الموت المفاجئ... كابوس ملاعب كرة القدم!

تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2012 - 04:18 GMT
البوابة
البوابة

لم يعد مستغرباً في العقد الأخير أن ترى لاعباً في ريعان شبابه وفي أفضل حالاته البدنية يسقط ولا يحرك ساكناً والأسباب مختلفة، لكن النتيجة واحدة هي الوفاة.

ظهرت حالات الموت المفاجئ في ملاعب كرة القدم بشكل متقطع لسنوات طويلة إلا أن السنين العشر الأخيرة شهدت تكرارها بشكل مكثف.

وتعد الحالة الأشهر والتي نبهت الجميع بقوة نحو هذه المشكلة كانت سقوط مارك فيفيان فوي لاعب وسط منتخب الكاميرون والذي كان معروفاً بالقوة البدنية الكبيرة وأنه من أكثر لاعبي العالم ركضاً في الملعب إلا أنه ودون أي مقدمات سقط على أرضية الملعب في الدقيقة 72 في دائرة المنتصف من دون أن يلمسه أي لاعب وتم تقديم الإسعافات الأولية على أرضية الملعب فوراً واستمروا لمدة 45 دقيقة في محاولة لإعادة تشغيل القلب ولكن تم الإعلان عن وفاته رسمياً على أرضية الملعب.

بعد الفحص الطبي الثاني قررت لجنة من الأطباء أن سبب وفاة فوي كان تضخماً في عضلة القلب.

حالة فوي المفاجئة فتحت العديد من التحقيقات حول جدية الأندية في عمل إجراءات فحص بشكل دوري للاعبين وكان رد الأندية أن الاتحادات القارية والدولية تجبر الأندية على عمل كشف شامل على جميع اللاعبين قبل المشاركة في البطولات الكبرى وهو ما يوضح أنه على الرغم من الفحوصات إلا أنه لم يتم اكتشاف أي أمراض أو إصابات تعرض اللاعبين للخطر في المستقبل.

تكررت حوادث الوفاة في ملاعب كرة القدم العربية مؤخراً وتعد أشهر حالتين كانت لاعبي الأهلي المصري محمد عبد الوهاب الذي كان في قمة مستواه الفني والبدني قبل سقوطه بشكل مفاجئ أثناء تدريبات الفريق المعتادة، فاللاعب كان يمر بحالة من التوهج الكروي وكان قد قدم مستويات رائعة مع المنتخب المصري في بطولة إفريقيا 2006 وحجز مكاناً أساسياً في الأهلي وكان صاحب المجهود الوفير في الملعب إلا أنه ودون أية مقدمات وجد زملاؤه في الفريق أن عبد الوهاب سقط على أرضية الملعب.

وعلى الرغم من محاولات الجهاز الطبي للنادي الأهلي لإعادة تشغيل قلبه إلا أن اللاعب كان قد فارق الحياة.

ومن الحالات الأخرى وحسب ما ذكرته صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية وفاة لاعب خط وسط ليفورنو الإيطالي بييرماريو موروسيني بعد مرور 30 دقيقة فقط من مباراة ليفورنو على ملعب بيسكارا الموسم الماضي، حيث سقط اللاعب على الأرض مغشياً عليه ولم يفق فيما بدا للوهلة الأولى أنها سكتة قلبية.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن أفراد سيارة الإسعاف التي نقلت اللاعب إلى المستشفى أكدوا أن بعض التشنجات ظهرت على جسد اللاعب خلال نقله وأن إجراءات الإسعاف فشلت في إنقاذه.

ويبدو أن المسعفين لم يستخدموا أجهزة الصدمات الكهربائية لتنشيط القلب، رغم التأكيدات على وجود جهازين في الملعب وآخر في سيارة الإسعاف.

وقال كبير أخصائي القلب بالمستشفى ليوناردو بالوتشيا والذي كان بالاستاد ورافق اللاعب في سيارة الإسعاف: "الحقيقة أن هذه الأجهزة لم تستخدم، ولكني لا اعتقد أنها كانت ستغير النتيجة، خاصة وأن الرحلة إلى المستشفى كانت قصيرة للغاية وتقتصر على ثلاث دقائق فقط". مشيراً إلى أن فريق الإنقاذ في المستشفى استخدم أجهزة الصدمات الكهربائية للقلب دون جدوى.

الكرة التونسية هي أيضاً تعرضت لصدمة كبيرة حينما فارق اللاعب الهادي بن رخيصة الحياة لكن هذه المرة كان السبب هو بلع اللسان نتيجة إغماء مفاجئ.

لاعبون آخرون تعرضوا لنفس الحالة، لكن القدر كان رحيماً بهم وتم إسعافهم بالشكل المطلوب منهم ماجد عبد الله وعدنان عبد الشكور وراشد المقرن وبشير التابعي وعماد النحاس ومحمد صديق.

كرة القدم ليست الرياضة الوحيدة التي تعلق بها الشارات السوداء إعلاناً برحيل أحد لاعبيها بل هي تحتل المركز الثالث بين أكثر الرياضات التي يتعرض ممارسوها للموت المفاجئ.

وتحتل المركز الأول رياضة سباقات الدراجات تليها رياضات ألعاب القوى خصوصاً ركض المسافات القصيرة ثم كرة القدم وأخيراً التزلق على الجليد.

حالة إغماء في 17 مارس الماضي وسط مباراة بولتون وتوتنهام في كأس انجلترا لفابريس موامبا، وقد أدت هذه الحالة لإلغاء المباراة بالكامل وسط أجواء مرعبة ومخيفة بعد سقوطه المفاجئ وتوقف قلبه لمدة 78 دقيقة، إلا أن العناية الإلهية كتبت له الشفاء.

ومن ثم بعد ذلك اضطر اللاعب إلى إعلان اعتزاله كرة القدم عملاً بنصيحة الأطباء المختصين.

وسائل الحماية ولوقاية المثالية لهذه الحوادث وهي الفحص بشكل دائم خصوصاً الفحص الخاص بعضلة القلب التي تعتبر السبب الأبرز في حالات الوفاة بين الرياضيين إضافة إلى وجود استعدادات طبية على أعلى مستوى في ملاعب كرة القدم خصوصاً والملاعب الرياضية بشكل عام حيث يؤكد الأطباء وجود غرف للإنعاش الطبي فيمكن إنقاذ الرياضيين الذين يتعرضون لهبوط في عدد ضربات القلب أو حدوث مشاكل في التنفس، كما أن تدريب الأطباء على حوادث مثل بلع اللسان يساعد بشكل كبير في التقليل من خطورة مثل هذه الحوادث.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن