مدينة القدس تتزين لاستقبال رمضان

تاريخ النشر: 17 يونيو 2015 - 09:03 GMT
القدس تتزين لاستقبال رمضان
القدس تتزين لاستقبال رمضان

القدس المحتلة- الوطن- أمين بركة

استعدت مدينة القدس المحتلة لاستقبال شهر رمضان الكريم حيث شرع الأهالي بتزيين شوارع وأزقة المدينة بالفوانيس، وأحبال الزينة الرمضانية المضيئة، فضلا عن تعليق لافتات الترحيب بالوافدين إلى المسجد الأقصى وغيرها من لافتات إرشاد المصلين.

وانتفضت القدس المحتلة، واستعدت لتؤكد من جديد في الشهر الفضيل، هويتها العربية الإسلامية، ولتثبت للاحتلال، مدى تمسك الفلسطينيين بمدينتهم ومسجدهم الأقصى، الذي يكتسي حلة من الفخار في هذا الشهر وهو يحتضن الآلاف من أحبابه.

واستعدت أسواق القدس العتيقة: باب خان الزيت، العطارين، اللحامين، الدباغة، باب السلسلة، القطانين، الواد، النصارى، بطريقتها الخاصة لهذا الشهر الفضيل.

وفي الوقت الذي تقفل فيه معظم المطاعم والمقاهي أبوابها، كتقليد للحفاظ على حرمة الشهر الفضيل، يؤثر قسم من أصحاب هذه المطاعم على فتح ركن خاص لبيع القطايف والحمص والفلافل والكعك المقدسي بالسمسم وشراب السوس والخروب واللوز وغيرها.

وامتلأت الحوانيت بالعصائر، الأجبان، المخللات والحلويات، فضلا عن «البرازق» والكعك المقدسي بالسمسم، وغيرها من المواد المحببة التي تشتهر بها أسواق القدس في شهر رمضان الكريم.

ولعل التحدي الذي يواجه القدس هو العراك الذي يبدأ مع سلطات الاحتلال وبلديتها اليمينية المتطرفة التي تحاول منع وضع لافتات رمضانية وأحبال الزينة المضيئة على بوابات البلدة القديمة، لا سيما باب العامود الذي يعتبر الأنشط في حركة المواطنين.

وتنجح لجان أحياء الشهر الكريم في تحقيق أهدافها عبر إصرارها وتحديها قرارات الاحتلال الذي يكتوي بغيظه من هذه المشاهد والظواهر المصاحبة للشهر الفضيل ويتمنى الاحتلال بشدة سرعة انتهاء أيامه ليعود وسوائب جماعاته المتطرفة للصول والتجول في المدينة.

وكانت مجموعة شبابية نفذت أعمال تنظيف في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى، في حين نظمت مجموعة شبابية حملة تنظيف لبعض أحياء البلدة خاصة في شارع الواد ومنطقة وسوق القطانين المفضي إلى الأقصى، وشملت تزيين الشوارع والطريق المؤدية إلى المسجد الأقصى، ووضع الزهور بدلا من كتل القمامة والقاذورات، في خطوة تهدف إلى تحسين البيئة العامة في القدس القديمة.

وقال عدد من المشاركين في تنفيذ هذه الفعاليات إن قوات الاحتلال تحاول كل ليلة عرقلة نشاطهم؛ إلا أنهم يتحدون الاحتلال ويمضون في تنفيذ كافة البرامج المتعلقة بتزيين القدس العتيقة استعدادا لشهر رمضان.

وينتظر المقدسيون إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تؤرقهم وخاصة إجراءات السلطات الاحتلالية القهرية الخاصة بالسماح لجزء بسيط من أبناء محافظات الضفة الغربية بالصلاة بالمسجد الأقصى، لكن أثبتت التجارب والسنون الماضية أن إعلان الاحتلال عادة ما يكون فاقدا للمصداقية في التطبيق؛ الأمر الذي يفسر تزاحم المصلين على المعابر والحواجز العسكرية على المداخل الرئيسة لمدينة القدس، ووقوع مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال.

ويؤكد مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب التميمي: «إن الاستعدادات لإحياء الشهر الكريم، جاءت على عدة أصعدة، منها ما هو ميداني وتنسيقي ووعظي وغيره».

ولفت إلى أنه تم الشروع بنصب مئات المظلات الواقية من حرارة الشمس في العديد من باحات وساحات المسجد الأقصى، وعددها أكبر بكثير من العام الفائت.

وأشار إلى نصب مظلات في ساحات صحن مسجد قبة الصخرة، وهي المنطقة المخصصة لصلاة النساء في الشهر الكريم، كما تم نصب المظلات في الساحة الواسعة قرب سطح المصلى المرواني وبالقرب من مسجد عمر بن الخطاب ومسجد النساء، ومعظمها مزود برشاشات رذاذ المياه لتلطيف الأجواء على المصلين في رمضان الكريم، الذي يأتي في ظل أجواء شديدة الحرارة.

وذكر أن الاستعدادات جارية على قدم وساق في «تكية خاصكي سلطان» القريبة من المسجد الأقصى لتزويد الصائمين وأهل البلدة القديمة بمئات الوجبات التي يتم إعدادها بنفس المكان، مبينا أنه تم زيادة ومضاعفة عدد هذه الوجبات لهذا العام.

واستعدت الأوقاف على صعيد ترتيب الأئمة والوعاظ في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان، في حين أنهت اتصالاتها ومشاوراتها التنسيقية مع المجموعات الكشفية المقدسية من خلال مفوضية الكشافة في القدس، والتي رتبت أوضاعها لنشر المئات من عناصرها، وخاصة أيام الجمع وليلة السابع والعشرين من رمضان، في المسجد الأقصى للمساعدة في حفظ النظام وترتيب المصلين وإرشادهم.

وتوقعت دائرة الأوقاف الإسلامية أن يؤم مئات الآلاف من الفلسطينيين المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بالسماح لفلسطينيي الضفة وغزة بالوصول إلى المسجد المبارك للتعبد في شهر رمضان.

في الوقت نفسه، تستعد العديد من الجمعيات والمؤسسات المقدسية لتقديم مئات وجبات الإفطار للصائمين الوافدين إلى الأقصى المبارك، بالتنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية.

وخارج أسوار القدس القديمة، أنهى الشبان تزيين الشارع الأكثر شهرة (شارع صلاح الدين) وفي مناطق بوابات: الأسباط والساهرة والعامود، رغم محاولات الاحتلال عرقلة العمل، في حين ينتظر شبان القدس معركة يخوضونها كل عام حينما يعتزمون تزيين أبواب القدس القديمة، ومحاولة تدخل بلدية الاحتلال لمنعهم من ذلك، والتي غالبا ما تنتهي بنجاح الشبان في ذلك. وشوهدت العديد من الشوارع في أحياء مقدسية تقع خارج حدود الجدار العنصري وقد اكتست بحبال الزينة، وخاصة: كفر عقب وسميراميس، وقلنديا شمال القدس المحتلة، فيما ينهمك شبان الأحياء الأخرى هذه الأيام بتزيين شوارعهم استقبالا للزائر الكريم.

وتجمع المؤسسات الحقوقية المحلية على أن الاحتلال ينتهك حقوق المواطنين الخاصة بالوصول إلى أماكن عباداتهم، كما تؤكد الشواهد نشر الآلاف من عناصر شرطته وحرس حدوده، والدوريات العسكرية الراجلة والمحمولة والخيالة في المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسة للمدينة وفي الشوارع والطرقات ومحاور الطرق لمنع أية عمليات تسلل لعجوز أو شيخ متعبد يقصد الأقصى المبارك.

ويعمد الاحتلال إلى مراقبة المقدسيين والوافدين إلى المسجد الأقصى، بمئات الكاميرات وببالون راداري خاص وبطائرة مروحية تعمل طيلة ساعات النهار وتحلق في سماء المدينة لمراقبة حركة المواطنين.

كما شملت الترتيبات أيضا، الصحة في المسجد الأقصى المبارك من خلال التعامل مع المركز الصحي العربي والهلال الأحمر، وكذلك الفرق الكشفية ومئات المتطوعين المقدسيين للمشاركة في الحفاظ على النظام والأمن وفصل الرجال عن النساء، وجهزت العيادات الطبية وفرق الإسعاف الأولية الموجودة في باحات المسجد المبارك بالمعدات والتجهيزات المناسبة.

في السياق، دعت الحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، إلى شد الرحال للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، وسط دعوات صهيونية إلى «تمكين اليهود من أداء المشاعر الدينية» في المسجد الأقصى.

واعتبرت الحركة بأن شهر رمضان «يعد فرصة لتكثيف شد الرحال إلى مسرى النبي»، مشددة أن الخصم الحقيقي لكل مناصري المسجد الأقصى، هو الاحتلال الصهيوني الذي نتمنى له الزوال العاجل.