أزمة كورونا تفرض الغموض على فترة الانتقالات الصيفية

تاريخ النشر: 22 مارس 2020 - 05:34 GMT
بول بوغبا
بول بوغبا

بدأت أزمة فيروس كورونا المستجد التي جمدت المنافسات الرياضية عالمياً، تلقي بظلالها على فترة الانتقالات الصيفية المقبلة في كرة القدم الأوروبية، في ظل عدم وضوح يخشى أن يتسبب في الحد من الصفقات.

وبينما تجد السلطات الكروية القارية والمحلية نفسها أمام معضلة البحث عن مخرج لاستئناف الموسم، وغياب أي موعد لذلك في ظل الوضع غير المعروف لتطور فيروس “كوفيد – 19”، سيكون الجميع أمام احتمال تأخر انطلاق المنافسات، أو امتداد موسم 2019–2020 لأطول من موعده المعتاد (آواخر مايو)، ما يطرح علامات استفهام بشأن فترة الانتقالات التي ينتظرها اللاعبون والأندية كل صيف.

ويظل من المستبعد أن تعمد البطولات الوطنية إلى إلغاء الموسم بالكامل.

ومهد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الطريق أمام استكمال المواسم المحلية من خلال تعليق مسابقتي الأندية (دوري الأبطال ويوروبا ليغ)، وإرجاء نهائيات يورو 2020 إلى صيف 2021، مانحاً بذلك البطولات الوطنية الوقت الكافي لاستكمال منافساتها المعلقة حالياً.

وحتى في ظل عودة كرة القدم إلى المستطيل الأخضر، تخشى الأندية من أن قدرتها على الإنفاق لتعزيز صفوفها ستكون صعبة ومحدودة في فترة الانتقالات (التي عادة ما تكون بين نهاية موسم وبداية آخر).

على الجانب الآخر دفع قرار تمديد موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، بانتظار قرار مماثل ستتخذه أغلب الدوريات الأخرى، إلى غموض حول موقف عدد من اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في 30 يونيو المقبل.

ومن بين اللاعبين المتأثرين، يبرز يان فيرتونخين مدافع توتنهام، وأوليفييه جيرو وويليان وبيدرو رودريغيز ثلاثي تشيلسي، ودافيد سيلفا جناح مانشستر سيتي، ورايان فريزر لاعب بورنموث، وجو هارت حارس بيرنلي.

ويقول بيرنار كايازو رئيس نادي سانت إتيان: “في حال لم نعاود اللعب، الخسائر ستكون كبيرة إلى درجة أن السوق لن يعود قائماً! البطولات التي عادة ما تقدم على شراء اللاعبين، لن تقوم بذلك على الإطلاق”.

وفي حين أن هذا التقييم يبقى مرتبطاً بالعديد من العوامل، يتوقع أن تكون الكلفة أكبر على أندية الدرجات الثانية وما دونها.

لكن حتى في الدرجات الأولى، يتوقع أن تتسبب محدودية سوق الانتقالات المقبلة بضرر أكبر لدى الأندية التي غالباً ما تعمد إلى تطوير لاعبين ناشئين وتنمية مواهبهم، قبل بيعهم لأندية أكبر لقاء مبالغ مالية كبيرة.

معضلة أخرى بدأت تؤرق المعنيين، وهي احتمال امتداد الموسم لما بعد 30 يونيو، وهو الموعد الذي تنتهي فيه عقود العديد من اللاعبين، أكانت تعاقداً ثابتاً أو تعاقداً على سبيل الإعارة من نادٍ آخر.

وبحسب يوهان – ميكايل مانكي، المحامي الألماني المتخصص بحقوق العمل للاعبي كرة القدم في ألمانيا، “يمكن للاعبين، من وجهة نظر قانونية، أن يرحلوا عن النادي” حتى وإن كان الموسم متواصلاً.

وبشأن إمكان تمديد العقود، يوضح مانكي “بحسب قانون العمل، لا يمكن للنادي القيام بذلك بشكل أحادي” أو جماعي، بل عليه الاتفاق مع كل لاعب على حدة.

وأشار الاتحاد الدولي (فيفا) الناظم للانتقالات، إلى احتمال بلوغ هذه المرحلة، وأعلن أنه يراقب الوضع، وشكّل مجموعة عمل لدراسة “الحاجة لإجلاء تعديلات أو استثناءات مؤقتة (..) وتعديل فترات تسجيل اللاعبين”.

وأوضح مصدر معني بقوانين كرة القدم، أن هذه المجموعة “ستعمل على الأسئلة المرتبطة بالانتقالات وأيضاً عقود الإعارة. يجب تخفيف القوانين وأن يبذل كل الأطراف المعنيين جهوداً أيضاً، ومنها تمديد فترات الإعارة ليتمكّن اللاعبون من إنهاء الموسم بعد استئناف البطولات”.

وبحسب الوكيل دافيد فانديتيلي “اللاعبون الشبان الذين باتوا على مشارف نهاية عقودهم، اللاعبون الطامحون (..) يواجهون مشكلة”، مضيفاً “العائلات بدأت تقلق. هذه ظروف انتظار للاعبين”.

ويتوقع وكيل آخر هو فريدريك غيرا “ارتفاع نسبة البطالة في أوساط اللاعبين”، أو رفض الأندية “تمديد عقودهم” بحال أرادوا تحسين شروطهم.

ويحذر المحامي ميشيل بوتو من لجوء الأندية إلى اعتبار فيروس "كوفيد – 19" من ضمن “الظروف القاهرة” التي تجيز لها قانوناً فسخ العقود.

وتطال مصادر القلق اللاعبين المصنفين في خانة النجوم، والذين غالباً ما تربطهم بأنديتهم عقود معقدة، ويقف خلفهم وكلاء أعمال محنكون يعرفون كيفية الحفاظ على مصالحهم حتى في الأوقات الصعبة مثل بول بوغبا.

ومن بين الوكلاء مينو رايولا المرتبط بأكثر من لاعب معروف مثل بوغبا لاعب مانشستر يونايتد وإيرلينغ هالاند نجم بوروسيا دورتموند.

وبعد التقارير على مدى الأشهر الماضية عن احتمال انتقال بوغبا إلى ريال مدريد، بدا رايولا وكأنه يعد للصيف دون التأثر بفيروس كورونا.

وقد قال مؤخراً في مقابلة مع صحيفة “ماركا” الإسبانية “آمل في أن أتمكن يوما ما، من أن أنقل لاعباً هائلاً إلى ريال مدريد، أريد أن أنقل لاعب كرة قدم كبير، وأريد أن أحاول القيام بذلك هذا الصيف”.

وبالنسبة إلى الوكلاء الأقل شهرة يقول غيرا “كل الملفات التي نناقشها هي حالياً في فترة ترقب”، وهو ما يعقد دور الوسطاء في فترة من عدم اليقين.

وأضاف “الوكلاء سيعانون بالتأكيد من تراجع عائداتهم”، مرجحاً أن يضطروا “للقيام بتنازلات لإبقاء النشاط في فترة الانتقالات الصيفية”.

ويقول فانديتيلي وتبدو عليه علامات الحسرة “لا يتوافر أمامنا أي مجال للرؤية” حيال المستقبل.