لم يتخيل مشجعو برشلونة الخسارة التي تعرض لها فريقهم في المباراة التي جمعت بينهم وبين العملاق البافاري والتي انتهت بفوز الأخير برباعية نظيفة على ملعب آليانز آرينا في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكانت عناوين الصحف الإسبانية جميعها تستنكر الهزيمة الكبيرة التي مُني بها البارسا وجاءت عناوينها منددة بالهزيمة.
كتبت صحيفة "إل موندو ديبورتيفو": "ليلة أكثر كآبة، وكابوس مزعج للرياضة في إسبانيا".
وأفردت الصحيفة في تقريرها عن المباراة الأخطاء الساذجة التي وقع فيها لاعبو أفضل فريق في أوروبا والتي مكنت الفريق البافاري من الفوز الكبير والذي اعتبرته تاريخياً ومنح البافاري بطاقة التأهل للنهائي رغم وجود مباراة للعودة أمام البارسا في الكامب ناو.
وضمت الجريدة صوتها لانتقادات بقية الصحف التي طالت فيلانوفا والتكتيك الذي اتبعه في المباراة خصوصاً أنه لجأ إلى تبديل وحيد خلال اللقاء وكتبت: "يوب هاينكيس فاز في المبارزة التكتيكية أمام فيلانوفا الذي أدخل فيا مكان بيدرو في الدقيقة 83".
ولم توفر الصحيفة إصرارها على انتقادات الحكم المجري فيكتور كاساي الذي قاد هذه المباراة واحتسابه 3 أهداف "غير صحيحة".
بينما كانت تعليقات صحيفة "ماركا" الرياضية تأبيناً لما قدمه برشلونة فكتبت "الفريق الأفضل في أوروبا لم يكن في ظل نفسه وتحطم أمام أقدام بايرن ميونخ الذي أطبق عليه".
وقالت الصحيفة أن فيلانوفا تعامل مع اللقاء بغير ترتيب ومشاركة ميسي في المباراة كانت شرفية وكان الأفضل أن يشرك لاعباً سليماً بنسبة 100% أفضل من أن يشرك نجم العالم مصاباً.
وقالت الصحيفة أن لاعبي البارسا كانوا يشاهدون المباراة من بيوتهم ولم يحضروا إلى آليانز آرينا ولم يستطيعوا مجاراة العملاق الألماني.
وعنونت صحيفة "آس" بنهاية حقبة عندما رأت في هذه الهزيمة الكاسحة صورة وفاة أكبر فريق يتمثل ببرشلونة الذي يضم الأرجنتيني ليونيل ميسي وأمثاله.
وأكدت الصحيفة أن جميع الفرق الكبيرة معرضة لأن يخفت نورها يوما من الأيام خلال هزيمة كبيرة، وبرشلونة عاشها أمام بايرن ميونخ الذي نجح في أن يعصف به مثل التيار ويستبعده عن طريق ويمبلي ملعب النهائي.
وتوقفت هذه المرة الصحف الكتالونية عن مديح فريق المدرب تيتو فيلانوفا وكتبت صحيفة سبورت: "برشلونة لم يكن في مستوى السجل الذي يملكه ولا بمستوى التألق الذي برز به في السنوات الماضية، وقد يكون اضمحل وجوده كونه تلقن درساً تاريخياً من بايرن ميونخ".
وشبهت صحيفة "إل بايس" هذه النتيجة بتلك التي حصلت في نهائي دوري الأبطال عام 1994 أمام ميلان الإيطالي ودقت ناقوس الخطر لفريق الأحلام الذي كان تحت إشراف المدرب يوهان كرويف.
البايرن الأسطوري
في المقابل، تعالت أصوات الفرحة بين الجماهير الألمانية وخصوصاً جمهور النادي البافاري عقب الفوز الكبير الذي حققه على نظيره الكتالوني البارسا.
وأشادت الصحف الألمانية بفوز البايرن الأسطوري والتي لم يكن يتوقعه أحد حتى وإن كان من مشجعي البايرن وإن كان أكثر المتفائلين نظراً لأن التوقع كان يؤكد يفوز البايرن ولكن بصعوبة وليس بنتيجة مثل النتيجة التي حققها الفريق البافاري على فريق بقيمة برشلونة الذي يعد الأفضل في العالم.
وكتبت صحيفة بيلد "الأمر لا يصدق!" إنه الإعصار الأحمر، وعنونت تحت صورة لتوماس مولر الذي كان يحتفل بتسجيله هدفه الأول في الدقيقة 25 مع ماريو غوميز والفرنسي فرانك ريبيري وقبل أن يسجل هدفه الشخصي الثاني في الدقيقة 82 "بايرن تمكن من تحجيم برشلونة".
وأضافت: بات بايرن أكبر من العملاق فقد تلاعب بالبارسا وبأفضل لاعبي العالم وعلى رأسهم النجم الكبير ليونيل ميسي. واستمرت الصحيفة في مديح لاعبي البايرن والمدير الفني هاينكيس الذي وصفته بالبطل نظراً لأنه استطاع حسم البوندسليغا قبل نهايتها بـ 6 جولات وها هو يكتسح أفضل فريق في العالم برباعية ليضع قدماً في النهائي وفي الطريق لحسم لقب كأس ألمانيا مع العلم أن هاينكيس يعلم أنه سيرحل بنهاية الموسم ليحل بدلاً منه مدرب البارسا السابق بيب غوارديولا.
وأشادت الصحيفة بقوة أداء مولر وقالت: "إن ميسي بايرن يُدعى مولر" مشيدة بإنجاز هذا اللاعب صاحب الثنائية والتمريرة الحاسمة التي حققها.
في حين رأت صحيفة "سودوتشه تسايتونغ": "بايرن ميونخ نجح في ترويض أفضل لاعب في إشارة إلى أداء ميسي الباهت".
وقالت الصحيفة أن بايرن بالقيادة الحكيمة لمديره الفني نجح في اختراق أفضل فريق في العالم ونجح في أن يضربه في مقتل ويحقق فوزاً يمنحه أفضلية التأهل للنهائي رغم مباراة العودة في الكامب ناو.
وطالبت الصحيفة بضرورة عدم الاستهانة بالبارسا في لقاء العودة وذكرتهم بأنه نجح في الفوز على الميلان برباعية في ملعبه بعد أن كان ميلان فائزاً في المباراة الأولى في إيطاليا.
كما تصدرت صورة مولر صحيفة "ميركور مونشنر" البافارية التي رأت أن الفريق "لن يتمكن أحد من الصمود أمامه بعد هذا الفوز التاريخي على النادي الكتالوني".
وقالت الصحيفة أن الفريق البافاري سيكون زعيم الكرة في العالم بعد أن اسقط البارسا من على عرش الساحرة المستديرة وأن الأهداف التي حققها ليس فقط أربعة أهداف في مرمى البارسا ولكنها أهداف كثيرة ومضاعفة لأن الفوز كان مزدوجاً فهو على برشلونة وبنتيجة مذهلة.
وجاء تعليق مجلة "كيكرز" المتخصصة مشيداً بفريق المدرب يوب هاينكيس "الذي وجه صفعة قوية إلى برشلونة" وشق طريقه نحو النهائي المقرر في لندن 25 مايو المقبل.
وقالت الصحيفة أن البارسا لم يستطع الصمود أمام الطوفان الأحمر الذي بات يمتلك المئات من المخالب والآلاف من الأنياب التي تقدر على افتراس أي فريق في البوندسليغا أو دوري الأبطال وأنه الفريق القادم الذي سيمتلك زمام كرة القدم في العالم.
ونقلت صحيفة "تيليغراف" البريطانية عن تشافي قائد برشلونة اعترافه بأن فريقه يحتاج لمعجزة بعد الهزيمة القاسية التي مٌني بها الفريق.
وقال نجم الوسط عن بايرن: "كانوا أقوياء جداً من الناحية البدنية، وكانوا الأفضل في الحقيقة، نحن لم نخلق فرصاً، إنها نتيجة ثقيلة، وعملياً يبدو الأمر مستحيلاً، لكننا نبحث عن معجزة فىي ميارة الإياب".
وأضاف: "لا استطيع التحدث عن أعذار، فهم كانوا الفريق الأفضل، نوجه لهم التهنئة، هذه هي كرة القدم".
ونقلت تيليغراف عن الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم وهداف برشلونة، أسفه وحزنه الشديدين للمستوى الهزيل الذي قدمه الفريق.
ورغم الهزيمة الثقيلة، رفض "ليو" الاستسلام لليأس قبل لقاء الإياب المقرر الأربعاء المقبل على ملعب كامب ناو في برشلونة.
وقال ميسي: "إنه أمر محزن ولكن علينا أن نواصل العمل، وسنسعى لتحقيق المفاجأة وأن نسجل على ملعبنا الأهداف التي نحتاجها، ولكن الحقيقة أن الموقف أصبح صعباً للغاية".
وعلقت الصحيفة البريطانية أنه كان واضحاً أن ميسي لم يتعاف بعد من إصابته الأخيرة في أوتار الركبة، إلا أن الدولي الأرجنتيني نفى أن يكون قد شارك في اللقاء وهو يعاني من أية إصابة أو مشكلة بدنية.
وفى تقرير لها تحت عنوان "بايرن ميونخ سحق برشلونة بقيادة توماس مولر"، قالت "الغارديان" أن البارسا الفريق الذي بنى سمعته على الهزائم القاسية التي يلحق بها خصومه تجرع من نفس الكأس في مباراته أمام بايرن ميونخ.
وأضافت الصحيفة أن الفريق الإسباني لم يعتد على مثل هذه الهزيمة القاسية.
في المقابل، لعب بايرن بنفس الطموح والتفوق المعهود، وتمكن من تحييد ميسي بطريقة نادراً ما تحدث، مؤكدةً أن الفريق الألماني كان الأقوى والأكثر لياقة وتنظيماً.