افتتاح يورو 2012 في وارسو وقمة بين روسيا والتشيك اليوم

تاريخ النشر: 08 يونيو 2012 - 01:57 GMT
البوابة
البوابة

تنطلق اليوم على الملعب الوطني في العاصمة البولندية وارسو بطولة يورو 2012 بالمباراة الافتتاحية بين بولندا واليونان في المجموعة الأولى، يسبقها حفل الافتتاح الرسمي، ويليها مباراة روسيا مع جمهورية التشيك في فروكلاف، وسط أجواء غير مريحة تسيطر على الشارع الكروي البولندي حيث يتخوف كثيرون من خروج منتخبهم من الدور الأول رغم لعبه على أرضه وأمام جمهوره.

ويعود الخوف من الخروج إلى أسباب كثيرة أبرزها أن اللعبة بشكل عام قد تدهور مستواها بشكلٍ لافت خلال السنوات العشر الأخيرة نتيجة لضعف المستوى الفني للدوري المحلي، مما انعكس سلباً على المنتخب الوطني الذي يضم خمسة لاعبين محليين فقط، مقابل 18 من الخارج أبرزهم الذين يلعبون في البوندسليغا، وهم:

روبرت ليفاندوفسكي وياكوب بلازيسكوفسكي ولوكاز بيزتشيك (بوروسيا دورتموند)، سيباستيان بونيتش (فيردر بريمن)، آدم ماتيوتشيك (فورتونا دوسلدورف)، سلافومير بيتشكو (كولن)، وإيوجين بولانسكي (ماينتس).

ومن الأسباب أيضاً، سوء ادارة اللعبة من قبل اتحادها وتحديداً رئيسه النجم السابق غريغورز لاتو الذي تحول من بطل قومي إلى متهم بالفساد يحمي مصالحه الشخصية مع بعض أعوانه. إلى ما رافق من تأهيل البنية التحتية وبناء الملاعب لاستضافة نصف البطولة بالاشتراك مع أوكرانيا من فضائح مالية أثارت بلبلة كبيرة.

يقول أحد مراسلي التلفزيون البولندي أن خروج المنتخب من الدور الأول أمر متوقع: "لكننا لا نتمنى ذلك، سيكون الأمر محزناً لكل البولنديين أن يتحولوا من تشجيع منتخب بلدهم الى تشجيع المنتخبات الضيفة الأخرى. لقد فشلت كل المحاولات السابقة لاسقاط لاتو، وفي حال خرجنا من الدور الأول فان لاتو سيسقط حتماً".

ويرى زبغنييف من فريق المتطوعين في المركز الصحافي داخل الملعب الوطني أن الجمهور البولندي يعلق بعض الآمال على مدرب المنتخب فرانسيسك سمولاريك الذي يلقى الكثير من المودة والاحترام، رغم الأجواء غير المشجعة، ويقول: "في حال نجحنا بتخطي اليونان، أعتقد أن آمالنا ستكبر بتخطي الدور الأول".

في المقابل، يعتقد مراسل راديو "سبور إف إم" في أثينا باداليس أن المباراة صعبة جداً على المنتخبين، وكالعادة فان المباراة الافتتاحية في كل بطولة كبيرة تقع تحت الضغط النفسي على طرفيها. لذلك أرى أن التعادل هو النتيجة الأقرب".

روسيا x التشيك

ويلتقي المنتخبان الروسي والتشيكي بطل نسخة عام 1976 (تحت اسم تشيكوسلوفاكيا) وثاني نسخة العام 1996 وثالث نسخة 2004، في فروكلاف في أولى قمم البطولة.

ويصب التاريخ في مصلحة الروس الذين فازوا ست مرات من أصل 13 مباراة أمام التشيك مقابل خسارتين وخمسة تعادلات.

والتقى المنتخبان مرة واحدة في العرس القاري وانتهت المباراة بالتعادل (3-3) عام 1996 في إنجلترا.

ويدخل المنتخب الروسي مبــاراة اليوم بمعنويات عالية فهو لم يخسر في مبارياته الـ 14 الاخيرة وحقق سبعة انتصارات آخرها على إيطاليا بثلاثية نظيفة يوم الجمعة الفائت، وسبعة تعادلات، كما أن شباكه لم تستقبل سوى هدفين في المباريات الـ 11 الأخيرة.

ويأمل المنتخب الروسي بتحقيق نتيجة أفضل من التي حققها في النسخة الأخيرة عندما بلغ نصف النهائي، معولاً على أحد عشر لاعباً من الذين ساهموا في إنجاز سويسرا والنمسا وفي مقدمتهم القائد آندريه آرشافين ورومان بافليوتشينكو.

في المقابل، تسعى التشيك للخروج بأقل الأضرار لتحقيق انطلاقة جيدة ترفع معنويات لاعبيها في باقي مشوار مباريات الدور الأول.

ويبقى العملاق بيتر تشيك حارس مرمى تشلسي وصانع الألعاب توماس روزيسكي الركيزتين الأساسيتين للتشيك في سعيها للذهاب بعيداً في البطولة.

كما أنها تعوّل على خوضها جميع مبارياتها في الدور الأول في مدينة فروكلاف البولندية القريبة من الحدود التشيكية وبالتالي ستحظى بدعم جماهيري كبير وكأنها تلعب على أرضها.

بين إسبانيا وألمانيا

وبعيداً عن مباراتي اليوم الأول، يعتقد معظم الاعلاميين المتواجدين في المركز الصحافي وهم من جنسيات مختلفة أن يورو 2012 هادئة جداً وبعيدة عن الصخب، ويستبعدون حصول مفاجآت على صعيد المنافسة على اللقب الــتي حصروها بين إسبانيا وألمانيا.

يقول أحد مراسلي "إل باييس": "أبرز نجوم ريال مدريد وبرشلونة متواجدون مع منتخبي إسبانيا وألمانيا ولا يغرد بعيداً عنهم سوى كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال، وأتوقع أن نشاهد منافسة قوية بين هؤلاء النجوم كما في مباريات ريال وبارسا".

ويتفق مراسل وكالة "د ب أ" الألمانية ويضيف: "لقد فرض نجوم ريال وبرشلونة أنفسهم كأفضل لاعبي العالم على الاطلاق خلال الموسم الفائت، من هنا أرى أن هؤلاء اللاعبين قادرون على بسط سيطرتهم مع منتخبيهما، لكن في بعض الأحيان، ونتيجة لاختلاف طريقة اللعب بين المنتخب والنادي، قد يطرأ أمر ما يحول مسيرة المنافسة".

الخوف من الهوليغانز

على صعيد آخر، تبذل الشرطة البولندية جهوداً كبيرة لمنع تحـــركات بعض المجموعات اليمينية المتطرفة خلال البطولة، وهي المشهورة بالغـــناء العنـــصري و المعـــادي للسامية خلال مـــباريات الدوري المحلي. وتسببت بمـــشكلات كــبيرة للسلطات.

وترفع هذه المجموعات التي سينضم إليها "هوليغانز" كرة القدم، شعارات: "نحن نكره الجميع" و"لا رحمة مع الزائرين" و"ممنوع دخول اليهود". 

ومن ممارساتها أيضاً رسم الصليب المعقوف على مقابر اليهود، والهتاف بشعار "اليهود إلى غرف الغاز". 

ولمنع هؤلاء من دخول ملاعب يورو 2012، والذين تعرفهم السلطات جيداً، تم بيع بطاقات الدخول بأسماء حامليها، وفي حال نجح أي منهم باختراق الاجراءات سيحال أمام قضاة وممثلين للحق المدني داخل الملاعب نفسها.

تجدر الاشارة الى أن بولندا كانت أولى ضحايا ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وقتل حوالى ستة ملايين بولندي من بينهم ثلاثة ملايين يهودي بولندي. وأقام النازيون معسكرات للقتل في أوشفيتز ومايدانيك وسوبيبور وتريبلينكا وبيلزيك.