رئيس طيران الإمارات يتحدث حول التحديات التي تواجه صناعة الطيران في المنطقة والعالم

قال تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات، أن تكاليف أسعار الوقود المرتفعة تشكل احد التحديات الحالية التي تواجه قطاع الطيران التجاري في المنطقة والعالم.

جاء ذلك خلال مشاركة كلارك إلى جانب خبير الطيران البارز جون ستركلاند في ندوة الطيران التي أقيمت صباح اليوم ضمن الفعاليات الرئيسية لمعرض سوق السفر العربي 2011 الذي تستضيفه دبي في الفترة بين 2 و5 مايو الجاري.

وناقشت الندوة مختلف المواضيع المتعلقة بالتحديات التي تواجه قطاع الطيران التجاري خلال الفترة الحالية لا سيما مسألة ارتفاع أسعار النفط والتي تجاوزت 120 دولار امريكي للبرميل الواحد مقارنة بـ86 دولار للبرميل قبل عام وفقا لبيانات الإتحاد العالمي للنقل الجوي (اياتا).

وقال كلارك امام المشاركين في الندوة: "تشكل تكلفة الوقود حاليا نحو 43 في المائة من تكلفة التشغيل لشركات الطيران مقارنة بـ 12 في المائة فقط قبل 10 سنوات مما يشكل عبئاً كبيراً على الشركات".

وأضاف: "في إعتقادي أن عدد من الشركات سوف تتضرر إلى حد الإغلاق لو وصلت أسعر النفط إلى 130 أو 140 دولار للبرميل في نهاية هذا العام".

وأشار كلارك إلى أن طيران الإمارات تمكنت من التخفيف جزئياً من تداعيات تأثير ذلك من خلال إضافة نسبة من الرسوم على اسعار التذاكر والقيام بإدارة التكاليف بعناية، مشيراً إلى ان إستمرار الأسعار في الإرتفاع سوف يضر بالشركات الضعيفة والتي لا تتمتع بالمرونة الكافية.

وتعليقاً على موضوع ارتفاع أسعار النفط وتداعيات ذلك على أداء شركات الطيران، قال مارك والش، مدير معارض المجموعة في شركة ريد ترافيل إكسيبيشنز: "على الرغم من إرتفاع أسعار النفط واستمرار آثار الأزمة الإقتصادية العالمية على العديد من القطاعات الصناعية إضافة إلى الاضطرابات القائمة في بعض إجزاء المنطقة، فإن قطاع الطيران في منطقة الخليج لا يزال يحقق نمواً لافتاً".

وأضاف والش: "يعتبر معرض سوق السفر العربي واحداً من أكثر المعارض العالمية الرائدة شعبية بالنسبة لشركات الطيران من حيث العدد الكبير الذي يستقطبه من شركات الطيران للمشاركة، وهذا راجع بالطبع لقدرتنا كمنظمين على الوصول الجيد لقادة قطاع الطيران وصناع القرار فيه في المنطقة".

وأعرب كلارك عن تفاؤله بنمو قطاع الطيران على الرغم من الصعوبات التي يواجهها، لا سيما في ضوء إستمرار قوة طيران الإمارات وغيرها من شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى ان الأداء الكبير الذي تتمتع به طيران الإمارات وشركات الطيران الإقليمية الأخرى، بما فيها الإتحاد للطيران والخطوط القطرية والطيران العماني وغيرها تؤكد ما ذهب إليه من طرح تجاه قوة الطيران التجاري.

يشار إلى أن طيران الإمارات حققت أرباحاً بلغت 925 مليون دولار خلال النصف الأول من السنة المالية 2010 – 2011. وتخطط الشركة لتوسعة أسطولها المكون من 152 طائرة بما فيها 15 طائرة ايرباص "ايه 380" إضافة إلى 200 طائرة ضمن طلبياتها القادمة على مدى 8 أعوام.

وتشير توقعات الإتحاد العالمي للنقل الجوي (اياتا) إلى أن شركات الطيران في الشرق الأوسط سوف تحقق ارباحا تبلغ نحو 700 مليون دولار لهذا العام مقارنة بـ400 مليون دولار كما كان متوقعاً في السابق.

وناقش كلارك خلال الندوة موضوع تداعيات حقوق النقل والهبوط في المطارات العالمية والإضطرابات الإقليمية والمعايير البيئية وإستمرار التراجع الإقتصادي العالمي على نشاط قطاع التجاري في المنطقة والعالم. وذكر أنه على الرغم من القيود المفروضة في بعض المطارات، فإن العديد من البلدان باتت تدرك بشكل كبير مدى أهمية العلاقة بين الأداء الجيد لقطاع الطيران وفوائده في دعم الإقتصاد، مشيراً بشكل خاص إلى منطقة أمريكا الجنوبية حيث تخطط طيران الإمارات إلى تسيير رحلاتها إلى كل من ريو دي جانيرو وبوينس آيرس خلال الأشهر المقبلة.

وفي ظل الإضطرابات الراهنة التي تشهدها حاليا بعض المناطق في الشرق الأوسط، قال كلارك ان طيران الامارات تواصل رحلاتها ىلمنتظمة لأغلب النقاط في المنطقة بإستثناء ليبيا وتخفيض الرحلات إلى بعض المدن الخليجية ومصر.

وينعقد معرض سوق السفر العربي، الذي يستمر حتى يوم الخميس 5 مايو 2011 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وشهد الحدث نمواً كبيراً على مدى 18 عاماً ليصبح واحداً من أضخم المعارض في المنطقة والعالم. وشارك في دورة المعرض للعام الماضي 2236 شركة وأقيم على مساحة 20.000 متر مربع وإستقطب أكثر من 22,000 زائر.