انتقل فيروس التلاعب بنتائج المباريات بغرض المراهنات وما تدره من أموال على أعداء اللعب النظيف، انتقلت من ملاعب كرة القدم إلى صالات كرة اليد بعد الفضيحة التي هزت عرش الرياضة الفرنسية بسبب التلاعب الذي حدث في إحدى مباريات دوري كرة اليد وتورط فيها عدد من نجوم هذه اللعبة التي كما نعلم تحظى بشعبية واسعة في فرنسا وتجد اهتماماً إعلامياً لا يقل عن ليغا كرة القدم الفرنسية،
الأمر الذي دفع السلطات الرياضية لاتخاذ إجراءات شرطية وقضائية عاجلة وسريعة بحجز المتهمين والتحقيق معهم على النحو الذي تناقلته وسائل الإعلام الأسبوع الفائت، ورغم أن القضية لا زالت في طور التحقيق مع عدد من اللاعبين إلا أنها أثارت خوف السلطات الفرنسية بأن يكون لمافيا المراهنات المنتشرة في القارة الأوروبية يد في هذه الحادثة مما يشكل تهديداً لسمعة الرياضة الفرنسية وانتهاكاً لنزاهة التنافس في ملاعبها المحلية.
ولكن الحادثة في حد ذاتها تعكس مدى خطورة الاثار السلبية التي بدأت تخلفها عمليات المراهنات الرياضية في القارة الأوروبية التي تنظمها وتشرف عليها عدد من الشركات المتخصصة التي وجدت في ساحات التنافس مرتعاً خصباً لجني أموال ضخمة بدأت تستخدمها في إغراء ضعاف النفوس من الرياضيين من أجل انتهاك مبادئ اللعب النظيف من خلال شراء ذمم بعض اللاعبين والمدربين والحكام حتى تتوافق نتائج مبارياتهم مع عمليات الرهان.
وخير دليل على ذلك ما حدث في الملاعب الايطالية أو مايسمى الآن بفضيحة (كالتشيوسكوميسي) التي تورط فيها مدرب يوفنتوس أنتونيو كونتي، حيث تم تخفيض عقوبة إيقافه مؤخراً من عشرة إلى أربعة أشهر بعد تحقيقات ومداولات أمام المحاكم.
وهي الفضيحة الثانية في الدوري الإيطالي خلال الستة سنوات الأخيرة مما يعكس حجم جرائم الفساد التي تمارس في ملاعب كرة القدم من خلف الكواليس وتؤدي إلى هذه النتائج الخطيرة على مستقبل التنافس في ملاعب كرة القدم رغم العقوبات الرادعة التي تصدرها المحاكم ضد المتلاعبين بنتائج المباريات ورغم التشريعات العقابية التي يصدرها الفيفا للحد من هذه الممارسات الخاطئة، إلا أن الخطر لا يزال يحدق بشرف ونزاهة التنافس الرياضي بسبب هذه الممارسات الفاسدة في أرقى وأنظف ساحات التنافس الرياضي!
علم الدين هاشم