإفريقية كانت للمدرب الوطني الذي أثبت تفوقه في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، بعدما نجح جمال بلماضي في قيادة منتخب الجزائر للتتويج باللقب القاري، فيما قاد أليو سيسيه منتخب السنغال للوصول إلى المباراة النهائية.
