أعلن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي تعاقده رسمياً مع المهاجم الدولي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من ميلان الإيطالي.
ولم يتطرّق النادي الباريسي لقيمة العقد والشروط المالية، لكن صحيفتي "ليكيب" و"لوباريزيان" وإذاعة "مونتي كارلو" الرياضية ذكرت أن المهاجم السويدي سيتقاضى بين 14 و15 مليون يورو سنوياً ليصبح بالتالي الأعلى أجراً في الدوري الفرنسي، وهو الامر الذي تسبب بحملة من الانتقادات قادتها وزيرة الرياضة في فرنسا فاليري فورنيرون التي اعتبرت أن هذه الأرقام "خيالية وغير منطقية"، مشيرة إلى "غياب القوننة تماماً" في كرة القدم.
واشار البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي لسان جيرمان إلى أن ضم إبراهيموفيتش (31 عاماً) سيكون خاتمة التعاقدات بالنسبة لفريقه الذي ضمّ امس ايضاً لاعب الوسط الإيطالي الشاب ماركو فيراتي (19 عاماً) الذي كان يدافع عن ألوان بيسكارا منذ العام 2008، وذلك بعد التعاقد مع النجم الأرجنتيني إيزيكييل لافيتزي من الفريق الإيطالي الآخر نابولي، والبرازيلي تياغو سيلفا من ميلان أيضاً.
ورأى ليوناردو أن التعاقد مع إبراهيموفيتش يشكل تغييراً هاماً في الأبعاد التي يأخذها النادي الباريسي بقوله: "دخلنا فعلاً أعلى مستويات سوق الانتقالات، لا نتحدث عن الناحية الاقتصادية وحسب، بل عن الناحية الرياضية أيضاً. هذا الأمر ليس بالجديد في عالم كرة القدم، لكنه جديد على باريس سان جيرمان".
وواصل: "نحن فخورون جداً برؤيتنا المشاعر التي تختلج الناس في الشارع. نشعر أننا أقوى بوجود إمكانية حقيقية لتحقيق شيء مهم. هذا الأمر يسعدنا".
ويأمل النادي الباريسي من خلال ضمه إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا ولافيتزي إلى الفوز بقيادة المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ عام 1994 بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مبتغاه الموسم الفائت، لكنه انتهى في نهاية المطاف بالمركز الثاني ليذهب اللقب لمصلحة مونبلييه.
ويعول النادي الباريسي على إبراهيموفيتش لكي يقوده في دوري أبطال أوروبا، البطولة التي أصبحت تشكل عقدة للمهاجم السويدي، لأنه فشل حتى الآن في إحراز لقبها، وهو يأمل أن يتخلص منها الموسم المقبل، كما أن على إبرا التخلص من مزاجيته لكي يحقق هذا المبتغى.
ومن المؤكد أن إبراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جداً الذين نجحوا في أن يكسبوا محبة مئات الآلاف من المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه أنه غالباً ما فشل في الامتحانات الكبرى، في حين يؤكد مشجعوه أن اللاعب الذي توج بألقاب مع أياكس امستردام ويوفنتوس (جرد الأخير من لقبيه في الدوري بسبب تلاعبه)، وإنتر وبرشلونة وصولاً إلى ميلان.
واللاعب الذي كلف هذه الاندية أموالاً طائلة للتعاقد معه لا يمكن أن يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دوراً أساسياً في فوز فرقهم.
اما بالنسبة لمنتقدي إبراهيموفيتش فهم يرون أنه يتألق أمام المنافسين "الصغار" وحسب، وأن فشله في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا وفي التألق مع منتخب بلاده في البطولات الكبرى يؤكدان هذا الأمر.
وكان نصف النهائي المشوار الأبعد للمهاجم السويدي في دوري أبطال أوروبا، وحقق هذا الأمر مرة واحدة فقط، ويرى منتقدوه بأنه لا يقدم أي شيء يذكر عندما يكون فريقه بأمس الحاجة إليه.
لكن، وكما يقول المدرب الاسكتلندي الفذ أليكس فيرغسون أن المهمة الأصعب هي الفوز بلقب الدوري المحلي وقد تمكن "إبرا" من تحقيق هذا الأمر في سبع مناسبات حتى الآن في ثلاث بطولات مختلفة ومع أربعة فرق مختلفة.
كما توج المهاجم السويدي هدافاً للدوري الإيطالي مرتين في المواسم الأربعة الأخيرة، مرة مع إنتر وأخرى مع ميلان، كما اختير مرتين من قبل الاتحاد القاري للعبة ضمن أفضل تشكيلة أوروبية، ونال جائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي ثلاث مرات وافضل لاعب سويدي ست مرات.