لطالما اعتبرت الصين بعيدة عن العالم، ليس من النواحي الجغرافية والثقافية والتاريخية المتمسكة حتى اليوم بفكر ماركسي لينيني طواه الزمن فحسب، بل لجهة عكسها صورة محافظة بعيدة عن خروج "عولمي" بديهي عن هامش تقاليد صارمة.
هذا هو المشهد العام في بلاد الـ 1.3 مليار نسمة، بيد أن الكواليس تخفي أكثر من ذلك، إلى حد التسليم بأوجه فساد تغلغلت منذ سنوات في الجسم الرياضي، وفي كرة القدم تحديداً.
حظي العاجي ديدييه دروغبا باستقبال الأبطال لدى وصوله إلى الصين حين انضم إلى فريق شنغهاي شينهوا، بعقد مدته عامان ونصف، قادماً من تشلسي.
كانت خطوة ومفترق طرق أن يتحول دروغبا إلى الصين، وقت كان قادراً على المضي قدماً في تجربته الأوروبية.
حتى الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد أكد رغبته في الحصول على دروغبا لو قرر الأخير البقاء في الجزيرة البريطانية، على رغم بلوغه الـ 34 من العمر.
عرض شنغهاي شينهوا أسال لعاب دروغبا - الذي سعى في بداية الأمر إلى تمديد عقده مع البلوز - إذ سيحصل بموجبه على راتب أسبوعي قيمته 314 ألف دولار ليصبح بالتالي اللاعب الأعلى دخلاً في الصين والعالم.
كان لوصوله وقع كبير في بلاد مترامية على مساحة 9.6 مليون كيلو متر مربع، وقد أعيد الفضل فيه إلى زهو جون، مالك النادي وعملاق ألعاب الفيديو.
لم يكن دروغبا الاسم البارز الوحيد الذي وطئت قدماه بلاد "الكوجو" (أي كرة القدم التي اعتبر الاتحاد الدولي للعبة أن أصولها صينية)، فقد سبقه إلى شنغهاي شينهوا مدرب منتخب الأرجنتين السابق سيرجيو باتيستا، فضلاً عن زميله في تشلسي الفرنسي نيكولا أنيلكا.
خطوة دروغبا اللافتة تبعتها حركز هجرة كبيرة باتجاه الصين، إذ تحوّل النيجيري ياكوبو إيغبيني من بلاكبيرن روفرز إلى غوانغ زهو بصفقة لثلاثة أعوام، وتبعه المالي فريدريك كانوتيه الذي وقع عقداً لعامين مع غوان بيجينغ بعد مسيرة حافلة مع إشبيلية، قبل أن ينضم إلى القافلة المهاجرة مواطنه سيدو كيتا المنتقل من برشلونة إلى داليان بعقد لعامين ونصف.