سيكون تشافي هيرنانديز كالعادة القلب النابض لمنتخب إسبانيا "لا فوريا روخا" الساعي إلى أن يكون أول من يتوج بثلاثية كأس أوروبا - كأس العالم - كأس أوروبا عندما يخوض غمار نهائيات يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا.
لا أحد بإمكانه التشكيك بالدور الحيوي الذي يقوم به تشافي إن كان مع المنتخب الوطني أو فريقه برشلونة، ولا يمكن تحديد أهمية هذا اللاعب الفذ بتمريراته البسيطة والسلسة والمتقنة وحسب، بل بالذكاء الذي يتمتع به ما يميزه كثيراً عن لاعبين آخرين، وهو الذي ساهم في قيادة إسبانيا إلى لقب كأس أوروبا للمرة الأولى منذ عام 1964 وبرشلونة إلى الظفر بستة ألقاب خلال عام 2009 و20 لقباً منذ أن بدأ مشواره الاحترافي مع النادي الكتالوني.
ويعتبر تشافي محرك المنتخب وهو قائد بامتياز ونادراً ما يخسر الكرة أو يقوم بتمريرة خاطئة، إنه قائد أوركسترا خط الوسط ويمتلك قدرة مذهلة على قراءة اللعبة ويستطيع أن يفرض بصمته على مجرياتها.
"إن انتصار إسبانيا مرده إلى تبنيها فلسفة تمرير الكرة، ولأن لعبي يعتمد على هذه الفلسفة فقد نلت هذه الجائزة"، هذا ما قاله تشافي بعد اختياره أفضل لاعب في كأس أوروبا 2008 إثر قيادته منتخب بلاده للفوز على ألمانيا 1-0 في النهائي.
لكن لاعب الوسط الذي يقوم بصناعة الألعاب في صفوف برشلونة منذ أكثر من عقد من الزمن، ليس مجرد ممر جيد للكرة فحسب، فإلى جانب رؤيته الثاقبة وخياله في وسط الملعب، فإن تشافي يبذل جهوداً خارقة ولا يتردد بالواجب الدفاعي أيضاً ويستطيع أن يشغل أي مركز في وسط الملعب، وهو قارئ جيد للعبة ويمتاز بتسديدات قوية ودائماً ما يسهم بكثير من الأهداف لفريقه.
يجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير كثيراً على زملائه أكان في برشلونة أو في صفوف منتخب بلاده.
وبعد أن تدرج في صفوف أكاديمية البارسا في حقبة المدرب الهولندي الشهير يوهان كرويف وفريق الأحلام، سار تشافي على خطى الرجل الذي كان ملهماً لذلك الفريق وهو مدربه في النادي الكتالوني منذ 2008 بيب غوارديولا الذي قرر الرحيل عن النادي في الفترة الأخيرة.
في الواقع، تشافي هو الذي حل مكان غوارديولا المصاب موسم 1999-2000، وكان جاهزاً للحلول مكانه بصورة دائمة عندما انتقل الأخير إلى الدوري الإيطالي، ومنذ ذلك الحين، ومهما كانت هوية المدرب الذي أشرف على برشلونة، فإن تشافي كان الاسم الأول على لائحته، ومهما كانت فلسفة مدرب برشلونة فإنه لم يجد لاعباً مثل تشافي القادر بلمحة أن يمرر كرة متقنة باتجاه زميله أو الخروج من موقف حرج بفضل استحواذه الرائع على الكرة أو حتى رغبته في تأمين الحماية لرباعي خط الدفاع.