جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية يدعو المستهلكين للإقبال على المنتج المحلي

صرح محمد جلال الريايسة، مدير إدارة الإتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بأنه قد تم اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لمواجهة بكتيريا الإيشيريشيا كولاي، وهي بكتيريا عصرية تتواجد بشكل طبيعي في أمعاء الإنسان، وأغلب أنواعها غير مرضية، ويوجد منها سلالة تسمى 0157 E.coli، تتسبب في إحداث تسمم غذائي محدثة حالات إسهال وقيء ولا تشكل في العادة خطورة عالية على الإنسان ويمكن معالجتها بالمضادات الحيوية.

وأكد الريايسة أن دولة الإمارات العربية المتحدة بادرت باتخاذ كافة الاحتياطات المناسبة وشمل ذلك حظر المواد المشبوه بتلوثها وطلب شهادات خلو من الدول الأخرى كما ورد في منشورات وزارة البيئة والمياه، وأشار إلى أنه قد تم عقد اجتماع بين جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وهيئة الصحة تم خلاله تدارس الوضع بناءاً على التقارير العالمية حيث خلص الإجتماع إلى أن الإجراءات المحلية  المتعلقة بالأغذية المستوردة لإمارة أبوظبي  تفوق بشكل كبير ما تم اتخاذه عالمياً من إجراءات وقائية والتي تعتبر ضئيلة للغاية، وأوصت اللجنة بضرورة متابعة مراقبة الأوضاع العالمية لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع انتقال المرض للإمارة.

ودعا الريايسة المستهلكين إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامتهم، وركز على أن الإقبال على المنتج الزراعي المحلي في ظل الظروف الحالية يعد من الإجراءات المهمة، حيث أن المنتجات المحلية خاضعة لأعلى درجات المراقبة وتتم زراعتها وفق أفضل الأساليب الزراعية وأكثرها أمناً، ونصح المسافرين إلى دول أوروبا بالالتزام بالإجراءات الصحية التي تؤمن الوقاية من البكتيريا وذلك بتجنب تناول الخضار الطازج بشكل مباشر وغسل اليدين جيداً بعد تجهيز الطعام واستخدام المعقمات اليدوية إن أمكن، وكذلك شدد على تجنب المصافحة المباشرة مع الأشخاص الذين يعانون من الإسهال وطهي اللحوم بشكل جيد على درجة حرارة لا تقل عن 71 درجة مئوية، كما طمئن المستهلكين بأن الإجراءات التي اتخذها الجهاز كفيلة بالوقوف في وجه أي ملوثات غذائية ومنعها من الوصول إليهم.

ويعتقد أن السلالة التي تم الكشف عنها حالياً والتي أصابت إلى الآن ما يزيد عن 1823 شخصاً في 11 دولة أوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بأن مصدرها كان عن طريق تلوث بعض أنواع الخضار الطازجة مثل الخيار والطماطم والخس، ومصدر هذا التلوث لم يحدد بشكل قطعي لغاية الآن، ولكن بعض التقارير قد أشارت إلى احتمال تلوث التربة التي زرعت فيها هذه المحاصيل بسماد فضلات أبقار مصابة، وعليه فإن تحديد مصدر هذه السلالة لم يرتقي إلى درجة اليقين لحد الآن، ولكن يبدوا أن الخضراوات كانت هي الناقل الرئيسي لعامل الإصابة."

كما تعد السلالة الجديدة من بكتيريا الإيشيريشيا كولاي هي حصيلة اتحاد نوعين من بكتيريا الإيكولاي نجم عنه تداخل في الحامض النووي أدى إلى تواجد عدة جينات في السلالة الجديدة قادرة على مقاومة المضادات الحيوية مما يجعل مهمة علاج المصابين بها والقضاء عليها أمراً صعباً، وتتميز هذه السلالة بشراستها وإنتاجها العالي للسموم، وقد أطلق عليها السلالة خارقة السمية ( Super- toxic strain)، وتتسبب هذه السلالة بإحداث ما يسمى بمتلازمة النزف الدموي البولي، والذي ينتج عنه فشل كلوي، وتنتمي هذه السلالة إلى مجموعة من الإيكولاي النزفيه المعوية ولكنها أشد عدوانية من سابقتها."

وتجدر الإشارة إلى أن هذه السلالة الجديدة قد أصابت إلى الآن 1823 مواطناً ألمانياً ومن دول أوروبية أخرى كانوا قد زاروا ألمانيا خلال ظهور وباء هذه البكتيريا، وسجلت إصابتهم في بلدانهم بعد أن عودتهم، لأن فترة حضانة هذه البكتيريا تتراوح بين 3 و 8 أيام، ولم يتم تسجيل أية حالة لمتلازمة النزف الدموي البولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسواق إمارة أبوظبي خالية تماماً من الخضار الملوثة بهذه البكتيريا، وقد اتخذ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية جميع الإجراءات الوقائية للسيطرة على دخول المنتجات الطازجة من هذه البلدان.