يدخل ريال مدريد الفترة الأصعب في مشواره هذا الموسم المتواضع، بعد أن تبددت آماله في الفوز بلقب الدوري الإسباني، بالإضافة لخروجه من كأس ملك إسبانيا، ليتبقى حلم أخير، وهو الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي.
أنهى الملكي مباراة ذهاب دور الـ 16 من البطولة، أمام باريس سان جيرمان، على ملعب سانتياغو بيرنابيو بالفوز بثلاثية لهدف، وهي نتيجة قد تكون مريحة بعض الشيء للمدرب زين الدين زيدان ولاعبيه، ولكن بالنسبة للباريسيين لا يزال للحديث بقية على ملعبهم بارك دو برانس إياباً، الذي دكوا فيه حصون البارسا الموسم الماضي في نفس الدور برباعية نظيفة.
ورغم إصابة النجم نيمار وغيابه المؤكد عن موقعة الثلاثاء، لن تكون المهمة سهلة أمام ريال مدريد في ظل تواجد لاعبين مثل آنخيل دي ماريا ويوليان دراكسلر وإيدينسون كافاني، فضلاً عن اقتراب كيليان مبابي من العودة من الإصابة، وهو الأمر الذي يجعل تسجيل هدفين أو أكثر أمام دفاع ريال مدريد المتذبذب محتملاً.
وسيكون توديع الملكي للبطولة من معقل النادي الباريسي وبالاً على ريال مدريد من عدة جهات على المستويات الرياضي والإداري والفني والمالي.
المسقبل على المحك
عجز زيدان في استعادة الشكل الرائع لريال مدريد في العامين الأخيرين، إذ بات خصماً ينتظره الجميع من أجل محاولة خطف نقطة على الأقل منه، إلى جانب العديد من القرارات التي ساهمت في تراجع المستوى والابتعاد عن الصدارة بفارق كبير.
مما لا شك فيه أن هنالك ثقة غير محدودة بين فلورنتينو بيريز وزيدان منذ أن أثبت "زيزو" جدارته في موسمه الأول، وهو ما انعكس على القرارات التي اتخذها من قبل، كعدم التعاقد مع لاعبين جدد مثل الحارس كيبا آريزابالاغا، ولكن قد تتزعزع هذه الثقة حينما يتعلق الأمر بتعثر مستمر للملكي على مدار موسم كامل.
سيمثل الخروج من دوري أبطال أوروبا من دور الـ 16، علامة فارقة في مشوار زيدان مع الفريق، كما سيصبح مركزه مهدداً أكثر من أي وقت مضى، والذي يأتي استكمالاً للفشل الذريع هذا الموسم في ظل الحديث عن العديد من المدربين لخلافته كماوريسيو بوكيتينو ويواكيم لوف.
ثورة شاملة
يعاني ريال مدريد من نقص في بعض المراكز خاصة في خطي الهجوم والدفاع، بالإضافة لارتفاع أعمار حارسي المرمى كايلور نافاس وكيكو كاسيا، مما قد يدفع الرئيس لإجراء عملية تجديد كالتي قام بها في 2009، نظراً لنتائج الفريق السيئة واحتمالية الخروج بموسم كارثي.
لاعبون كثر لا تزال تحوم حولهم الشكوك سواء بسبب تقديم مستويات سيئة أو رغبة منهم في المشاركة بصفة مستمرة مثل كريم بنزيمة وغاريث بايل وداني سيبايوس وماركوس يورينتي، إلى جانب النجم إيسكو الذي انخفض مستواه بشكل ملحوظ وأصبح محل انتقاد الجمهور.
رونالدو والفرصة الأخيرة
يحمل كريستيانو رونالدو آمالاً كبيرة للاستمرار في المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا، كونها البطولة الوحيدة التي ستنجو به من مقصلة التعثر المحلي، من أجل الظهور على منصات التتويج بالألقاب الفردية مجدداً.
باتت جائزتا الكرة الذهبية والأفضل كالحلم الذي يراود الهداف البرتغالي في السنوات الأخيرة، وخروجه من دور الـ 16 من بطولته المفضلة، يعني القضاء على آماله في الترشيح لهما، وقد يصل الأمر للخروج من دائرة الثلاثة المرشحين.
العائد المالي
بعد الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي إلى جانب لقب الدوري الإسباني، أتت أرباح النادي الملكي أعلى من المواسم الماضية، ووفقاً لما أعلنه النادي مع انطلاق الموسم الحالي، بلغت الإيرادات 674.6 مليون يورو أي أكثر بنسبة 8.6% من موسم 2015-2016.
وعلى الرغم من المكافآت الكبيرة التي منحها النادي للاعبين عقب هذا الموسم التاريخي، إلا أن الأرباح ارتفعت أكثر بقيمة 26.3 مليون يورو، بعدما وصلت إلى 463.5 مليون يورو.
ويمثل الخروج من الموسم بدون أي ألقاب ضربة قاضية للمنظومة الاقتصادية لريال مدريد التي عاشت انتعاشة في السنوات الماضية، والتي يعود الفضل فيها لإنجازات فريق الكرة.
