تبخرت آمال جيانلويجي بوفون في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عندما انتهت آخر محاولة للحصول على هذا المجد بنوبة غضب وبطاقة حمراء واتهامات مريرة بعد خروج فريقه يوفنتوس من ربع النهائي على يد ريال مدريد أمس الأربعاء.
واستشاط حارس مرمى ايطاليا الكبير غضباً من قرار الحكم مايكل أوليفر الذي احتسب لريال ركلة جزاء مثيرة للجدل لكنها حاسمة على ملعب سانتياغو بيرنابيو في فوز يوفي بنتيجة 3-1 ليمنح الفريق الإسباني التفوق 4-3 في النتيجة الإجمالية لمواجهتهما في ربع النهائي.
وفي اللحظة الأكثر حزناً في المسيرة الرائعة للحارس البالغ عمره 40 عاماً، اندفع بوفون باتجاه الحكم الإنجليزي وصرخ في وجهه حتى أشهر أوليفر الذي كان محاطا بلاعبين آخرين من يوفنتوس في وجهه البطاقة الحمراء.
ووجه بوفون انتقادات حادة إلى أوليفر بعد المباراة قائلاً أنه لم يكن على مستوى المباراة وكان يجب أن يكون في المدرجات يتسلى بتناول المقرمشات وأنه ليس لديه قلب بل سلة مهملات.
وحرمت البطاقة الحمراء بوفون من لحظة مجد أخيرة في مباراته 117 والأخيرة على الأرجح في دوري أبطال أوروبا، مع اعتزاله المتوقع بنهاية الموسم، عن طريق محاولة التصدي لركلة جزاء كريستيانو رونالدو.
ولم يستطع بديله فويتشيك تشيزني التصدي لتسديدة البرتغالي الصاروخية، لكن بوفون كان لا يزال يلوم أوليفر بعد انتهاء المباراة بفترة طويلة على قرارين شعر بأنهما ظالمين وهما ركلة الجزاء وطرده.
وأبلغ الحارس الإيطالي محطة "ميدياست بريميوم" التلفزيونية: "كانت واحداً على عشرة من ركلة جزاء، لا يمكن لإنسان أن يدمر حلماً كهذا في نهاية انتفاضة غير عادية في موقف مشكوك فيه.
"بالتأكيد ليس لديه قلب في صدره، بل سلة مهملات. وفوق كل ذلك إذا لم تمتلك الشخصية للسير في ملعب كهذا وفي ملعب كهذا، بإمكانك الجلوس في المدرجات رفقة زوجتك وأطفالك لتتناول المشروبات الغازية والمقرمشات.
"لا يمكن أن تدمر أحلام فريق، كان من الممكن أن أقول للحكم أي شيء في هذه اللحظة لكن كان عليه أن يفهم حجم الكارثة التي كان يتسبب فيها، إذا لم تستطع التعامل مع الضغط ولم تمتلك الشجاعة لاتخاذ قرار، فيجب أن تجلس في المدرجات وتتناول المقرمشات".
وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، ومع تبقي 30 ثانية على الوصول لوقت إضافي، سقط لوكاس فاسكيز تحت ضغط مهدي بنعطية وبدا قرار احتساب ركلة جزاء غير قوي.
وأبعد زملاء بوفون الحارس المخضرم قبل أن يغادر الملعب في النهاية. وتحولت ما كان من الممكن أن تصبح أروع لياليه، إذ تلقى بالفعل تحية من الجماهير في ملعب سانتياغو بيرنابيو بعد نهاية الشوط الأول إلى كابوس.
وهذه رابع مرة يطرد فيها بوفون، لكنها الأولى في مشواره الرائع في دوري الأبطال. وكانت الكأس الأوروبية الجائزة الكبرى الوحيدة التي راوغته حتى الآن.
ويدرك زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد أكثر من أي شخص آخر الطبيعة القاسية لما حدث.
ففي آخر مباراة في مسيرته المذهلة، طرد زيدان بعدما نطح ماركو ماتيراتزي في نهائي كأس العالم 2006، وهي المباراة التي فازت فيها إيطاليا بركلات الترجيح بفضل حارس مرمى يدعى بوفون.
وقال زيدان: "لا أعتقد أنه يستحق الطرد. على كل حال، لا يجب أن يمحو كل شيء فعله بوفون لكرة القدم. إنه لاعب مذهل".