كان العام 2012 والذي يوشك على مغادرتنا مليئاً بالأحداث الكروية الكبيرة على مستوى العالم، ومن بين الكثير من تلك الأحداث اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) 12 منها لتكون الأهم والأبرز.
وقال الموقع الرسمي للفيفا في تقرير له: "ألهبت كرة القدم عواطف وحماسة الشعوب في أرجاء العالم طوال سنة 2012، وانتقينا لكم أبرز 12 لحظة شهدها عالم المستديرة الساحرة في العام المنصرم".
1– بتاريخ 12 فبراير:
فاز منتخب زامبيا بكأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى بتاريخها في فبراير الماضي وهو ما يمثل إنجازاً كبيراً لهذه الدولة الصاعدة كروياً.
وما زاد من أهمية هذا النصر هو أنه أتى على حساب منتخب ساحل العاج العريق.
وعلى المستوى الإنساني، حملت هذه المأثرة بعداً آخراً كونها المرة الأولى التي يلعب فيها منتخب زامبيا في ليبرفيل منذ كارثة تحطم الطائرة عام 1993 التي تسببت بمقتل جميع أفراد المنتخب باستثناء شخص واحد بعد توقفٍ للتزود بالوقود في العاصمة الغابونية.
وقد جعل هذا النصر زامبيا تحتفل عن بكرة أبيها.
2– بتاريخ 17 مارس:
دمعت العيون لسبب آخر في الشهر التالي عندما صارع فابريس موامبا من أجل البقاء على قيد الحياة في ملعب وايت هارت لين أمام جمهور غصّت به المدرجات.
وسرعان ما تبيّن أن النجم كونغولي الأصل ولاعب خط وسط بولتون واندررز تعرّض لتوقف مفاجئ لقلبه إذ استمر هذا التوقف في النبض لساعتين، إلا أنه تمكن من التغلب على الموت وتجاوز المحنة ليعود إلينا ويقدم كتاباً عن تجربته مع الموت الذي تلاعب به.
3 – بتاريخ 13 مايو:
استمرت المعركة على اللقب في الدوري الإنجليزي الممتاز ولم تحسم حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة النهائية لهذا الموسم، بل وبعدها حتى ليظفر مانشستر سيتي به في نهاية المطاف.
فبعد خمس دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع أمام كوينز بارك رينجرز، وبعد انتهاء مباراة غريمه مانشستر يونايتد مع سندرلاند، أطلق الأرجنتيني سيرجيو أغويرو قذيفته التي حسمت البطولة وذهبت بها إلى عرين سيتي للمرة الأولى منذ 44 عاماً.
4 – بتاريخ 19 مايو:
ضمن الإيفواري ديدييه دروغبا مكانه بين العظماء في تاريخ نادي تشلسي بعد تسجيل هدف التعادل برأسه في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي لم يسبق للبلوز التربع على عرشه.
إلا أن هذا الفيل الإيفواري الكبير لم يكتفِ بذلك الهدف وأعاد الكرة، إنما بركلة ترجيحية ليُهدي البلوز أول لقب أوروبي لهم على حساب العملاق بايرن ميونخ.
5 – بتاريخ 10 يونيو:
لم يسبق قبل هذا العام أن غادر كأس أمم أوقيانوسيا عرينه في نيوزيلندا، ولهذا سادت صدمة كبيرة عندما فشلت البلاد بالتأهل حتى إلى المباراة النهائية من البطولة القارية التي استضافتها جزر سليمان رغم المأثرة الكروية التي سطّرتها نيوزيلندا في كأس العالم.
وجمعت مباراة الحسم بين تاهيتي وكاليدونيا الجديدة، وكانت الكلمة الفاصلة لستيفي تشونغ هو نجم تاهيتي الذي سجل هدف المباراة الوحيد وحصد لبلاده بطاقة التأهل لكأس القارات.
6 – بتاريخ 14 يونيو:
لم تكن المصاعب المالية الكبيرة التي يعاني منها رينجرز الاسكتلندي سراً على أحد، لكن الصدمة كانت عندما واجه النادي قراراً بحلّه منتصف يونيو الماضي بعد 140 عاماً من التاريخ الحافل وعدد قياسي عالمي من الألقاب يبلغ 54.
بعد ذلك، تم إصلاح الوضع المالي لعملاق الكرة في غلاسكو وتأسيسه مجدداً كشركة جديدة ليدخل دوري الدرجة الرابعة في بلاده الذي يتصدره حالياً بفارق تسع نقاط عن أقرب مطارديه وفي جعبته مباراة مؤجلة.
7– بتاريخ 24 يونيو:
كان منتخب إيطاليا متأخراً 1-2 بركلات الترجيح أمام نظيره الإنجليزي في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية بعد أن فشل ريكاردو مونتوليفو بهزّ الشباك.
تقدم بعدها أندريا بيرلو للاضطلاع بالركلة التالية التي سددها بهدوء وبدهاء كبير في جو مشحون ووسط توتر كبير لتكون تلك فاتحة فوز صعب على منتخب الأسود الثلاثة بنتيجة 4-2.
8 – بتاريخ الأول من يوليو:
بعد انتقادات عدة لحقت المنتخب الإسباني طوال البطولة يورو 2012، أثبت الماتادور مجدداً أنه الأقوى عندما تغلب بقيادة المدرب فينسينتي دل بوسكي على المنتخب الإيطالي بنتيجة قياسية (أربعة أهدف نظيفة) ليتربع على عرش القارة العجوز ويكون المنتخب الأول الذي يفوز بثلاثة ألقاب قارية مهمة على التوالي.
وقال ميشيل بلاتيني أسطورة كرة القدم الفرنسية ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا): "اشعر بالفخر تجاه بولندا وأوكرانيا. أكدت الدولتان أنهما على قدر المسؤولية".
وفجر بلاتيني مفاجأة أخرى عندما اقترح إقامة فعاليات يورو 2020 على نطاق أوسع بتوزيع مبارياتها على عدة مدن أوروبية، وهو الاقتراح الذي أقرته اللجنة التنفيذية باليويفا قبل نهاية العام الحالي.
ولم يكن بلوغ المنتخبين الإسباني والإيطالي نهائي يورو 2012 أمراً مثيرا للدهشة رغم الترشيحات القوية التي رافقت المنتخب الألماني في هذه البطولة قبل أن يسقط بنتيجة 1-2 أمام نظيره الإيطالي (الآتزوري) في المربع الذهبي.
ولكن المثير للدهشة بالفعل كان الأداء الذي قدمه المنتخب الإيطالي في البطولة والذي لا يتشابه مع أسلوبه التقليدي المعروف بمصطلح (كاتيناتشيو) المعتمد على الخطط الدفاعية المحكمة والأداء السلبي.
كما فاجأ المنتخب الإسباني الجميع باعتماده في معظم مباريات البطولة على طريقة لعب تخلو من المهاجم الصريح.
وتعادل المنتخبان الإسباني والإيطالي 1-1 عندما التقيا في الدور الأول (دور المجموعات) على ملعب مدينة غدانسك البولندية.
وفاجأ المنتخب الإيطالي بقيادة مديره الفني تشيزاري برانديلي الجميع في هذه المباراة من خلال حرمان منافسه الإسباني من الاستحواذ التام على الكرة مثلما اعتاد الماتادور على مدار السنوات القليلة الماضية، وكانت كفة الفريقين متكافئة إلى حد كبير في هذه المباراة حسبما أشارت النتيجة.
ولكن النهائي بين الفريقين نفسهما جاء مخالفة لذلك تماما إذ شهد أربعة أهداف إسبانية أحرزها دافيد سيلفا وجوردي ألبا وفيرناندو توريس وخوان ماتا أكد من خلالها الماتادور هيمنته ليحافظ على لقبه الأوروبي الذي أصبح الثالث له في البطولات الكبيرة في غضون أربع سنوات فقط حيث توج قبله بلقب يورو 2008 وكأس العالم 2010 وأصبح أول منتخب في التاريخ يجمع ثلاثة ألقاب متالية في البطولتين.
9 – بتاريخ 6 أغسطس:
استضاف ملعب أولد ترافورد الكثير من المباريات المهمة على مدى العام الماضي، إلا أن عدداً قليلاً من تلك المواجهات حمل إثارة بمقدار تلك التي سادت بين منتخبي الولايات المتحدة الأميركية وكندا في نصف نهائي منافسات كرة قدم السيدات في دورة الألعاب الأولمبية.
ولم تنجح أيٌّ من نجمات الفريقين بحسم الموقف حتى اللحظات الأخيرة عندما هزت أليكس مورغان الشباك لتُهدي لاعبات بلاد العم سام فوزاً مستحقاً في آخر ثواني الوقت الإضافي.
10 – بتاريخ 14 نوفمبر:
كانت هذه المباراة الأولى التي يستضيفها فريندز آرينا (ملعب الأصدقاء)، لكن من غير المرجح أن يشهد ملعب ستوكهولم الجديد أداءً أكثر إبهاراً من جانب أحد نجوم المستديرة الساحرة.
فقد أصبح زلاتان ابراهيموفيتش أول لاعب يسجل ثلاثة أهداف في شباك إنجلترا في 915 مباراة.
وبفضل هدفه العجائبي الرابع على بعد 30 ياردة من المرمى، أصبح اسم زلاتان على لسان كافة الصحفيين وفي صدر الأخبار الرياضية حول العالم.
11 – بتاريخ 9 ديسمبر:
"صمد رقمي القياسي 40 عاماً وكسره الآن اللاعب الأفضل في العالم، إني سعيد من أجله" هذه كانت كلمات غيرد مولر بعدما سجل الأرجنتيني ليونيل ميسي هدفيه الـ 85 والـ 86 لعام 2012، متجاوزاً بهما الرقم المسجل باسم النجم الألماني منذ عام 1972 لأكبر عدد من الأهداف في عام ميلادي واحد.
12 – بتاريخ 16 ديسمبر:
فاز كورينشيانس البرازيلي عملاق باوليستا، بأول نسخة من كأس العالم للأندية عام 2000، إلا أن أوروبا سيطرت على النسخ التالية.
كل هذا جعل الفرحة البرازيلية خاصةً جداً بالنسبة لأكثر من 20 ألف شخص سافروا إلى يوكوهاما وشهدوا تغلب فريقهم على تشلسي بطل أوروبا بفضل رأسية حاسمة بتوقيع البيروفي باولو غيريرو في الشوط الثاني.