يوشك لاعب كرة القدم الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي على تحقيق رقم قياسي جديد في مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات وأن يصبح أول لاعب يحرز جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الرابعة.
ويعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مساء اليوم الاثنين في حفله السنوي لتوزيع الجوائز بمدينة زيوريخ السويسرية إسم الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2012 طبقاً لنتيجة الاستفتاء الذي يشارك فيه مدربو المنتخبات الوطنية لجميع الدول ضمن الفيفا، وقادة هذه المنتخبات وكذلك الصحفيين الذين تختارهم مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية التي تشترك مع الفيفا في تقديم هذه الجائزة منذ عام 2010 بعدما كانت جائزة كلٌ من الطرفين بمعزل عن الأخرى في الماضي.
ويبدو ميسي المرشح الأقوى للفوز بالجائزة هذه المرة أيضاً بعدما احتكرها في السنوات الثلاث السابقة.
وإذا توج النجم الأرجنتيني بالجائزة، سيؤكد مكانته في صدارة نجوم الساحرة المستديرة بالعالم حالياً ويعزز مكانه ضمن أبرز أساطير اللعبة على مدار التاريخ.
وقدم ميسي العديد من أوراق الاعتماد في عام 2012 والتي ترجح كفة فوزه بالجائزة هذه المرة ومنها رقمه القياسي الجديد الذي أحرزه نهاية العام بتسجيل 91 هدفا خلال عام 2012 ليصبح صاحب الرقم القياسي الجديد لعدد الأهداف التي سجلها أي لاعب في عام ميلادي واحد بعدما ظل الرقم السابق صامداً لأربعة عقود حيث كان مسجلاً باسم أسطورة كرة القدم الألماني غيرد مولر الذي أحرز 85 هدفاً عام 1972.
ورغم ذلك، كانت هناك بعض المفاجآت في عملية التصويت لهذه الجائزة لعدة مرات وقد تسفر مفاجأة جديدة عن ذهاب الجائزة هذه المرة إلى المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي قاد ريال مدريد لاستعادة لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي من خلال رقمين قياسيين للمسابقة حيث حصد الفريق 100 نقطة في طريقه إلى اللقب وسجل لاعبوه 121 هدفا.
وسبق لرونالدو أن أحرز الجائزة عام 2008 عندما كان لاعباً في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل أن ينتقل بصفقة قياسية للريال عام 2009 لتشعل منافسته مع ميسي أجواء الدوري الإسباني.
وأصبح الصراع بين الخجول ميسي والاستعراضي رونالدو هو شعار المنافسة في الليغا وبين القطبين الكبيرين برشلونة وريال مدريد وإن تفوق ميسي في معظم الأحيان عبر السنوات الماضية.
ويتسم ميسي بالخجل خارج الملعب إذ أنه لا يبدو مرتاحاً أمام أضواء وكاميرات التلفزيون والمصورين ويفضل أن تكون قدمه اليسرى هي المتحدث بالنيابة عنه، ولكنه يلتزم بالتواضع والاحترام عندما يضطر للحديث.
ويبدو رونالدو على النقيض تماماً حيث يتميز بأنه شخص استعراضي يتسم بالموهبة والإصرار على الاستعراض بشكلٍ عام.
ويسعى مشجعو الفرق المنافسة للريال في معظم المباريات على إخراج رونالدو من تركيزه بالهتاف لميسي.
وعندما حدث هذا في سبتمبر 2011 خلال مباراة الريال أمام دينامو زاغرب الكرواتي ضمن منافسات دوري الأبطال، رد رونالدو بشكلٍ مشين قائلاً: "إنهم يغارون مني لأنني لاعب وسيم وثري وعظيم".
وانتقل رونالدو للريال بعد ستة شهور من فوزه بالكرة الذهبية عام 2008.
ومنذ ذلك الحين، أصبح على النجم البرتغالي أن يعاني في صمت لسيطرة ميسي واحتكاره الجائزة ثلاث سنوات متتالية.
والحقيقة أن تقارير إعلامية إسبانية ادعت أن رونالدو يفكر بالعودة إلى الدوري الإنجليزي بعد انتهاء الموسم الحالي للهروب من شبح ميسي.
وذكرت التقارير الأسبوع الماضي أن CR7 قرر ألا يمدد عقده مع الريال علماً بأن العقد الحالي يمتد حتى 2015.
وقبل عام واحد، فاز ميسي بالكرة الذهبية بعدما حصد 47.88 بالمئة من أصوات المشاركين في الاستفتاء مقابل 21.6 بالمئة لرونالدو، ويبدو أن حفل اليوم سيشهد تتويجاً مماثلاً لميسي.
وقال رونالدو الأربعاء الماضي: "إن لم أفز بالكرة الذهبية فلن يحدث شيء، أود الفوز بها ولكن الحياة لن تنتهي إذا لم يحدث هذا الأمر، لن يؤثر هذا على مسيرتي".
وقد لا يحتل رونالدو المركز الثاني في الاستفتاء هذه المرة خاصة وأن المنافس الثالث على الجائزة هو أندريس إنييستا زميل ميسي في برشلونة والفائز بلقب أفضل لاعب في بطولة يورو 2012 حيث لعب دوراً بارزاً في قيادة المنتخب الإسباني للفوز باللقب الأوروبي مجدداً.