الريال ظفر بالسوبر والبارسا خرج دون جوائز

تاريخ النشر: 31 أغسطس 2012 - 12:35 GMT
البوابة
البوابة

بعد انقشاع الغبار عن حرب كأس السوبر الإسباني التي استضاف آخر فصولها ملعب سانتياغو بيرنابيو في مدريد، وأدت إلى فوز الريال بنتيجة 2-1 وحمله للكأس، خرجت الصحف العالمية بعناوين تعكس تقرب كل منها إلى الفريق الذي تؤيده.

وعنونت صحيفه "ماركا" المدريدية صفحاتها بالقول: مدريد في المرتبة الأولى وبرشلونة سقط في خوفه من ملعب بيرنابيو، وقالت الصحيفة في صفحاتها الداخلية أن مباراة الأربعاء هي استيقاظ للمارد المدريدي النائم منذ فترة، وأدى هذا الاستيقاظ إلى ظفره بلقب كأس السوبر.

وأضافت الصحيفة أن عصافير كثيرة ضربها ريال مدريد في مباراة الإياب التي استضافها على أرضه، أولها فوزه باللقب وثانيها أنه أتى على حساب الغريم التقليدي اللدود برشلونة العنيد بنتيجة 2-1 وبمجموع المباراتين (4-4 ) مع أفضلية للريال لتسجيله هدفين خارج أرضه، وثالثها أنه استطاع أن يصلح ذات البين مع مشجعيه ومناصريه الذين كانوا مذهولين من البداية السيئة التي خطا ريال أولى خطواته فيها هذا الموسم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق الملكي دخل المباراة باحثاً عن الهدف المبكر الذي يعطيه الدفع اللازم ليحيي آماله في الفوز.

وبالفعل، شهد الجميع الضغط المدريدي العنيف والذي أسفر عن هدف في الدقيقة العاشرة بتوقيع غونزالو هيغواين الذي كان أضاع قبل دقائق قليلة فرصة ذهبية صدها الحارس فكتور فالديس.

ويمكن القول أن الشوط الأول كان محور المباراة بأكملها، فتشكيلة المدرب جوزيه مورينيو اختلفت في بدايتها عن المباراة السابقة، فدخل أنخيل دي ماريا أساسياً، وكانت عودة بيبي موفقة حيث تألق في الدفاع، فيما كان اختيار هيغواين من البداية موفقاً أيضاً، ناهيك عن مارسيلو الذي غالباً ما يظهر افضل مستوياته أمام برشلونة.

في المقابل، كان غياب داني ألفيش مؤثراً جداً من ناحية برشلونة، وادخل المدرب تيتو فيلانوفا اللاعب جوردي ألبا أساسياً منذ البداية، واستمر غياب سيسك فابريغاس عن التشكيلة إضافة للقائد كارليس بويول الذي تعرض لكسرٍ في عظم الوجنة.

وفي حين بدا أن الريال استفاق من سباته العميق، قدم النادي الملكي أفضل أداء له هذا الموسم في الشوط الأول من المباراة، وضغط على لاعبي برشلونة في منطقتهم، وأضاع هيغواين تحديداً فرصاً بالجملة، إلا أن كريستيانو رونالدو سجل في الدقيقة العشرين.

وفي الدقيقة 28 كاد رونالدو أن يزيد غلته وغلة فريقه من الأهداف لولا إعاقة أدريانو الذي أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه وترك الفريق الكتالوني بعشرة لاعبين.

وأبقى برشلونة على آماله بفضل الضربة الحرة الناجحة التي انبرى لها ليونيل ميسي (صاحب الهدف الـ15 في لقاءات الكلاسيكو) وهز من خلالها مرمى إيكر كاسياس في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، ليدخل الفريقان بتفوق مدريدي.

وفي الشوط الثاني، قدم الريال صورة مختلفة تماماً عما ظهره في الشوط الأول، فغاب النشاط عن اللاعبين، إلا أن المشترك بين الشوطين كان استمرار إضاعة هيغواين للفرص وسط تألق فالديس من جهة، ومساهمة الحظ السيء للريال من جهة أخرى.

أما من الناحية الكتالونية، فكان الزخم حاضراً، واستطاع البارسا تهديد مرمى إيكر كاسياس في أكثر من مناسبة، واضطر الحارس إلى التدخل أكثر من مرة لإنقاذ مرماه من هدف التعادل الذي كان كفيلاً بقلب الدفة وإهداء الفوز للنادي الكتالوني وسط تألق لافت من خافيير ماسكيرانو، صمام أمان برشلونة والذي لولا هفوته في الشوط الأول التي تسببت في دخول الهدف الأول للريال، لكان قدم إحدى أفضل مبارياته على الإطلاق.

ولم يحل دخول لاعب الوسط المدافع أليكساندر سونغ المقبل من آرسنال دون إبقاء النتيجة على حالها، كما لم ينجح الوافد حديثاً إلى مدريد لوكا مودريتش من تسجيل هدف تاريخي بقميص ناديه الجديد، فبقيت النتيجة 2-1 وخسر برشلونة الكأس لصالح الريال الذي بات في حوزته 88 فوزاً في مواجهات الكلاسيكو مقابل 87 لبرشلونة.

ويمكن القول أن فيلانوفا لم ينجح في الخروج من ظل لاعبيه الذين قدموا ما عندهم، خصوصاً في الشوط الثاني، فبقي بمثابة خيال بيب غوارديولا.

أما صحيفة "إل موندو ديبورتيفو" فقد فاكتفت بعنوان: لا جوائز لبرشلونة، ونقلت عن رونالدو لاعب ريال مدريد أنه يشعر بسعادة على مدى طويل في السوبر أمام الغريم اللدود برشلونة.

وكان أداء رونالدو أحد أبرز أسباب فوز ريال مدريد حيث سجل هدفاً جميلاً من وقال: "بدأت المباراة بشكل جيد للغاية وسجلنا هدفين وكان الجميل الثقة بنا واعتقد أن مستوانا انخفض في النهاية لأننا كنا متعبين".

وأضاف: "لا بد من تحسين اللعب من قبلي وزملائي لإعطائنا الثقة والاستمتاع لنمضي قدماً".

وسجل المهاجم البرتغالي في مرمى فالديس كما جرت العادة في المباريات الأخيرة بين الفريقين.

أما لاعب خط وسط فالنسيا دافيد ألبيلدا فقد صرح للصحيفة قائلاً: "سيكون برشلونة خصماً عنيفاً" في المباراة المنتظرة التي ستجمع فالنسيا في مواجهنه ضمن منافسات الجولة الثالثة من الليغا رغم خسارته لقب كأس السوبر إذ أن النادي الكتلوني لن يتأثر بتلك الخسارة بل على العكس سيكون لديه الدافع ليحقق الفوز وحصد الـ 3 نقاط وتوسيع الفارق مع الريال وفقاً للاعب.

وخلال تصريح صحفي، قال ألبيلدا: "الشيء المهم هو مباراة يوم الأحد وليس كأس السوبر وإنما الدوري الإسباني، لا اعتقد أن البارسا سيتأثر على الإطلاق من الهزيمة أمام ريال مدريد".

أما صحيفة "سبورت" فقالت على صدر صفحتها الأولى: "كما يقول مورينيو: الحصول على لقب الليغا أفضل من كأس السوبر".

وأوردت الصحيفة التصريحات التي كان قد قالها مدرب ريال مدريد قبل المباراة التي لم يتوقع بأي حال الفوز بها، وقالت الصحيفة أن مورينو الذي قال: "إذا كانت خسارة السوبر ستعطينا دوافع أكبر للفوز بالليغا، فأنا موافق على هذا السيناريو. السوبر هو أقل البطولات أهمية من بين الألقاب التي نتنافس عليها" متسائلة هل يظل هذا الرأي قائماً بعد الفوز؟

وفاز ريال مدريد الموسم الماضي بالليغا، بعد أن كان قد خسر السوبر لصالح برشلونة.

من جهة أخرى، رفض مورينيو أن يكون برشلونة قد أحكم سيطرته على أوروبا خلال فترة مدربه السابق بيب غوارديولا، والتي دامت أربع سنوات، قائلاً: "في لغتي البرتغالية لا نتحدث عن هيمنة أو سيطرة لشخص طالما لم يفز بدوري الأبطال مرتين متتاليتين/ لا أدري هل الأمر كذلك في الإسبانية أم لا؟".

وفاز غوارديولا مع البارسا بلقب دوري الأبطال عامي 2009 و2011، وخسر في الدور قبل النهائي في 2010 و2012، ليخفق في أن يكون أول مدرب يفوز باللقب الأوروبي الأغلى مرتين.

ومع ذلك، أكد مورينيو أنه لا يرى فارقاً كبيراً بين برشلونة في عهد غوارديولا عنه في عصر المدرب الحالي تيتو فيلانوفا.

وقال: "بالنسبة لي نحن نواجه برشلونة، لا غوارديولا أو فيلانوفا، ننظر إلى الخصم كفريق حافظ على هيكله الأساسي وأسلوب لعبه المميز".

كما لاقى تتويج ريال مدريد بالسوبر الإسباني أصداء واسعة في الأوساط الكروية خصوصاً لأنه جاء على حساب غريمه الأزلي برشلونة في مباراة قدم الريال فيها أداء مغاير تماماً عن البداية التي بدأ بها الدوري الإسباني بالتعادل في المباراة الأولى مع فالنسيا ثم الخسارة من خيتافي في الجولة الثانية من الدوري الإسباني.

واهتمت صحيفة "ذا دايلي تيليغراف" البريطانية بالكلاسيكو الإسباني ووصفت فوز الريال بالقوة الدافعة التي ستمنحه المزيد من القوة في الدوري الإسباني.

وأبرزت الصحيفة في تقريرها عقب الكلاسيكو قوة الريال التي ظهرت بشكل مفاجئ نظراً لانه بدأ الموسم بشكل غير جيد نظراً لأنه فقد 5 نقاط في مباراتين بالدوري في الصراع الكبير بينه وبين برشلونة على اللقب الذي يحمله الريال.

وذكرت الصحيفة مجموعة من التصريحات للاعبي الريال وكان أولها ما قاله كاسياس والذي بدأ تصريحاته بأنه يشعر بالفخر الكبير عقب الفوز بأول لقاء هذا الموسم مشيراً إلى أن هذا يعد مؤشرا جيداً وحافزاً لمواصلة حملة الدفاع عن لقب الليغا.

وأشار كاسياس إلى أن الفريقين قدما مباراة أكثر من رائعة وأنه يشعر وأنها كانت بين أفضل فريقين في العالم وأن ما شهدته من أحداث وفنيات وروح عالية وسلوك بين اللاعبين جعل المباراة الأقوى في وجهة نظره.

وأشاد كاسياس بالمستوى الذي ظهر به فريق الريال واللاعبين وأن الحصول على لقب في بداية الموسم أمر غاية في الأهمية وحافز جيد للغاية مؤكداً أن الحصول على اللقب من بين أنياب البارسا أمر له مذاق خاص وله مردود إيجابي على اللاعبين والفريق نظراً لان الفترة الأخيرة شهدت تفوق غير عادي للبارسا وهو الأمر الذي ينذر بأن القادم أفضل.

وفي نفس الصدد، أشاد آيتور كارانكا المدرب المساعد للمدير الفني للفريق الملكي مورينيو بما قدمه الريال من أداء عال وتحديداً في الشوط الأول والذي كاد أن ينتهي بنتيجة مضاعفة لولا سوء التوفيق الذي لازم هيغواين في أكثر من كرة كاد أن يسجل فيها.

وأشار كارانكا إلى أن عامل التأمين الدفاعي الذي التزم به الريال في النصف الثاني من المباراة كان إجبارياً نظراً لقوة الهجوم من الجانب الآخر بالإضافة إلى أنه الملكي كان يجذب البارسا إلى الهجوم ويعتمد على الهجمات المرتدة لاستغلال النقص العددي للخصم.

وكاد هيغواين أن يسجل في أكثر من مناسبة، لكن تألق فالديس حال دون ذلك.

في المقابل، أكد تيتو فيلانوفا أن حالة الطرد التي تعرض لها أدريانو أثرت بالسلب على الفريق ولم تعطه إمكانية الاندفاع في الهجوم نظراً لان الريال يمتلك لاعبين ذوي مهارة عالية ويمتلكون السرعة الكافية لتخطي مدافعيه وكذلك الهدفين المبكرين الذي مُني بهما الفريق.

وأشاد فيلانوفا بلاعبي البارسا وما قدموه في المباراة رغم الموقف الصعب الذي تعرضوا له من هدفين مبكرين وحالة الطرد مؤكداً أنه راضٍ تماماً عن المباراة وأنه سيبدأ التركيز من الآن في الليغا لتعويض إخفاق الموسم الماضي.