انتهى العُرس الأوروبي "يورو 2012" وحافظت إسبانيا على عرشها ولقبها الغالي بعرض مثير بعد أن أمطرت شباك إيطاليا "ملوك الدفاع" بأربعة أهداف نظيفة مساء الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف في المباراة النهائية للبطولة في نسختها الـ14.
وحطم لا روخا بهذا الفوز كافة الأرقام القياسية ودخل التاريخ من أوسع أبوابه، إذ أصبح المنتخب الأول الذي يُحقق ثلاث بطولات كبرى بشكل متتالي، كما عادل بهذا الرقم القياسي للمنتخب الألماني لليورو برصيد ثلاث ألقاب لكلٍ منهما.
وكانت إسبانيا حديث العالم هذه الأمسية، وتصدرت كافة عناوين الصحف المختلفة حول العالم بهذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق، الطبيعي أن تتغنى الصحف الإسبانية بفريقها وتبكي الصحافة الإيطالية على هذا السقوط المدوي، لكن تعالوا معنا لنرى كيف وصفت الصحف العالمية المحايدة هذا الإنجاز الإسباني:
شماتة إنجليزية في السقوط المدوي لإيطاليا
نبدأ جولتنا الصحفية مع الصحف البريطانية التي أشادت بالإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الإسباني، فعنونت صحيفة "ذا دايلي مايل" في صفحتها الرئيسية بخط كبير: "توريس وماتا يقودان إسبانيا لفوز تاريخي 4-0 على إيطاليا، ورجال المدرب دل بوسكي يشربون نخب اللقب الثالث على التوالي".
وداخل التقرير كان العنوان: "سيلفا، ألبا، توريس وماتا الأبطال ولا روخا يصنع التاريخ في كييف"، وفي معرض تحليلها للمباراة قالت الصحيفة: "إسبانيا المثيرة تدخل كتب التاريخ بعد فوزها الرائع على إيطاليا".
كما أشادت الصحيفة بالدور الكبير لمهاجم تشلسي فرناندو توريس الذي دخل في المباراة من على مقاعد البدلاء ليُحقق نجاح أوروبي آخر في خلال شهرين فقط بعد أن فاز مع البلوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
أما صحيفة "ذا صن" واسعة الانتشار في إنجلترا فخرجت عقب المباراة بعنوان يتخلله صورة لتوريس صاحب الهدف الثالث وصانع الهدف الرابع "سطوة إسبانيا مستمرة في أوكرانيا".
وفي سياق التقرير أكدت الصحيفة أن الماتادور الإسباني قدم درساً لن يُنسى لإيطاليا، ليُصبح بذلك أول فريق في التاريخ يفوز بثلاث بطولات دولية كبرى على التوالي. وعلى عكس نظرائها من الصحف البريطانية، خرجت صحيفة "ذا دايلي تيليغراف" بعنوان تقليدي تحت صورة احتفال ألبا بالهدف الثاني "إسبانيا تتوج بطلة أوروبا"، وفي عنوان جانبي قالت "إسبانيا البطلة مجدداً".
وفي تحليله للمباراة في نفس الصحيفة وتحت عنوان "انتصار تاريخي لإسبانيا في نهائي يورو 2012" أشاد الصحفي الكبير هنري وينتر بالمردود القوي لرجال المدرب دل بوسكي في المباراة مؤكداً أنهم كانوا كالسحرة يفعلون كل شيء في الكرة بأداء مثير طوال الـ 90 دقيقة ولم يمنحوا المنتخب الإيطالي أية فرصة لمجاراتهم في المباراة.
وأضاف وينتر: "كانت هذه رسالة من إسبانيا للعالم بأسره كيف يجب أن تكون المباراة، مهارة وحركة ورشاقة، ووتيرة لا يمكن ايقافها، كان هذا ببساطة الجمال الإسباني".
نتواصل مع الصحافة الإنجليزية ونقرأ في صحيفة "ذا غارديان" العريقة عنوان ما بعد المباراة: "عهد إسبانيا يتواصل، وإيطاليا تلاحق السراب"، حيث وصفت المنتخب الإسباني بأنه الأفضل في أوروبا وكان الأفضل على الإطلاق في النسخة الحالية.
وفي خضم تحليله للمباراة قال الصحفي الإنجليزي دانيال تايلور من أنه من السخافة الآن القول أن إسبانيا "كانت مملة"، كما أشاد بنجوم البريمير ليغ "سيلفا، توريس، ماتا" الذين سجلوا ثلاثية من الأهداف الأربعة.أما صحيفة الديلي ستار فركزت على الهدف الرابع الذي سجله خوان ماتا، وعنونت صدر موقعها "خوان ماتا يساهم في وضع إسبانيا الصلبة في في كتب الارقام القياسية".
أفضل فريق في كل العصور
أما صحيفة "أفتون بلاديت" اشهر الصحف السويدية فخرجت بعنوان عريض كتبت فيه "أفضل فريق في كل العصور" وذلك في إشارة للإنجاز الذي حققه لا روخا بالحصول على 3 ألقاب كبرى على التوالي.
ونذهب إلى الصحافة الألمانية بداية من الصحيفة الأشهر "بيلد" التي كتبت في صدر موقعها الرسمي "سيدة أوروبا! إسبانيا تدافع عن لقبها"، كما سردت الصحيفة أرقام المنتخب الإسباني القياسية في البطولة، وأشادت بالتألق الكبير لأغلب لاعبي الفريق في المباراة النهائية.
وفي داخل الخبر هنأت الصحيفة المنتخب الإسباني بالفوز التي وصفته بالتاريخي وكتبت تحت عنوان كبير: "تهنئة لإسبانيا، الفريق الأفضل في العالم".
ونستمر مع الصحافة الألمانية، ونتحول إلى صحيفة "كيكر" الرياضية والتي خرجت بعنون "2008، 2010، 2012 إسبانيا تُحقق الهاتريك".
وأشارت الصحيفة أن إسبانيا غيرت من خريطة كرة القدم في العالم ووضعت معايير جديدة كل عامين منذ عام 2008، كما حطمت كافة الأرقام القياسية.
وأوضحت الصحيفة في معرض تحليلها للمباراة إلى أن المنتخب الإسباني امتلك كل شبر من أرجاء الملعـب، ونزع فتيل قوة المنتخب الإيطالي المتمثل في ماريو بالوتيلي وأندريا بيرلو.
إسبانيا التي لا تُمس!
أما الصحافة الفرنسية التي كان منتخبها أحد ضحايا الماتدور الإسباني فخرجت مشيدة بالإنجاز التاريخي للإسبان التي وصفته بالمنتخب الذي لا يُقهر، وكتبت مجلة "فرانس فوتبول" أشهر المجلات الفرنسية عنوان "إسبانيا التي لا تُمس".
وفي معرض تحليلها للمباراة، أكدت الصحيفة أن المنتخب الإسباني فرض زعامته على الكرة الأوروبية ودخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن حقق ثلاثية تاريخية غير مسبوقة.
ونتجه لصحيفة "لو موند" التي عنونت صفحتها بعد المباراة "إسبانيا تفوز باليورو وتصنع التاريخ"، كما استخدمت نفس الصورة التي وضعتها فرانس فوتبول لكاسياس وهو يحمل الكأس، وقالت الصحيفة أن المنتخب الإسباني لا يُفلس كروياً ونجح في هذه البطولة في تحطيم عقده التاريخية في إشارة لفوزه الأول على فرنسا ثم تحقيقه للفوز الأول على إيطاليا منذ عام 1920.
ونختتم جولتنا الصحيفة مع صحيفة آبولا البرتغالية فخرجت بعنوان كبير "الثمانية العظماء"، في إشارة إلى كلٍ من إيكر كاسياس وسيرجيو راموس وأندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز وسيسك فابريجاس ودافيد سيلفا وتشابي ألونسو وفرناندو توريس الذين لعبوا النهائي الثاني وفازوا بالبطولة الثانية على التوالي بعد أن شاركوا في نهائي فيينا 2008.
ولم تسرد الصحيفة البرتغالية كثيراً عن المباراة ويبدو أن ذلك سببه هو المنافسة بين البرتغال وإسبانيا في شبه الجزيرة الآيبرية، حيث ودع رفاق كريستيانو رونالدو البطولة على يد الإسبان في الدور نصف النهائي.