تعرض ماركو آسينسيو نجم ريال مدريد، لإصابة كانت مؤلمة كثيراً لدرجة أنه لم يستطع تحمله، فقام بسحب قميصه لأعلى نحو فمه وعضه قليلاً وهو يحاول كبح جراحه.
قبل لحظات فقط، كان يصرخ آسينسيو فرحاً بعدما نجح ريال مدريد في التعادل مع آرسنال، بمباراة ودية كانت تقام في المعسكر الإعدادي تأهباً لبداية الموسم الجديد.
ثم، اصطدام مع بيير أوباميانج جعله يهبط بقوة على ركبته اليسرى، وبالكاد استطاع مدربه زين الدين زيدان أن يراقبه وهو يخرج من الملعب واكتفى بقوله "كان الأمر سيئاً".
تعرض أسينسيو لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي وكذلك الغضروف، وابتعد عن الملاعب لمدة تسعة شهور، لقد انتهى موسمه قبل أن يبدأ حينها أو هكذا بدا الأمر.
صباح يوم السبت الماضي، أعلن ريال مدريد عن قائمته في أول مباراة بعد فيروس كورونا وتوقف النشاط لمدة ثلاثة أشهر، حيث كانت أمام إيبار.
جذب اسم هازارد الأنظار ومعظم الاهتمام، إلا أن عودة آسينسيو يمكن أن تكون بنفس الأهمية أيضاً.
تأثير آسينسيو منذ أن عاد من إعارته من إسبانيول صيف 2016، كان كبيراً في بيرنابيو، تمكن الإسباني الشاب حينها من التسجيل في أول ظهور له بخمس مسابقات مختلفة.
ما جعل حلاوة ومذاق آسينسيو تزداد لدى جمهور ريال مدريد، أن جناحهم كان من المفترض أن يرتدي قميص برشلونة، لكنه في النهاية بات كوّن مسيرة صغيرة مميزة مع النادي الملكي.
كان برشلونة هو الأقرب للحصول على توقيع آسينسيو عندما كان في مايوركا، حتى أن الاتفاق بين الناديين تم وكان البرسا بصدد دفع 4.5 مليون يورو، ويقال أن اللاعب وأسرته ذهبوا إلى كتالونيا بحثاً عن منزل بالفعل.
لكن طلب مايوركا بأن تُدفع الأموال كلها دفعة واحدة عجّل بانهيار الصفقة على الفور، وفي هذه المرحلة، تدخل رافاييل نادال، أسطورة التنس ومايوركا ومشجع ريال مدريد الكبير، وجلب مواطنه إلى سانتياغو بيرنابيو.
تحدث آسينسيو عن هذا الأمر: "اتصل رافا هاتفياً بالرئيس فلورنتينو بيريز وقال له أنه لا يمكن لهم السماح لي بالذهاب إلى أي نادٍ آخر".
"في الشتاء اتصل بي وكيلي وأخبرنني أن ريال مدريد مهتم، ثم اتصل بي فلورنتينو بيريز ليخبرني أني سأكون لاعباً في ريال مدريد."
"كل شيء حدث في يوم واحد، سافرنا إلى مدريد ووقعنا العقد وزرنا بيرنابيو وعدت إلى مايوركا لإنهاء الموسم. كان كل شيء سريعاً ومكثفاً لكن الرضا كان كبيراً."
بالنسبة لريال مدريد، كان الرضا الأكبر على الإطلاق عند رؤية تألق آسينسيو اللافت للنظر في كأس السوبر 2017 أمام برشلونة، عندما سجل وصنع أهدافاً في الفوز الإجمالي ذهاباً وإياباً 5-1.
وعندما غادر رونالدو في الصيف التالي متجهاً إلى يوفنتوس، جادل البعض بأن آسينسيو قد يكون الخليفة المثالي للبرتغالي.
هذا الكلام لم يُعجب آسينسيو وبدا تأثيره واضحاً على الدولي الإسباني.
سجل آسينسيو مرة واحدة فقط في الدوري الإسباني 2018-2019، وبالطبع فإن الأمر لا يدور فقط حول التهديف وقد كافح بمختلف السبل للتأثير إيجاباً على فريقه.
بالطبع، يمكن إرجاع انخفاض مستوى الدولي الإسباني إلى مغادرة زيدان تدريب الملكي وتولي جولين لوبيتيغي ثم سانتياغو سولاري.
مع كليهما، تم استخدام آسينسيو في مركز الجناح الأيسر حتى يعوض الفراغ الذي تركه كريستيانو رونالدو، بينما كان اللاعب واضحًا أن هذا ليس مركزه المفضل أو المناسب لقدراته.
وقال آسينسيو للصحف حينها "يمكنني أن أكون أكثر حسمًا إذا ما لعب في وسط الملعب أو الجبهة اليُمنى كما سأمتلك فرصًا أكبر للمشاركة".
في المقابل، دافع جاجيولي، وكيل آسينسيو، عن موكله بضراوة، فقال "انخفض مستوى الفريق ككل وليس ماركو فقط، ربما كان التركيز أكثر على ماركو بعد الأداء الذي قدمه في الموسم السابق، كان هناك الكثير من التوقعات لكن لم ينجح الأمر".
"لكن على المستوى الفردي، ليس من السهل عليك إذا ما كان الفريق بأكمله لا يلعب بشكلٍ جيد، لا يهم من أنت حقًا سواءً كنت ليونيل ميسي أو دييغو مارادونا."
"لكن ماركو ظهر بشكل جيد مع إسبانيا وأصبح يذهب بانتظام مع الفريق الدولي الكبير، الآن، يمكن فقط أن يفكر في الموسم المقبل ويحلم بالفوز بكل المتاح."
كانت إصابة آسينسيو بعد ذلك وللأسف في توقيت غير مناسب، عاد زيدان لتوه لتدريب مدريد ولعب معه دوراً هاماً بالفعل في المتبقي من مباريات موسم 2018-2019.
لحسن الحظ، يمكن أن يلعب آسينسيو نفس الدور الآن، قد نكون الآن في منتصف يونيو لكن لا تزال 10 مباريات أمام ريال مدريد في الدوري الإسباني حيث يتأخر بفارق نقطتين فقط عن برشلونة المتصدر.
مع وجود هازارد وجاهزيته لأنه يشغل الجبهة اليسرى، من المرجح أن يتم الاعتماد على آسينسيو في مركزه المحبب كجناح أيمن مع اللعب بكريم بنزيمة في مركز المهاجم الصريح.
خلق الإسباني في الموسم الأخير من فترة زيدان الأولى 77 فرصة، متفوقاً على الجميع بما في ذلك كريستيانو رونالدو (54)، وكريم بنزيمة (63)، بينما سجل 11 هدفًا مع صناعته لسبعة آخرين.
بالطبع، فإن آسينسيو تنتظره منافسة شديدة مع غاريث بايل وكذلك الجناحين البارزين، رودريغو وفينيسيوس جونيور.
إذا كان الضغط قد مثّل مشكلة لآسينسيو بالماضي، فإن الأمر لن يكون كذلك الآن، فاللاعب حالياً سعيد للغاية لمجرد عودته للملاعب.
في وقتٍ سابق، قال آسينسيو تعقيباً على عودته: "أشعر أني بحالة جيدة للغاية، كان تكيفي جيداً، الركبة تستجيب جيداً والحقيقة أني بصحة جيدة للغاية.
"عدت إلى الملعب مع زملائي وهذا هو الشيء الأهم، الأمر كان يستحق الانتظار فعلاً" بالطبع، فإن الأمر ينبغي أن يكون كذلك لريال مدريد.