يحدث في لبنان: "اعتقلوه.. أطلقوا سراحه برشوة ثم اغتالوه"

تاريخ النشر: 09 مايو 2012 - 03:00 GMT
مجزرة ارتكبتها عناصر مكافحة المخدرات في مدينة الهرمل في لبنان
مجزرة ارتكبتها عناصر مكافحة المخدرات في مدينة الهرمل في لبنان
  1. "اعتقلوه.. أطلقوا سراحه برشوة ثم اغتالوه" لافتة ارتفعت على مدخل مدينة الهرمل إثر عملية «تصفية» لا تخلو من «نَفَس ميليشيوي» ارتكبها عناصر مكتب مكافحة المخدرات في حق أحد المطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدرات وأفراد عائلته. العملية أثارت غضباً عارماً في المدينة وبين عشائرها وعائلاتها؛ إذ إن المطلوب حسن علي أسعد علّوه، بحسب كثيرين من أهالي الهرمل، لم يكن متوارياً عن الأنظار، وكان دائم التنقل على مرأى من القوى الأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى أن المطلوب كان قد اعتقل قبل أشهر وأطلق في فضيحة رشوة طاولت أحد الرؤوس الأمنية يقول المدون اللبناني خضر سلامة عن هذه العملية:


"ليس جديداً ما حصل، ليس جديدا أن تسحب الدولة اللبنانية كل أسلحتها الرشاشة والمدفعية في المناطق الفقيرة، وتظهر وزارة الداخلية عضلاتها وتتباهى بأمنها الفاسد هناك بالذات، في أكثر المناطق حرماناً، في البقاع اللبناني، وتحديدا، في الهرمل، عاصمة الكرامة اللبنانية تاريخياً.في الهرمل، دورية مكافحة مخدرات، تطلق النار على سيارة بداخلها المطلوب الشهيد حسن علوه، فترديه مع والدة زوجته وعاملة أثيوبية وتصيب زوجته بجراح خطيرة، الحجة الجاهزة لتخبئ أحزاب المنطقة وجهها في قفاها، وليجد نواب البقاع شيئاً غير الفاتحة ليكووا به حزن الأهالي وغضبهم، وليحافظ وزير الداخلية الجبان أمام ميليشيات البلد كلها، والقوي علينا نحن الفقراء البسطاء العزّل: وجود مطلوب بداخل السيارة استخدم الموجودين “درعاً بشرياً”، ألم تسمعون هذه العبارة من قبل؟ أنا سمعتها ألف مرة في تصاريح جيش اسرائيل، العقيدة الصهيونية للدولة اللبنانية هيَ هيَ: الفقير يُقتل ولو بعد حين، طالما أن لا نائب سيتدخل لأخذ القصاص، ولا ضابط سيعاقب، بل ربما، سيُثاب بترفيع شاربه ورتبته، ونفخ عجزه إلا عن قتل أحلام الفقراء."

ويضيف:

"هل تعرفون أن حسن علوه، اعتُقل وأقنعه الدرك هناك بدفع رشوى ليخرج، ثم اغتالوه؟ هل تعرف يا وزير الدفاع ذلك؟ يا وزير الداخلية؟ يا وزير الزراعة؟ هل ستقومون يا وزراء المرحلة الحساسة، و”الوضع السوري” الحجة في كل الفلتان الحاصل لديكم، بعقاب أحد؟ أشك في ذلك.كانت دولتكم لتعاقب المسؤول عن مجزرة طريق المطار عام 93، وحي السلم عام 2004، والرمل العالي، وغيرها، لو كنتم أصحاب كرامة، أنتم أقل من ذلك، فأصحاب الكرامة يُقتلون بألف طريقة، أما ناقصو الكرامة، فضباط ووزراء ونواب، وبعضهم رؤساء أيضاً"

أما صاحبة مدونة دونيكشوتات فكتبت:

"لو سألت أيّ أحد في لبنان عن الدولة، سيخبرك بأنّها غارقةٌ بفسادها وملفاتها التي لا تنتهي. تدوس الشعب ليبقى على رأسها حكّامٌ لا يهمّهم في الحياة غير مصالح شخصيةٍ وجيوبٌ تتقيأ مالًا قبل الرحيل عن الكرسي. الدولة وكرٌ أسودٌ يضمن الجميع عدم تحوّله إلى مكانٍ يستأهل العيش. في كلّ زمنٍ لها ثأرٌ مع أحد. لا تحاسب ولا تسأل في البداية، لكنّها تسارع إلى رمي رصاصٍ حيٍّ كطريقةٍ أكيدة لفضّ النزاع.الدولة في لبنان تقتل، وبكلّ وقاحةٍ أيضًا. ترى في الأمر سهولةً أكبر من القبض على المجرم أو المخالف. تقتل لأنّها موقنةٌ أنّ حياة شعبها لا تساوي شيئًا أمام بقائها واستمرارها. ترى في قطف الأرواح وسيلةً تعرف دومًا أنّ أحدًا لن يفتح فمه ويطالب بالمحاسبة. الناس في لبنان يموتون، لكنّ أحدًا لا يعرف لماذا، وإذا خطر لشخصٍ ما فتح تحقيقٍ فإنّ الدفاتر التي تُفتح لا تعرف من نهاية، تبقى عالقةً عند مسؤولٍ أو شخصيةٍ نافذة لن يقبل أي أحدٍ فكرة استدعائها للتحقيق."

وتضيف قائلة:

"وحده المواطن الفقير الذي لا يملك ظهرًا يسنده تقع عليه كلّ أعباء الدولة. من ضرائب وفواتير تمتصّها منه دون رحمة. يهمّها أن تبقيه مسلوب القوى حتّى لا يقدر على الحراك. لا ترى فيه شيئًا يهدّدها، دمّه سائلٌ مصبوغٌ بالأحمر، روحه لا تستحقّ أيّ عناءٍ منها لكي تبقيه على قيد الحياة. لا يهمّها إن سبّبت بانتحاره أو هي قررت إطلاق الرصاص. دومًا يعيد الزمن نفسه كصورةٍ منسوخة، دولةٌ تطلق النار رصاصًّا حيًّا على الهدف المتحرك وترديه هو وعائلته وجيرانه وأهل ضيعته، لا يهم مادامت قد اقتصّت من المطلوب.يهمّها أن تقتل الصغير، ذلك المواطن الذي يعيث في الأرض فساد، ذلك الرجل الذي يسرق لكي يعيش كهرباءً وماء. لكن الكبير المحشو بحفنات المال المسروق من الشعب لا يعنيها، ذلك المسؤول المهترئ من الفساد تراه ثروةً وطنية، لن تطلق عليه النار لن ترديه من أجل سرقاتٍ بسيطة لا تهدّد المصلحة العامة بل تبيدها عن بكرة أبيها. هي، أي الدولة، لن تقتل الوزير والنائب والمدير المنخور بالمال الحرام، هي لن تقتل كل هؤلاء، بل ستكتفي بمن تجدهم يطالبون ولا يملّون الكلام، يحاولون سرقة تيارٍ كهربائي كي ينيروا به عتمة الحياة، أو أولئك الذين يبنون بيتًا على أرض مشاع، أو آخرون يمارسون التهريب وبيع الممنوعات."

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا