ديمتري وأصدقاؤه يحيون الأمسية الختامية لمهرجان أبوظبي 2011 في دورته الثامنة

اختتمت الليلة فعاليات مهرجان أبوظبي 2011 في دورته الثامنة والذي يقام برعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أحيا الباريتون ديمتري هفروستوفسكي والسوبرانو إكاتيرينا سيورينا حفلاً غنائياً أوبرالياً على أنغام الأوركسترا الوطنية الروسية بقيادة المايسترو الإيطالي نيكولا لويزوتي الحائز على الجائزة الأولى لمهرجان بوتشيني، والمدير الموسيقي لأوبرا سان فرانسيسكو والمايسترو الزائر الرئيسي لفرقة طوكيو السيمفونية، وقد اشتملت الأمسية على عدد من روائع الكلاسيكيات العالمية التي تضمنت أعمالاً لروسيني وموزارت وفيردي، بحضور مسؤولين وأعضاء من البعثات الدبلوماسية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعلاميين أجانب وعرب ومحليين، وحشد غفير من محبي الموسيقى الكلاسيكية غصت بهم قاعة مسرح فندق قصر الإمارات.
وعن الحفل الختامي قالت سعادة هدى الخميس كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "كانت أمسية الأوبرا مع الباريتون ديمتري هفروستوفسكي والسوبرانو إكاتيرينا سيورينا خير ختام لمهرجان أبوظبي 2011، فهما من المبدعين العالميين ولكم أسعدتني مشاركتهما هذه السنة في فعاليات المهرجان، وأود هنا أن أسجل عميق شكري وتقديري للأوركسترا الوطنية الروسية والتي شاركت بشكل فاعل في أمسيات المهرجان، وكذلك أتوجه بالشكر الخاص إلى المايسترو المبدع لويزوتي الذي أمتعنا في أكثر من أمسية هذه الدورة، فقد أضاف تواجده زخماً قوياً للمهرجان بصفته أحد القامات العالية في عالم الموسيقى الكلاسيكية".
وقد بدأ الحفل بعزف الأوركسترا الوطنية الروسية بقيادة المايسترو لويزوتي لمقطوعة "افتتاحيةLa Gazza Ladra" من أعمال روسيني، والتي ألفها عام 1817، وذلك قبل ظهور الباريتون ديمتري هفروستوفسكي على خشبة المسرح ليؤدي "غيوم تيل" لروسيني، بعدها دخلت السوبرانو إكاتيرينا سيورينا لتستكمل الاحتفاء بروسيني بمقطوعة "الصوت العذب"، تبعها تفاعل ثنائي بين ديمتري وإكاتيرينا في أداء دويتو "هذا أنا إذا" من أوبرا حلاق إشبيليا.
وقد تجلّت إبداعات الأوركسترا الوطنية الروسية والمايسترو لويزوتي بعزف مقطوعة افتتاحية "زواج فيغارو" من أعمال موزارت، تبعتها أغنية "تعال، لا تتأخر" من الأوبرا نفسها، حيث اختتم الجزء الأول من الأمسية بأداء قوي للباريتون ديمتري في أغنية "الخادم الكبير" من أوبرا حلاق إشبيليا.
ثم بدأ الجزء الثاني من الأمسية بعزف الأوبرا الوطنية الروسية لافتتاحية أوبرا "نابوكو"، من أعمال فيردي، تبعها من أعمال فيردي أيضاً ثلاث أغنيات من أوبرا "ريغوليتو"، هي "الاسم العزيز" و"أيتها الحاشية المريضة" و"يا أبت!"، عادت بعدها الأوركسترا الوطنية الروسية لأعمال موزارت مجدداً بعزف افتتاحية أوبرا "دون جيوفاني" وأوبرا "إيدومينيو".
وقد جاءت افتتاحية دون جيوفاني لتمهد الطريق للسوبرانو إكاتيرينا سيورينا لتتحف الحضور بأغنية "حجر الزفير المغري"، من أوبرا إيدومينيو، وذلك قبل عودة الأوركسترا إلى عزف افتتاحية دون جيوفاني والتي اختتمت بها الفقرة، بدأ بعدها الباريتون ديمتري بأغنية "حتى ينفد الشراب" من أوبرا دون جيوفاني، والتي أظهرت تجلياته وكشفت عن أسرار تألقه وإبداعه، بعدها أسدل الستار على الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي 2011 في أداء ثنائي تلاحم فيها صوت كل من الباريتون ديمتري والسوبرانو إكاترينا في أغنية "أعطني يدك" من أوبرا دون جيوفاني لموزارت، لتصل الأمسية إلى ذروتها المبدعة في وقوف الحضور لأكثر من عشر دقائق مصفقين للنجوم الذين تألقوا في أمسية الأوبرا "ديمتري وأصدقاؤه" في رحاب عاصمة الفنون والثقافة والإبداع أبوظبي.
يذكر أن الباريتون الروسي الشهير ديمتري هفروستوفسكي درس في كراسنويارسك، سيبيريا. وفي عام 1989، فاز بمسابقة كارديف الغنائية العالمية المرموقة، ومنذ البداية، ذهل الجمهور بصوته العذب، وحسّه الموسيقي الفطري وطبيعته النقية، وبعد أدائه الأوبرالي الغربي الأول في نايس أوبرا لأوبرا تشايكوفسكي "بيكيه دام"، ازدهرت مسيرته المهنية ليشارك بشكل دوري في دور الأوبرا العالمية الكبرى ويؤدي في أكبر المهرجانات الدولية، بما في ذلك دار الأوبرا الملكية، كوفنت غاردن، نيويورك متروبوليتان أوبرا، أوبرا باريس، الأوبرا البافارية الوطنية، مهرجان سالزبورغ، تياترو آلا سكالا ميلان، أوبرا فيينا الوطنية، وشيكاغو ليريك أوبرا.
يعد هفروستوفسكي موسيقياً شهيراً ومطلوباً حول العالم، من الشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط، ومن أستراليا إلى أمريكا الجنوبية، وقد قام بالأداء في أماكن مثل صالة ويغمور في لندن، قاعة الملكة إليزابيث في إدنبره، كارنيغي هول في نيويورك، تياترو آلا سكالا، في ميلان، معهد تشايكوفسكي الموسيقي في موسكو، وليسيو في برشلونة، وقاعة سنتوري في طوكيو، وموسيكفيرين في فيينا، كما يقوم بالأداء بشكل دوري في حفلات مع الفرق الموسيقية الكبرى مثل أوركسترا نيويورك الفلهارمونية، وأوركسترا روتردام الفلهارمونية، ومع قائدي أوركسترا مثل جيمس ليفاين، وبرنارد هايتنك، وكلاوديو أبادو، ولورين مازيل، وزوبين ميهتا، ويوري تيرميكانوف، وفاليري غيرغييف.
ويشمل برنامجه المستقبلي ظهوره في المتروبوليتان أوبرا، وكوفينت غاردن، وأوبرا فيينا. كما تتضمن تسجيلاته القادمة أسطوانتين يظهر فيهما ديمتري برفقة رينييه فليمنغ في فيلم صور في سانت بطرسبرغ، كما تم مؤخراً إطلاق ألبومين موسيقيين جديدين بصوته منفرداً: "رومنسيات تشايكوفسكي" و"رومانسيات بوشكين"، وقد حازا على إعجاب عدد كبير من النقاد.
أما إيكاترينا سيورينا فقد أثبتت نفسها كواحدة من أبرز فنانات السوبرانو في جيلها، وقد قامت بأدائها الأول بدار الأوبرا الملكية في كوفينت جاردن بدور أولمبيا في "لي كونت دوفمان"، وفي فينر ستاتسوبر بالدور ذاته، وفي دويتشه ستاتسوبر في برلين بدور آدينا في "إيليزير دامور"، وفي الأوبرا الملكية في فالوني بدور جولييتا في "آي كابوليتي إي آي مونتيتشي".
وكان أول ظهور لها في إيطاليا بدور سوزانا في "زواج فيغارو" في تياترو آلا سكالا، ميلانو، وبعد ظهورها في إيطاليا قامت بالأداء في "إيليزير دامور" مع باريس أوبرا باستي، وبدو إيليا في "إيدومينو" التي تم تسجيلها مباشرة من قبل شركة ديكا وسجلت على أسطوانات في مهرجان سالزبورغ 2006، احتفالاً بمرور 250 عاماً على ولادة موزارت.
قامت إيكاترينا بأدائها الأول في أوبرا ميتروبوليتان في أكتوبر 2006 لدور غيلدا مع خوان بونز، وقد تمت دعوتها مجدداً عام 2007 للعب دور سوزانا في "زواج فيغارو" مع برين تيرفيل.
بالإضافة إلى الأوبرا، ظهرت إيكاترينا أيضاً على الخشبة، لتؤدي دور السوبرانو المنفرد في "كارمينا بورانا" لكارل أورف مع الأوركسترا الفلهارمونية الملكية في لندن والأوركسترا السمفونية للإذاعة الدانماركية، والتي يقودها يوري تيميركانوف، وفي أداء دو مينور لموزارت مع أوركسترا باريس.
كما قامت مؤخراً بالأداء في "إيليزير دامور" في تياترو منيسيبال ساليرنو، وبدور غيلدا في "ريغوليتو" في الباستي، وزيرلينا في "دون جيوفاني" في مهرجان سالزبورغ 2008، و"إيليزير دامور" في مهرجان غليندبورن وأوبرا هيوستن الكبرى، و"زواج فيغارو" مع أوركسترا مهرجان بودابست في جولة إلى لاس بالماس.
تتضمن خططها المستقبلية أداء دور سوزانا في "زواج فيغارو" و"آي كابوليتي إي آي مونتيتشي" في أوبرا باريس الوطنية، ودور جيلدا في "ريغوليو"، وبامينا في "الفلوت السحري" في دار الأوبرا الملكية بلندن، ودور أمينا في "لا سونامبولا" في فينر ستاتسوبر.
يذكر أن مهرجان أبوظبي 2011 قد اختتم فعالياته يوم الرابع من أبريل الجاري، وسيتم تخصيص جزء كبير من عائدات مبيعات التذاكر لدعم مراكز إيواء النساء والأطفال، ومشروع الغدير أحد مشاريع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لمزيد من المعلومات تفضل بزيارة موقعنا abudhabifestival.ae أو الاتصال على 050 907 6158.
خلفية عامة
مهرجان أبوظبي
مهرجان أبوظبي، تنظّمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ويعتبر المهرجان احتفالية الثقافة والفنون في قلب الإمارات النابض، حيث يستقطب نخبة من الفنانين الرائدين من حول العالم إلى ربوع العاصمة أبوظبي.
مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون
يندرج ضمن إطار سلسلة البرامج، المبادرات والفعاليات المتنوّعة التي تقدمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، مهرجان أبوظبي، المهرجان الدولي للرسوم المتحركة والشريط المصور، وبرنامج "القيادات الإعلامية الشابة".