العامل النفسي عدوّ ألمانيا الرئيسي في يورو 2012

تاريخ النشر: 23 مايو 2012 - 11:04 GMT
البوابة
البوابة

تدخل ألمانيا من بين أبرز المرشحين للظفر بكأس أوروبا 2012 في بولونيا وأوكرانيا، غير أن العامل النفسي المتمثل بخيبة لاعبي بايرن ميونخ وبالخسارات الكثيرة للمنتخب والأندية الألمانية في المباريات النهائية للمسابقات الخارجية سيشكل عدواً أساسياً للألمان.

لا يختلف اثنان على أن المنتخب الألماني من المرشحين الجديين للفوز بكأس أوروبا 2012، وهذا الأمر يبدو واضحاً استناداً إلى الأداء القوي الذي قدمه المانشافت في كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا وفي تصفيات البطولة الأوروبية، إضافة إلى المباريات الودية وخصوصاً أمام البرازيل (3-2) وهولندا (3-0)، وانطلاقاً من خبرة المنتخب الألماني في البطولات الكبرى، حيث كان حاضراً دائماً في تلك المناسبات، إذ يعد من أكثر المنتخبات تجربة في كأس أوروبا حيث يحمل الرقم القياسي في الفوز بها بـ 3 ألقاب.

غير أن ثمة ما يربك الألمان مع قرب انطلاق البطولة (في 8 حزيران)، حيث لم يخف القائمون على المنتخب والكرة الألمانية تخوّفهم من تأثير خسارة بايرن ميونخ أمام تشلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت الماضي، على لاعبي البافاري الدوليين، إذ كما هو معلوم فإن المانشافت يضم 8 لاعبين في صفوفه من فريق العاصمة.

هذا الأمر تحدث عنه كل من يواكيم لوف مدرب المنتخب ومديره أوليفر بيرهوف و"القيصر" فرانتس بكنباور، حيث كان الثلاثة واضحين في هواجسهم في هذا المجال، ولم يتردد "يوغي" في القول بأن لاعبي بايرن سيكونون بحاجة الى برنامج منفصل لعلاج الآثار التي ستترتب عن الهزيمة.

ما هو أكيد أن الصدمة كانت كبيرة على لاعبي بايرن، بعدما كان اللقب قريباً منهم وفي ملعب فريقهم، وخصوصاً على الثنائي القائد فيليب لام وتحديداً على باستيان شفاينشتايغر الذي اغرورقت عيناه بالدموع وتناسى حتى مصافحة رئيس بلاده بعد المباراة، رغم أن الأخير بادر إلى مد يده له، فيما التقطت صورة لباستيان وهو في حال يرثى لها في أحد شوارع ميونخ.

بيد أن الأمر المفرح في المقابل يتمثل بالحالة المعنوية المرتفعة التي يشعر بها لاعبو بوروسيا دورتموند بعد تتويجهم بلقب الدوري والكأس في البلاد، من هنا ينتظر أن تنعكس حالة ماتس هاملز ومارسيل شميلزر وإيلكاي غوندوغان وسفين بندر وماريو غوتزه الإيجابية على المنتخب ككل، وهذا ما يمكن أن يخفف من وطأة شعور لاعبي بايرن بالخيبة.

غير أن ثمة أمراً آخر بات يشكل هاجساً للألمان، بغض النظر عن مأساة لاعبي البافاري، ويتمثل بالخسائر المتتالية في المباريات النهائية أو نصف النهائية منذ نهائي مونديال 2002 أمام البرازيل، ومن ثم في نصف نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا ونهائي كأس أوروبا 2008 أمام إسبانيا ونصف نهائي مونديال 2010 أمام إسبانيا كذلك، هذا فضلاً عن أن الأرقام تشير إلى أن الألمان خسروا 7 مباريات نهائية في مسابقات خارجية منذ 2002 عبر المنتخب وأندية بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن وفيردر بريمن.

بالفعل، بات هذا الكابوس يُطارد الالمان ولا بد أنهم يضعونه في حساباتهم في البطولة الأوروبية المقبلة. هنا، ثمة شخص يمتلك "الحل السحري" وهو الوحيد القادر على تهيئة نفسيات اللاعبين بالشكل المطلوب، ألا وهو لوف، إذ أن هذا المدرب أثبت انه قادر على بث روحية في تشكيلته ملؤها الحماسة والعزيمة، ولا شك بأنه تعلم من درسي كأس أوروبا وكأس العالم السابقين.

الأكيد أن المانشافت يبدو في جهوزية تامة وهو يمتلك "الأسلحة" اللازمة للمضي قدماً في يورو 2012 عبر وجود أهم النجوم في تشكيلته، على رأسهم مسعود اوزيل صانع ألعاب ريال مدريد، إضافة إلى الانسجام الذي بات واضحاً بين اللاعبين على أرض الملعب، إلا أن العامل النفسي يبدو ضرورياً ومصيرياً اذا ما أراد نجوم المانشافت الوقوف على أعلى منصة التتويج في الأول من تموز المقبل.

الاستعداد البدني أكّد أندريه شورليه لاعب وسط منتخب ألمانيا خلال معسكر بلاده في سردينيا أن الاستعداد البدني مهم جداً قبل البطولات الكبرى، وهذا ما يركز عليه المانشافت غالباً.

حسن زين الدين