خرجت الأرجنتين مبكراً من كأس العالم 2018 المقام حالياً في روسيا، بعد الهزيمة أمام فرنسا في ثمن النهائي، وقرر أكثر من لاعب الاعتزال دولياً مثل خافيير ماسكيرانو ولوكاس بيليا، مع توقع الإعلام لموجة أخرى من الاعتذارات عن الاستمرار في صفوف المنتخب.
وأسدل مونديال روسيا الستار على الجيل الذهبي الحديث لراقصي التانغو، المنتخب الذي وصل إلى ثلاثة نهائيات متتالية بين كأس العالم وكوبا أميركا.
انخفض مستوى المنتخب الأرجنتيني في 2018، بسبب تقدم سن أكثر من لاعب، واستبعاد بعض النجوم، بالإضافة لكثرة التغييرات الفنية بعد رحيل تاتا مارتينو، وإقالة إدغاردو باوزا، ثم قدوم خورخي سامباولي خلال التصفيات، وإنقاذ ليونيل ميسي لزملائه في مباراة إكوادور الشهيرة، وارتفاع معدل أعمار الفريق المشارك في كأس العالم، بالإضافة لقلة الاعتماد على المواهب الشابة، لدرجة أن القائمة المستدعاة ضمت فقط اسمين من الأسماء المشاركة مع الفئات السنية في بطولات 2011 و2015 و2017 للناشئين.
سلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على الكوارث التي تنتظرها الكرة في الأرجنتين، ليتحدث تقرير عن استغلال اتحاد اللعبة لنجمه الأول، في الحصول على إعلانات لصالح المنتخب، مع تجهيز بعض المباريات الودية الضعيفة في بلدان بعيدة، للاستفادة من القيمة التسويقية الكبيرة للنجم رقم 10، بالإضافة لتكفل ميسي نفسه بدفع أجور بعض العاملين من الحرس الخاص في بعض المناسبات.
لم تفز بلاد الفضة ببطولة خلال فترة تألق ميسي، نتيجة التخبطات وسوء الطالع وبعض التفاصيل الصغيرة، كإضاعة غونزالو هيغواين لبعض الفرص السهلة، لكن من دون ميسي سيكون الأمر أصعب كثيراً، نتيجة الشكوك المحيطة بالمدرب سامباولي، وعدم نجاحه بعد في خلق نظام تكتيكي محكم، أو حتى تشكيلة شبه ثابتة، ناهيك عن معاناة الكرة الأرجنتينية من ندرة المواهب.
عمل ميسي على حماية الجميع خلال السنوات الماضية، سواء بالوصول إلى أكثر من نهائي أو الصعود إلى المونديال الأخير، صحيح أن هذا لم يكن كافياً لنيل الألقاب، لكن في حالة رحيل ميسي واعتزاله، فإن الأرجنتين بالكامل ستصبح في مهب الريح، نتيجة عدم وجود خطة أو استراتيجية للعمل، وقلة الموارد المالية التي يستخدمها المدراء، لتصبح اللعبة في بوينوس آيريس على المحك فعلياً.