رسائل لروح باسل شحادة

تاريخ النشر: 30 مايو 2012 - 03:00 GMT
البوابة
البوابة

لقي المخرج السينمائي والناشط السوري باسل شحادة مصرعه في مدينة حمص التي انتقل إليها قبيل نحو شهرين لتوثيق الأحداث الجارية بطريقة سينمائية.وذكر أصدقاء مقربون من الشاب الذي ينحدر من مدينة دمشق، أن باسل شحادة لقي حتفه إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل قناصة النظام السوري في حي الصفصافة بمدينة حمص.وأكد مقربوه، أن شحادة عمل خلال الثورة على توثيق الأحداث الجارية من خلال الأفلام الوثائقية، وهو ما دفعه للبقاء في حمص التي كان يصور فيها أحد أفلامه، ويدرب نشطاء المدينة على التصوير والإخراج.وأثار خبر استشهاد باسل العديد من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة لهذه الجريمة فقد كتب المدونة شيرين الحايك تقول:

"في نهاية صيف 2010، مع اقتراب العيد، نظّمت مجموعه من الشبّان و الشابات حملة "حمل العيد إلى المخيمات" و في المخيمات كان يقصد فيها مخيمات نازحي الجفاف من الجزيرة السورية. باسل شحاده كان أحد الشباب المشاركين بهذه الحملة و الذي قام بتصوير و إنتاج الفلم القصير عنها، الفلم الذي لم يكن يشبه العيد و حسب، بل يشبه الفرح أيضاً.
باسل شحاده إستشهد مساء الأمس 28 أيّار 2012 في حمص مع ثلاثة ناشطين جرّاء استهدافهم برصاص النظام الوحشي، الرصاص الذي لا يقتل كغيره من الرصاص، فحتّى رصاصهم يقتل بوحشيّة لا انسانيّة و لا أخلاقيّة حتى على مستوى الرصاص."

وأضافت قائلة:

"في نهاية العام الماضي قام َ باسل بتصوير و إنتاج فلم آخر حول اللاعنف بالنشاط الثوري “ الغناء للحريّة” عندما كان في الولايات المتحدة الأميركيّة، بعد حصوله على منحة دراسه هناك و قبل َ أن يتركها ليعود إلى سوريا ليساعد بالتوثيق و التصوير و مشاركه خبرته بالإخراج مع الناشطين و ليستشهد على أرض مدينتي الصغيرة، حمص، التي لم أفكر يوما ً و أنا أسير ُ في شوارعها طوال ذلك الوقت بأنها ستشهد ُ هذا الكمّ من الموت و هذا الكمّ من الحبّ المتبادل بينها و بين أجساد كل الشهداء الذين تحتضنهم.
باسل كان من أوائل من شاركوا بتنظيم وقفات تضامنيّة مع الثورات في المنطقه، إعتقل في 14 تموز 2011، من مظاهرة في دمشق و تم الإفراج عنه ُ مع مجموعه من اللذين اعتقلو في حينها.

باسل اليوم حرّ، أكثر حريّة من أيّ شيء آخر يحيط ُ بهذه البقعه من الأرض، حرّ حتى أكثر من الحرية نفسها، أمّا نحن ُ فمشوارنا بالنضال من أجل الحريّة مازال َ مستمرّا ً، و هو من كلّ بدّ يمرّ عبر باسل و رسالته التي تركها باسل في أعناقنا عن طريق أفلامه. "


اما صاحب مدونة خربشات فيقول:

"يوم أمس، كان يوماً ثقيلاً، ذكّرني أن الموت قريب، وأنه يقترب مني ومن أصدقائي كلّ يوم أكثر فأكثر. قبل أن أذهب إلى النوم انتشر نبأ وفاة شاب من نشطاء الثورة في سوريا. “باسل شحادة” الشاب الدمشقي، والمخرج السينمائي الذي تخلّى عن منحة دراسية في نيويورك، ليعود إلى أرض المعركة في حمص ويدرّب شبانها على التصوير والمونتاج، فيكونوا المراسلين الميدانيين الذين ينقلون صورةً عملت سلطات القمع والإجرام جاهدة على منع انتقالها إلى العالم."

لم أعرف باسل شخصياً، كل ما أعرفه أنني تلقيت منذ فترة طويلة طلب صداقة على الفايس بوك باسم Bassel Sh ولم أستجب له خوفاً من أن يكون صاحبه أحد أولئك الشبيحة الإليكترونيين الذين يتستّرون

بأسماء وهمية لممارسة الإرهاب الفكري وإرسال الشتائم والتهديدات التي اعتدت تلقيها. اليوم بعد استشهاده قبلت طلب الصداقة هذا وذهبت إلى صفحته لأرى ما الذي يدفع شاباً مسيحياً من القصاع للذهاب إلى حمص، والعيش مع الثوار، ليموت برصاصة قناص أو قذيفة هاون!

كتب باسل على صفحته يقول ساخراً من اعتقال أصدقائه المشاركين في حملة “أوقفوا القتل”طيب “خففوا القتل…نريد وطنا لأغلب السوريين” بيمشي حالها يا ترى؟

هذا هو باسل الذي لم تتسنّ لي فرصة معرفته إلا بعد استشهاده. شاب حالم بوطن حقيقي، قاده حلمه إلى أن يقدم نفسه قرباناً لآلام شعبه."

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن