برز المدرب توماس توخيل كالرابح الأكبر في مباراة باريس سان جيرمان ضد مضيفه مانشستر يونايتد في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بابتكار لمزيج ناجح عوّض غياب نيمار وإيدينسون كافاني.
وحقق سان جيرمان فوزاً مريحاً على ملعب أولد ترافورد 2-0 الثلاثاء، في مواجهة فريق دخل المباراة وفي رصيده 10 انتصارات وتعادل في المباريات الـ 11 التي خاضها في مختلف المسابقات بإشراف مدربه الموقت أولي غونار سولشاير.
وفي حين ساد اعتقاد بأن سان جيرمان قد يكون الطرف الأضعف في المواجهة بغياب مفتاحي الهجوم نيمار وكافاني، عوض المدافع بريسنل كيمبيمبي والمهاجم الواعد كيليان مبابي الثغرة، وسجلا هدفين في الشوط الثاني، ليمنحا الفريق أفضلية كبيرة للعبور الى ربع النهائي عندما يستضيف مباراة الإياب على ملعبه بارك دو برانس في السادس من مارس.
ووصل سان جيرمان الى مانشستر على خلفية فشل في تحقيق الفوز في آخر ثلاث مباريات في المسابقات القارية على أرض الفرق الإنجليزية، الا أنه تفوق بشكل لا لبس فيه على مضيفه الذي اكتفى بمحاولة واحدة بين الخشبات الثلاث لمرمى الحارس جيانلويجي بوفون.
وقال توخيل بعد الفوز: "لعبنا بمزيج جيد. الجميع عمل من أجل إغلاق المساحات. بقينا هادئين مع الكرة"، مضيفاً: "كبرنا في هذه المباراة، أقدمنا على الخطوة التالية".
وتابع: "هذا إنجاز جميل من قبلنا".
وفي موسمه الأول في دفة الإدارة الفنية للنادي الباريسي، ظهر توخيل في موقع المبتكر القادر على العبور بالفريق إلى ربع النهائي، وتخطي خيبة الخروج في الموسمين الماضيين من ثمن نهائي المسابقة القارية.
وإضافة إلى تخطي عقبة غياب نيمار وكافاني والظهير توماس مونييه، تمكن توخيل من تحريك فريقه من البداية، ومنحه دفعاً إضافياً خلال الاستراحة انعكس أداء أكثر جسارة واستحواذاً في الشوط الثاني.
وعلق يوليان دراكسلر على أداء فريقه بالقول: "نحن فريق بوجود نيمار وكافاني، النجمين من الطراز العالمي، لكننا فريق أيضاً في غيابهما".
دفعة مبابي
وارتكز سان جيرمان في مباراة الثلاثاء على أداء مهاجمه مبابي الذي لعب على غير العادة في مركز أقرب إلى رأس حربة في غياب الهداف كافاني، وعوّل على دعم من الأطراف من دراكسلر وآنخيل دي ماريا صاحب تمريرة الهدف الثاني.
وأكد مبابي (20 عاماً) الذي يعد من أبرز المهاجمين الواعدين في كرة القدم في الوقت الراهن، أن تعليمات توخيل شكلت عاملاً حاسماً في الفوز.
وصرح بعد المباراة: "قال لي أن أكون مختلفاً عما أنا عليه عادة، وأني قد ألمس الكرة أقل من المعتاد، لكنه طلب مني أيضاً ألا أتقدم كثيراً لأني اللاعب الوحيد القادر على التسلل من خلف المدافعين".
أضاف: "أنصت إليه حتى وإن كان الأمر صعباً لأن ذلك كان جديداً بالنسبة لي، ولا زلت أحاول أن أعتاد على هذا المركز".
ومنح توخيل دوراً أساسياً لدي ماريا الذي أمضى موسماً للنسيان مع يونايتد في 2014-2015، ونوّع في تشكيلته لا سيما من خلال الدفع بالظهير المخضرم داني ألفيش (35 عاماً) نحو مركز الجناح الأيمن، مبقياً على مواطنه ماركينيوس في مركز ارتكاز الوسط الى جانب ماركو فيراتي، في غياب أدريان رابيو «المعاقب» من النادي على خلفية رغبته بالرحيل ورفض تجديد عقده الذي ينتهي نهاية الموسم.
وقال توخيل إن ماركينيوس وفيراتي "كانا مذهلين معاً، (قدما) أداء لا يصدق، لكن لا يمكننا أن نخوض الموسم بأكمله معهما فقط في الوسط".
ويأمل سان جيرمان في تفادي التجربة القارية المرة التي اختبرها الموسم قبل الماضي، عندما تفوق على أرضه برباعية نظيفة على برشلونة في ذهاب ثمن النهائي، قبل أن يخسر 1-6 في الإياب على ملعب كامب ناو، في «ريمونتادا» من الأبرز في تاريخ كرة القدم، وبرز فيها نيمار الذي كان لا يزال في صفوف الفريق الكتالوني.
وبينما يتوقع أن يغيب نيمار وكافاني أيضاً عن الإياب، أظهر الأداء لمشجعي باريس قدرة الفريق على التأقلم وتحقيق نتيجة إيجابية حتى دون هدافهم التاريخي (كافاني) وأغلى لاعب في العالم (نيمار).
وقال مبابي بعد الفوز في المواجهة القارية الأولى بين الفريقين: "نحن سعداء لكننا لا نزال في منتصف الطريق، وسنواصل التحضير بشكل جيد".
وأضاف: "في الشوط الثاني، دخلنا بنيات جيدة لأننا كنا ندرك بأنهم يريدون زيادة الإيقاع ولا سيما تسجيل هدف على أرضهم"، متابعاً: "علينا أن نتوقف عن الخوف، كرة القدم تلعب على أرض الملعب. بالطبع نيمار مهم جداً، كافاني محوري، لكن كرة القدم تلعب على أرض الملعب وهذا ما أظهرناه".
ومع الأفضلية التي حققها الثلاثاء، يجد توخيل نفسه وقد أزاح كمية هائلة من الضغط عن كاهله، لا سيما وأن النادي يسعى منذ العام 2011 (تاريخ استحواذ شركة قطر للاستثمارات الرياضية على ملكيته) بانتظار مواجهة الإياب.