برشلونة يتطلع إلى التعافي مع سيتين

تاريخ النشر: 16 يناير 2020 - 07:25 GMT
غريزمان (يمين) أمام فرصة لإثبات وجوده بعد إصابة سواريز
غريزمان (يمين) أمام فرصة لإثبات وجوده بعد إصابة سواريز

يتطلع برشلونة بقيادة مدربه الجديد كيكي سيتين إلى البناء على الهفوات التي وقع فيها المتعثر إيرنيستو فالفيردي لمعالجة بعض الأخطاء، من أجل تحقيق التعافي ودعم حظوظه في المنافسة على الألقاب محلياً وقارياً.

ويرى محللون أن المهمة التي أوكلت إلى هذا المدير الفني الجديد تبدو صعبة قياساً بحجم التطلعات التي ترسمها إدارة النادي والمنافسات التي يخوضها الفريق على أكثر من جبهة، وما يزيد من صعوبة هذه المهمة التجربة المتواضعة لهذا المدير الفني الذي لم يسبق له أن قاد فرقا كبرى في حجم برشلونة.

لكن سيتين أعلن منذ تعيينه الثلاثاء أن الوعد الوحيد الذي يمكن أن يقطعه هو “أن يلعب فريقي جيداً”.

وقال مدرب ريال بيتيس السابق “وعدي الوحيد هو أن يلعب فريقي جيداً. جميعكم يدرك أني أملك شخصية. هنا، سأتولى الإشراف على فريق يلعب بطريقة جيدة منذ سنوات، ثمة أشياء صغيرة لتغييرها”.

يدرك برشلونة كما العديد من اللاعبين أن الوضعية التي يمر بها الفريق ليست كارثية بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكنها تحتاج إلى مدرب قادر على تغيير دفة الأمور إلى الأمام عبر خيارات تكتيكية مدروسة ومعالجة بعض الأخطاء في مراكز بعينها، والأهم من ذلك تثبيت العزيمة لدى لاعبيه في المنافسة على الألقاب القارية.

ومن بين التحديات الكبرى التي تنتظر سيتين مع البلاوغرانا معالجة الأخطاء في الخط الخلفي للفريق، بعد الأخطاء الكارثية التي وقع فيها الفريق وليس آخرها في كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد.

وتلقى برشلونة حتى الآن 23 هدفاً في الدوري، أي نحو ضعف ما تلقاه وصيفه بفارق الأهداف ريال مدريد وأتلتيكو مدريد الثالث.

ولم تتعلق مشكلة الفريق بالأخطاء الفردية بقدر ضعف إيقاعه في مواجهة الهجمات المرتدة.

ونجحت الأندية في إيلام برشلونة في الهجمات المرتدة السريعة، وبدا لاعب الارتكاز سيرجيو بوسكيتس مكشوفاً في أحيان كثيرة أمام رباعي خط الدفاع.

ومع بلوغ قلب الدفاع جيرارد بيكيه الثالثة والثلاثين من عمره الشهر المقبل وصراع سامويل أومتيتي لاستعادة لياقته، قد يحتاج الفريق الكتالوني إلى التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات المقبلة. ويتعين على سيتين، البالغ من العمر 61 عاماً وغير المعروف بأساليبه الدفاعية، تمتين دفاعه.

وهناك ملف آخر موكول إلى المدير الفني الجديد البت فيه، وهو ملف أنتوان غريزمان الذي أثار العديد من التوقعات بعد انضمامه مقابل 120 مليون يورو (135 مليون دولار أميركي) من أتلتيكو مدريد الصيف الماضي.

لكن بطل العالم لم يظهر سوى لمحات من أفضل مستوياته مع برشلونة، وبشكل خاص لأنه لم يحصل بعد على فرصة اللعب في مركزه المفضل.

لكي يزج به في تشكيلة تضم النجم ليونيل ميسي وصديقه لويس سواريز، اضطر فالفيردي إلى وضع بطل العالم على الجهة اليسرى.

لكن مع غياب سواريز لأربعة أشهر بسبب الإصابة في ركبته، قد يحقق غريزمان رغبته في اللعب في قلب الهجوم إذا تفطن سيتين إلى هذه المسألة واتخذ قراره بشكل جريء.

الأهم من الهفوات ومراكز اللاعبين في الفريق هو المنافسة على الألقاب، وهو أمر ترك انطباعاً سيئاً لكل من تابع العملاق الإسباني، خصوصا العام الماضي، حيث غادر برشلونة دوري أبطال أوروبا في الموسمين الماضيين أمام روما وليفربول.

وفي ملعب آنفيلد، تخوّف لاعبو برشلونة من تكرار ما حصل معهم الموسم قبل الماضي، لكن المدافع بيكيه أقر بأنهم استعادوا بسرعة تلك الذكريات.

وخيّمت تلك المخاوف مجددا هذا الموسم، على غرار الهشاشة الدفاعية في مواجهة المرتدات والضعف تحت الضغط.

وفي نوفمبر، تلقى برشلونة ثلاثة أهداف في سبع دقائق ضمن الشوط الثاني، ليخسر أمام ليفانتي، فيما كان الهدفان المتأخران لمصلحة أتلتيكو الأسبوع الماضي ضمن نصف نهائي الكأس السوبر في السعودية، بمثابة القشة التي أطاحت بفالفيردي.

هنا يتعين على المدرب الجديد العمل على تحسين الحالة النفسية للاعبيه خصوصاً في المسابقات الكبرى.

ويمتلك برشلونة العديد من المؤشرات التي تجعله قادراً على استعادة تعافيه شرط أن يسعى سيتين إلى استخراج ما يمتلكه لاعبوه لتحقيق أحلام الفريق.