أحرز فرانشيسكو كابوتو قبل شهر هدفين وأظهر علامة مبشرة، حينما تغلب فريقه ساسوولو 3-0، على ضيفه بريشيا في المباراة الأخيرة من الدوري الإيطالي قبل توقفها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وكشف كابوتو عن ورقة عرضها أمام كاميرات التلفاز وسط المدرجات الشاغرة بملعب مابي، الذي استضاف اللقاء، كتب عليها «كل شيء سيكون على ما يرام، الزم منزلك».
لكن بعد مرور شهر، فإن حصيلة إيطاليا من الوفيات نتيجة الفيروس وصلت إلى ما يقرب من 18 ألف حالة وفاة، أكثر من أي دولة أخرى، ورغم هذه الأرقام، فإن آمال كابوتو لم تكن بعيدة كل البعد عن الواقع.
وبعد إغلاق على مدار شهر، يتفق الخبراء على أنه كان من الممكن أن يتضاعف عدد الضحايا في ظل عدم اتخاذ العديد من التدابير، كما صرح فرانكو لوكاتيلي رئيس المجلس الأعلى للصحة السبت الماضي.
وعلى الرغم من الإبقاء على الوفيات والإصابات المبلغ عنها عند مستوى أقل، فإنه من المقرر أن تمدد السلطات فترة الإغلاق خلال الشهر الحالي، محذرة من أن تجاهلها يمكن أن يؤدي مجدداً إلى تفشي الوباء.
ودفع احتمال إقامة المباريات بدون جماهير والتعقيدات في إجراء التدريبات جراء القيود الصحية، اتحادات الرجبي والسلة والطائرة إلى إلغاء مواسمها بدون تحديد الفائزين بألقاب.
لكن دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، الذي أثبتت نتائج الاختبارات إصابة 16 من لاعبيه بفيروس كورونا، لا يزال يناقش مستقبله، حيث الأمور المالية أكثر أهمية بكثير من الألعاب الرياضية الجماعية الأخرى، ويتم بالفعل ترتيب ضوابط طبية صارمة قبل الاستئناف المحتمل للنشاط الرياضي من جانب الاتحاد الإيطالي للأطباء الرياضيين.
وبعد كل شيء، فإن شبح الخسائر المالية التي يبلغ مجموعها حوالي 700 مليون يورو (760 مليون دولار) في حالة إلغاء المراحل الـ 12 المتبقية من عمر الدوري الإيطالي، تدفع العديد من الأندية للشعور بالذعر.
لكن يوفنتوس، حامل لقب المسابقة في المواسم الثمانية الأخيرة، ويتصدر الترتيب حالياً بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه لاتسيو، استعرض عضلاته، على حد تعبير جون إلكان، الذي يرأس شركة (إكسور) المسيطرة على النادي، وهو ابن عم أندريا أنييلي رئيس النادي.
وقال إلكان في رسالة إلى أصحاب المصلحة في إكسور «يوفنتوس يدخل المرحلة التالية من تطويره بمكانة قوية على الساحة الأوروبية».
واتفق يوفي بالفعل مع لاعبي كرة القدم على تعليق الأجور بدءاً من الشهر الماضي حتى يونيو المقبل، مما يوفر حوالي 90 مليون يورو في السنة المالية الحالية، مع إجراء تخفيضات سيتم التفاوض عليها في حالة استئناف النشاط.
واتفقت رابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي الاثنين الماضي على أن تسير الأندية الـ19 الأخرى على نهج يوفنتوس، لكن الخطة أثارت غضب لاعبي كرة القدم والمدربين ويبدو أنه من المقرر أن تحل محلها مفاوضات فردية أو بواسطة النادي، ورغم ذلك، أظهر الجدل بشأن إلغاء أو استئناف المنافسات انقساما تقليديا بين أندية الدوري.
ورغم أن الأنشطة الرياضية لا تزال محظورة في جميع أنحاء البلاد، أعلن كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو أن مكان معسكر الفريق في بلدة فورميلو تم تطهيره بالكامل وأصبح جاهزا لحصص التدريب.
قال لوتيتو، الذي اقترح أيضاً إجراء اختبارات الأجسام المضادة للاعبين «أريد أن أشدد على أن صحة المواطنين والموظفين لا يجب تجاهلها أبداً»، وأوضح رئيس لاتسيو «إذا أوقفت (لاعباً لكرة قدم) لمدة شهرين فإنك تتسبب في حدوث ركود رياضي وضرر بدني أيضاً».
ويشعر البعض بأن لوتيتو يحاول تحقيق أقصى استفادة من المركز الثاني الذي يحتله فريقه حالياً بجدول المسابقة، وهو الانطباع الذي عبر عنه ماسيمو سيلينو رئيس بريشيا، الذي أبدى معارضته الشديدة لاستئناف البطولة.
وتعد مدينة بريشيا، الواقعة غرب ميلانو وبيرغامو، إحدى أكثر المناطق الإيطالية تضرراً من تفشي الفيروس، وهو ما ألقى بظلاله القاتمة على جماهير الفريق واللاعبين.
وتردد أن سيلينو تبادل وجهات النظر مع لوتيتو، الذي يعتقد أن بريشيا (المتعثر) يعلق آماله في البقاء بالمسابقة على إلغاء البطولة، خاصة في ظل نتائجه الباهتة هذا الموسم، وتذيله جدول الترتيب حالياً، عقب خسارته 0-3، أمام ساسوولو.