في لبنان : آلاف القتلى على مذبح الوطن

تاريخ النشر: 21 مايو 2012 - 03:06 GMT
صورة من احداث لبنان الأخيرة
صورة من احداث لبنان الأخيرة

امتدت الأحداث الدامية التي تشهدها لبنان من منطقة طرابلس الى بيروت،فقد قتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في اشتباكات ليلية اندلعت جنوب غرب بيروت بين أنصار تيار المستقبل والتيار العربي ليل الاحد على الاثنين 21 مايو/ايار، بحسب التلفزيون اللبناني، وذلك في أعقاب مقتل مناصرين لنائب في تيار المستقبل برصاص جنود لبنانيين عند نقطة تفتيش للجيش في مدينة عكار شمالي لبنان.مما بنذر بقيام حرب أهلية إذا لم تتم السيطرة على الأوضاع، والمعروف أن لبنان دولة عانت الكثير بسبب الانقسام الطائفي والحروب الأهلية، تقول صاحبة مدونة دونيكشوتات عن لبنان وما تعيشه:

"التاريخ يسخر منّا، يعيد نفسه معنا وأحيانًا إلى حدّ الاستنساخ. لم نمل بعد من نفس الحكاية التي تُروى. طائفيةٌ وطوائف وجماعاتٌ وكنتونات. جماعتنا وجماعتكم، مناطقنا ومناطقكم، طرقاتنا وطرقاتكم. كلّ هذا على وطنٍ واحد. كلّ طائفةٍ وفريق يرى في الآخر تهديدًا وجوديًا له يمنعه أن يستمر بحياةٍ طبيعية. كلّ واحدٍ منّا مصرٌّ على أن يعرف من يكون الآخر. لا يكفيه أن يكون مجرد إنسان. لا يكفيه أن يعامله معاملة البشر. كلّ واحدٍ منّا يريد أن يفصّل الآخر على مقاسٍ يناسبه. نعيش في طوائفنا كلباسٍ إجباريٍ إذا خلعناه نتعرّى."

وتضيف قائلة:

"البلد ملعب لا أكثر ولا أقل. السلاح الذي تدفق في الشوارع. صوت الشباب الهائج، الضرب والاعتداء الهمجي على كلّ أحدٍ يُرى فيه ملامح من فريقٍ آخر. البلد ملعب، يحلو بين كلّ حين أن يفتح أرضه أمام فرق العالم أجمع. يحلو له أن يكون مجرد عشبٍ يُداس وطابةٍ يتراماها الأفرقاء دون تعب. تصفية حساب، أم معركةٍ لبلادٍ بعيدة رأت في أرضنا ساحةً جميلة لتفتك بمن ترغب. البلد ملعب، ساعة يريدون إطلاق النار يجدون ألف مدخل، وساعة يرغبون بالتوقف ينتشلون أياديهم ويخرجون دون تعب، لا ناس لهم في البلاد بل مجرد شعبٍ غريبٍ أخرق. اللاعبون ليسوا منهم، والأرض ليست أرضهم، وحدها كرة النار تعود لهم بما فيها من مصالح وحساباتٍ ومغامراتٍ ضيقة. مواطنوهم ليسوا هنا، يعيشون مرتاحين لا شيء يعكّر بالهم، لا موتٌ مجاني ولا رصاصةٌ تخترق الصدر كعادةٍ يوميةٍ على الأرض هناك. البلد ملعب، يغلي على نارٍ ليست له لا أكثر."

اما صاحب مدونة خربشات بيروتية فيقول:

"لا أحد يبرر أن يطلق الجيش النار على مدني.. كان بإمكان الجيش أن يطلق النار في الهواء أو يطلق النار على الإطارات، أو يبلغ دورية لتلحق بالسيارة.. في الوقت نفسه، لا يمكن تبرير أن يقوم نائب منتخب وعضو في البرلمان اللبناني أن يطالب الجيش بالإنسحاب من أرضه ومن بين شعبه.. هذا كلام يعد بمثابة خيانة عظمى.. ولكن من في لبنان لا يخون؟ من يطالب بدخول الجيش السوري في لبنان منذ أسبوع (رفعت عيد؟) أو من يطالب باعتبار خروج الجيش السوري عيد استقلال على رغم أنّ من طلب دخول هذا الجيش كان أبوه (سامي الجميّل؟) من استقبل الإسرائيلي على خطوط التماس في بيروت (سمير جعجع) أو من سلمه مفتاح بيروت (ميشال عون) أو من استقبله في قصره في المختارة (وليد جنبلاط؟) ربما من قال أنّه جزء من مشروع ولاية الفقيه (حسن نصر الله) أو حزب عقائدي لا يؤمن بالحدود اللبنانية وبالوطن اللبناني (الحزب السوري القومي الإجتماعي) أو من يعتبر الفدرالية ذات الصلاحيات الواسعة هي الوصفة السحرية للبنان (حزب الكتائب) أو من يعتبر طائفته  أهم من الوطن (تسعون بالمئة من الشعب اللبناني) أو من كفر في هذا الوطن (أنا). من منّا يؤمن بلبنان؟ لا احد!"

ويضيف قائلاً:

"عشرون عاما ً لم تعلمكم شيئاً؟ آلاف القتلى على مذبح الوطن، على مذبح حواجز الخطف والقتل على الهويّة.. ابناؤكم المهجرين والمشتتين في كل بقاع العالم ودموع الشوق والحزن ودموع الفرح في مطار بيروت (والذي سرق اسمه الساسة  كذلك) وأنتم تودعون وتستقبلون، ألم تعلمكم شيئاً؟ شحاذة الوظائف، وشحاذة المعاملات، وشحاذة العلم والطبابة ورخص السكن و .. ألم تعلمكم شيئاً؟ كم قصة عن “كامل” الذي عليه أن يتعلّم عوضاً عن كل أبنائكم عليكم  أن تسمعوا لتعوا؟ كم ابن وحفيد لبيت سياسي عليكم أن تتعودوا حفظ أسمائهم بعد؟ ألم تكفيكم عشرات السنين بعد؟ ألم تتعلموا أنّ الإقطاعي في العهد العثمانيين هو نفسه من وقف مع الإنتداب الفرنسي، وهو نفسه من ركب موجة استقلالكم وهو نفسه من أدخل الفلسطيني والسوري والاسرائيلي والأميركي والإيراني إلى بلادكم؟ ألم تتعلّموا بعض أن من يطعمكم بعض الفتات هو نفسه من جوّعكم؟ أنّ من يؤمن لكم فتات الوظائف هو نفسه من أهدى أفضلها لأتباعه وأصحابه؟ ألم تتعلّموا أنّ من يرفعون صور الشهداء (في الضاحية والأشرفية والجبل والشويفات وعكار والأوزراعي والشياح…) من كل الطوائف والأحزاب، ومن يرفعون صور الشهداء في قنواتهم (المستقبل وحديثاً الجديد..) يتاجرون كلهم بالأموات (وبالأحياء)؟"

 

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن