على مدار عقود، واجه بايرن ميونخ عدداً من المنافسين الذين فجروا بعض المفاجآت ولكن أحداً منهم لم يستطع تجريد بايرن من هيمنته شبه المطلقة على كرة القدم الألمانية.
وأحكم بايرن قبضته على الكرة الألمانية داخل وخارج الملعب لعقود طويلة ولم يترك الفرصة لأي من منافسيه لسحب البساط من تحت أقدامه رغم النجاح الذي حققته بعض الفرق على فترات متباعدة في الدوري الألماني (بوندسليغا).
لهذا، لا يخشى الفريق البافاري المسيرة الرائعة التي يقدمها لايبزيغ حالياً في موسمه الأول بالبوندسليغا والتي يطمح لايبزيغ في تتويجها بمفاجأة خلال مباراته مع بايرن غداً الأربعاء بالمرحلة السادسة عشرة من المسابقة قبل بدء العطلة الشتوية.
وعلى مدار العقود الماضية، واجه بايرن العديد من العواصف التي أثارها منافسون له ولكنه نجح في اجتيازها جميعاً دون أن يفقد سيطرته على الكرة الألمانية.
وواجه بايرن بعض المقاومة والتحديات في مواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ في سبعينيات القرن الماضي ثم من هامبورغ في الثمانينيات ثم من فيردر بريمن وبوروسيا دورتموند في التسعينيات، وعاد دورتموند ليشكل بعض التحدي لبايرن في المواسم القليلة الماضية بخلاف المفاجأة التي فجرها فولفسبورغ بإحراز لقب البوندسليغا في موسم 2008-2009.
ولكن أياً من هذه الأندية لم ينجح في الصمود طويلاً على طريق المنافسة مع بايرن ولم يستطع أي من هذه الأندية تجريد البافاري من مكانته الرائعة على الساحة الألمانية.
وبعد نجاح دورتموند في التخلص من أزمته المالية، التي كادت تدفع النادي إلى إعلان الافلاس قبل نحو عشر سنوات، توج الفريق بلقب البوندسليغا في 2011 و2012 لكنه تراجع بعدها تاركاً الساحة لبايرن الذي احتكر لقب البوندسليغا في المواسم الأربعة الماضية ليؤكد قبضته الحديدية مجدداً على الكرة الألمانية.
ورفع بايرن رصيده إلى 26 لقباً في تاريخ البوندسليغا بفارق هائل عن الفريق صاحب المركز الثاني في قائمة المتوجين باللقب وهو نورمبيرغ الذي توج بلقب البوندسليغا تسع مرات سابقة.
كما أحرز بايرن لقب كأس ألمانيا 18 مرة ولقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات بخلاف خمسة ألقاب في كأس السوبر الألماني وكأس إنتركونتيننتال عامي 1976 و2001 وكأس العالم للأندية في 2013.
إلى جانب كونه الأكثر نجاحاً من بين جميع الأندية الألمانية، يشتهر بايرن أيضاً بأنه الأغنى في ألمانيا حيث يمتلك ملعبه الخاص آليانز آرينا، كما بلغت عائدات النادي مؤخراً 8ر626 مليون يورو (3ر661 مليون دولار) وهو رقم قياسي جديد علماً بأن هذه العائدات حققت زيادة بلغت أكثر من 100 مليون يورو عن نظيرتها في العام السابق.
ويأتي دورتموند في المركز الثاني بفارق هائل حيث بلغت عائداته 3ر376 مليون يورو لنفس الفترة في العام المالي 2015-2016.
ولعب أولي هونيس الذي عاد مؤخراً لرئاسة النادي بعدما قضى عقوبة السجن المفروضة عليه بسبب التهرب الضريبي دوراً بارزاً في هذا النجاح الذي حققه بايرن وذلك من خلال توليه منصب المدير الإداري للنادي على مدار نحو ثلاثة عقود.
ويتصدر بايرن حالياً جدول البوندسليجا برصيد 33 نقطة وبفارق الأهداف فقط أمام لايبزيغ الذي أصبح مصدر التحدي الجديد لبايرن في البوندسليجا قبل مباراتهما الصعبة غداً علماً بأن لايبزيغ الصاعد لدوري الدرجة الأولى هذا الموسم يحظى بدعم هائل من شركة "ريد بول" النمساوية العملاقة لصناعة مشروبات الطاقة.
وقال هونيس أنه يرى لايبزيغ منافساً جديداً لبايرن ولكن مانويل نوير حارس مرمى الفريق البافاري لم يبد أية مخاوف، على الأقل حتى الآن.
وقال نوير في تصريحات نشرتها مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية: "لا اعتقد أن لايبزيغ يمكنه أنه يحقق على مدار السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة ما حققه دورتموند في السنوت الماضية. دورتموند لا يزال منافسنا على المدى الطويل".
كما يشهد الدوري الألماني أندية أخرى تحظى بدعم كبير من مصانع أو شركات أو رجال أعمال.
ويبرز من هذه الأندية باير ليفركوزن وفولفسبورغ وهوفنهايم.
ولكن أياً من هذه الأندية لم ينجح في تهديد سطوة بايرن الرياضية والمالية، وتمثل هذه الأندية استثناءات في قواعد حقوق ملكية الأندية الألمانية والتي لا تسمح لأي مستثمر بفرض سطته التامة على النادي إلا من خلال تقديم التمويل لهذا النادي على مدار 20 عاماً.
ومن المرجح أن تتزايد هيمنة بايرن ما لم تلغى قاعدة 50+1، وحتى إن حصل هذا، سيكون بايرن ميونخ الأكثر استعداداً للتأقلم مع الظروف الجديدة.
