رغم أن قرار الاتحاد الألماني لكرة القدم ورابطة الدوري كان متأخراً بتأجيل مباريات الدوري المحلي خاصة أن اللاعب الأول الذي أصيب بفيروس كورونا ينشط في الدرجة الثانية وهو تيمو هوبرز لاعب هانوفر، ليتم إعلان التأجيل بعد المرحلة الماضية التي أقيمت الأسبوع الماضي وقد تكون أسباب عدم تأجيله مبكراً تكمن بتمسك بعض الأندية باستكمال المنافسات دون جمهور.
أعلنت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم إيقاف مسابقتي دوري الدرجة الأولى والثانية، لتلحق بركب الدوريات الكبرى التي سبقت واتخذت نفس القرار بعد تفشي وباء كورونا في القارة الأوروبية.
وأفادت رابطة الدوري الألماني، أنها تعتزم إيقاف النشاط الكروي بداية من 17 مارس، على أن تقام مباريات المرحلة الـ 26 من البوندسليغا بدون جمهور، حيث كان مقرراً لها أن تنطلق أول أمس.
لكن الرابطة أعلنت لاحقاً تعليق مسابقاتها حتى 2 أبريل القادم، وذلك قبل ساعات من انطلاق مواجهة دوسلدورف وباديربورن التي كانت مقررة أمس.
وانضم الدوري الألماني لسلسلة إيقافات نشاطات كرة القدم في القارة الأوروبية، حيث سبق وتم إعلان تعليق مسابقات الدوري الإيطالي والفرنسي والإسباني والهولندي والإنجليزي.
ولا شك أن الدوري الألماني سيتعرض لخسارة مالية كبيرة في حالة الإعلان عن توقفه، ولن تقل الخسائر عن تلك المعلنة من الدوري الإنجليزي وهذا ما تخاف منه أندية البوندسليغا، لهذا هناك توجه كبير من عدد من الأندية لاستكمال ما تبقى من الدوري.
ووفقاً للتقارير الصحفية الالمانية أمس، فإن توقف الدوري بسبب تفشي فيروس كورونا، قد يتسبب في استنزاف خزائن الأندية، وهذا ما أشارت اليه خاصة صحيفة «سبورت بيلد» التي أفادت بأنه حال إلغاء الموسم وعدم استئنافه، فإن أندية البوندسليغا ستخسر حوالي 750 مليون يورو، أي أقل من الخسائر التي يتكبدها الدوري الإنجليزي بقليل.
وتتمثل خسائر الدوري الألماني في البث التلفزيوني فقط، فإن عدم إذاعة المراحل الـ 9 المتبقية سيسبب خسائر تبلغ حوالي 370 مليون يورو.
وكان كارل هاينتز رومينيغيه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ، ونظيره في بوروسيا دورتموند، هانز يواكيم فاتسكه، قد حذرا بالفعل من عواقب إلغاء الموسم على كافة الأندية.
ودعت رابطة كرة القدم الألمانية لاجتماع ممثلي الأندية الـ 36 المحترفة، لمناقشة الوضع الراهن، من أجل التوصل لقرار حاسم بشأن الأزمة الحالية.
وهناك خسائر أخرى محتملة بمئات الملايين قد تنتج عن خسارة حقوق الرعاية وأموال بيع التذاكر، وهي أسباب كافية لجعل مكاتب مجالس إدارات الأندية في جميع أنحاء ألمانيا يسودها التوتر فجأة.
وقال أليكساندر فيهرلي المدير الإداري لنادي كولون وعضو رابطة الدوري الألماني «إنها قيمة كبيرة، نحن أيضاً مؤسسة أعمال، نحن نادي كرة قدم ولكن بالتأكيد أيضاً هناك عامل اقتصادي.
«من خلال هذا فهي نقطة مأساوية في البوندسليغا، لكن من المهم جداً أن نبقى هادئين».
ووفقاً لفاتسكه فإن اجتماع رابطة الدوري الألماني العام اليوم في فندق بمطار فرانكفورت أكثر من مجرد الخطوات الأولى في التعامل مع «الأزمة الأكبر» لكرة القدم الألمانية للمحترفين.
وأشار إلى أن إيجاد السبيل الأفضل لإنهاء الموسم بحلول 30 يونيو على أقصى تقدير يأتي كأولوية، لكن الأمر قد يتخطى هذا بكثير لأنه في أسوأ الحالات قد تمتد هذه الآثار إلى الموسم المقبل.
وأوضح فاتسكه «هناك أمل بأن تكون أندية البوندسليغا قد حققت قدراً من المال في الأعوام القليلة الأخيرة يكفي لنجاة الجميع من هذه الأزمات».
من جانبه قال رومينيغيه «إذا لم تكن هذه الأموال قد تحققت فإن التوقعات تشير إلى معاناة الأندية الصغيرة والمتوسطة من صعوبات مالية».
هناك اتجاه لاستئناف البوندسليغا مطلع أبريل بعد فترة التوقف الدولي المقبلة، لكن هذا الأمر ربما يتطلب إقامة المباريات بدون جمهور، وهو ما سيرضي القنوات التليفزيونية الناقلة للمباريات لكنه بالتأكيد سيغضب الجماهير.
ستكون هناك قضايا رياضية عالقة حال تقرر إلغاء البوندسليغا اليوم حيث أن 75 بالمائة من الأصوات ستكون كافية لإرساء الأمر على ما هو عليه، لكن في هذه الحالة لن يتم التعرف على بطل ألمانيا لعام 2020.
أيضاً سيكون هناك حاجة لأغلبية الأصوات من أجل زيادة عدد فرق البوندسليغا لتجنب أي أسئلة صعبة تخص مسألة الصعود والهبوط، لكن من غير المتوقع اتخاذ قرارات في هذا الصدد خلال الساعات القليلة القادمة.