القدس المحتلة- الوطن- أمين بركة
حرارة الشمس اللاهبة لم تمنع الفلسطينيين ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى من شد الرحال إليه، والصلاة فيه خلال شهر رمضان المبارك.
وترنو عيون الفلسطينيين من سكان الضفة المحتلة وقطاع غزة وعرب 48، وخاصة كبار السن منهم لزيارة أولى القبلتين وثالث الحرمين مع حلول شهر رمضان المبارك، فعلى مدار العام يتم حرمانهم من دخول القدس المحتلة بذريعة المانع الأمني.
وفي رمضان تضع الإدارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتيبات خاصة من خلال تحديد أعمار المسموح لهم بدخول المسجد الأقصى والقدس المحتلة، أيام الجمع فقط للرجال فوق الخمسين عاما وللنساء فوق الأربعين عاما إضافة للأطفال.
وتتقاطر في جمع رمضان مئات الحافلات من محافظات الضفة الغربية باتجاه معبر قلنديا الذي يعد بوابة كل الفلسطينيين نحو القدس المحتلة، ولكن جيش الاحتلال ومع قدوم هذا الشهر في كل عام يستعد بشكل غير مسبوق لفرض تشديدات أمنية على حرية الحركة والتنقل والتعبد.
ويواصل الاحتلال خلال شهر رمضان التلذذ في تعذيب الفلسطينيين، وإرهابهم، والانتقاص من كرامتهم، خاصة على الحواجز العسكرية، ويعد قلنديا واحدا من الحواجز الأكثر تعذيبا لجموع المصلين من الضفة الذين يرنون إلى الصلاة في المسجد الأقصى.
وترحب المؤسسات المقدسية وأهالي القدس المحتلة كل يوم جمعة بمئات آلاف المصلين من الـ«48» والضفة الغربية المحتلة رغم المنع والتضييق، ويتمنون أن يزور القدس أهالي قطاع غزة المحرومون الصلاة في المسجد الأقصى بفعل وجود الاحتلال.
تعكير إسرائيلي
ورغم مشقة السفر ومحاولات سلطات الاحتلال تعطيل وصولهم ووضع العراقيل ومحاولة المماطلة بالسماح لهم بالعبور، إلا أن الفلسطينيين يصرون على المحاولة والوصول رجالا ونساء وشبابا وشيوخا وأطفالا ورضع.
وفي الجمعة الأولى، تكون أعداد الزائرين مضاعفة الأمر الذي يتسبب في ازدحام شديد وخاصة على الحاجز وفي مواقف الباصات.
ويؤكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحدد الفئات العمرية لدخول أماكن التعبد، كما أن القدس هي المدينة الوحيدة التي يحرم فيها الصلاة للمصلين نتيجة ظلم وقهر المحتل.
وقال: «إن ما يجري على أهالي الضفة الذين يأتون لزيارة القدس خلال الشهر الفضيل بمثابة مسلسل من المعاناة اليومية»، لافتا إلى أنه حتى المقدسيين داخل القدس يضطرون للصلاة في أروقة الشوارع لمنعهم من قبل قوات الاحتلال التي تتواجد على بوابات المسجد الأقصى.
وتابع: «الغريب أن هناك صمتا دوليا على هذا التصرف، حيث لا تنتفض الأمم المتحدة لمنع مئات الآلاف من الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى الذي يتعرض للهدم والإزالة».
أجواء مميزة
بدروه، يقول منسق مؤسسة الأقصى للتراث والوقف محمود أبوالعطا: إن الاحتفال بشهر رمضان الكريم في القدس المحتلة يكون من خلال 4 محاور، الأول شد الرحال وجمع مئات الآلاف لإحياء الشهر في المسجد الأقصى عبر توفير حافلات مجانية لكل من يرغب بالصلاة فيه من جميع قرى ومدن الداخل الفلسطيني يوميا.
ويشدد على أن هذه الحافلات تنقل أعدادا أكبر لإحياء التراويح وأيام الجمعة وليالي الخميس وصلوات الفجر، موضحا أنه يتم توفير 1500 حافلة في شهر رمضان من أجل هذا الغرض بإشراف مؤسسة البيارق.
ويبين أن المحور الثاني، هو مشروع مؤسسة عمارة الأقصى التي تقوم بتنفيذ برنامج تثقيفي وآخر دعوي طيلة أيام الشهر عبر عشرات الدروس العامة والفقهية للرجال والنساء داخل وحول المسجد الأقصى.
وينوه إلى أن مؤسسة الأقصى تقدم وكمحور ثالث، عشرات آلاف وجبات الإفطار والسحور للصائمين طيلة شهر رمضان بهدف جلب أكثر عدد من المصلين للأقصى، ودعم العائلات الفقيرة والإنسان المقدسي بشكل عام.
ويوضح أن هناك اعتكافا كل يوم خميس وليلة جمعة في المسجد الأقصى، إضافة إلى العشر الأواخر من الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن الجميع يعمل لجعل الشهر الكريم مميزا.
وعظ وإرشاد
بدوره، أشار مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني أنه ما إن يقترب شهر رمضان حتى يتم نشر المظلات الواقية من الشمس على أسطح قبة الصخرة المشرفة وفي باحات المسجد الأقصى.
وبين أن هناك برنامج إمامة صلاة التراويح وصلاة الفجر والذي يعد من مهمات مديرية المسجد الأقصى، موضحا أن هذا الأمر يكون كل عام من أجل الحفاظ على النظام والترتيب في أوقات الصلاة.
وهناك أيضا برنامج دروس الوعظ والإرشاد السنوي الذي يعقد في قبة الصخرة عند النساء والمسجد القبلي عند الرجال.
ولفت إلى أن الاحتلال يعمل على استفزاز المقدسيين بشتى الطرق لإعاقة وصول المصلين والمساعدات والاحتياجات للمسجد الأقصى وخاصة في شهر رمضان.
