جرعة زائدة وفتاوى الانتخابات والحيط المدهون

تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2010 - 02:17 GMT
موظفون في مكان عملهم
موظفون في مكان عملهم

يقترح صاحب مدونة "جرعة زائدة" السورية خطة لغذاء الموظفين في القطاع الخاص في تدوينة بعنوان: " الخطة الخمسية لطعام موظف قطاع خاص" بناء على موعد قبض الراتب وحتى نهاية الشهر.

" اليوم الأول من كل شهر : عيد وطني بيتكرر كل شهر .. وطبعاً متل ما منعرف العيد بضل تلت تيام وبعدين كلشي بيرجع متل ماكان..بس بما انو كان في منحة اول مبارح ...

عمنا ” بدري” واحد من هالموظفين يلي بيشتغلو بالقطاع الخاص ( ما بدي قول بالقطاع العام حتى ما يقولو عم نقر عالوضع ) ... ساوى خطة خمسية ووزعها على رفقاتو  حتى يساعدهن بتنظيم مصروفهن".

تقدم الخطة المقترحة جدولا زمنيا لوجبة الغداء، فالأيام الأولى الثلاثة هي عيد على حد قوله، ولذا فإن الموظف يواظب فيها على الطلب من مطاعم مثل: " كريسبي وفرانشيسكو"؛ أما المرحلة التي بعدها فتكون لمدة 6 أيام وهي: " مرحلة انتقالية , وبتتنوع فيها الأكلات بين البطاطا والبيتزا لسه بكون الموظف ما طار إلا نص راتبو".

المرحلة الثالثة هي لمدة 8 أيام حيث " بلش بقى الريجيم وبصير بمرقها بالفلافل والمسبحة والفول بأحسن الأحوال"، فيما تكون المرحلة التي تليها 9 أيام " بهي الفترة مالو حل إلا انو يحمد ربو على نعمة الاندومي , وبصير وجبتو الأساسية طول هي الفترة ( بحاول يضحك على حالو شوي وبصير بنوع بالنكهات قال يعني رح تفرق كتير )".

في المرحلة النهائية تبدأ أيام الصيام، و " هي مرحلة يمتزج فيها الشعور الإنساني بالشعور الديني"، فالموظف " لأنو آخر أربع خمس تيام من كل شهر بحب يواسي كل الفقراء ويشعر بشعور منكوبي الحروب والفيضانات... وبحاول يتذكر كل الناس الجوعانين بالعالم بالصومال واريتيريا .. وبصوم , شنو ما زايد بجيبتو ولا نكلة"، وعند بداية الشهر الجديد فما يحدث هو " بيرجع بدري بيك بعيّد عن جديد

وبيرجع شهر العسل يلي مدتو تلت تيام".

 

ومتابعة لأجواء انتخابات مجلس الشعب في مصر، تناقش مدونة "الدين والديناميت" المصرية موضوع الفتوى التي أطلقها الأزهر عن وجوب المشاركة في الانتخابات، يقول المدون:

" فاجأنا رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بفتوى ستعيد هذا البلد قروناً إلى الخلف ، يعتبر فيها طبقاً لعدة صحف ولعدة مواقع على إننرنت الذهاب للانتخاب عملاً "في سبيل الله" ..". يبرر المدون أسباب خطورة هذه الفتوى بقوله:

" خطورة الفتوى السابقة في أمرين .. الأول هو أنها نسفت - تماماً - كل الجهود التي بذلها أزهريون ، وبذلها من يقولون أنهم "معتدلون" في الدفاع عن المؤسسة الأزهرية في مواجهة الاتجاه السائد بأنها مؤسسة "موالية للسلطة" .. فالمؤسسة التي يقول المدافعون عنها من أولئك وهؤلاء ، ... ، أنها مؤسسة مستقلة تحمي الاستنارة والاعتدال تورطت هي الأخرى في الكذب على الناس ... ، وأكبر الخاسرين طبعاً هو المؤسسة الأزهرية نفسها ...

والثاني هي أنها جاءت تطوراً رهيباً إلى الوراء .. ففي السابق كانت الفتاوى المستعملة في الدعاية تستند إلى أن الانتخابات "شهادة" ومن يكتمها فإنه "آثم قلبه" ..أما الآن فقد ارتقى الذهاب لتصويت في الانتخابات إلى مقام "الجهاد في سبيل الله".. وإثم تاركه أكبر!..".

يعترض المدون على المقارنة غير الصحيحة بين الشهادة والجهاد في سبيل الله فيستغرب من الجمع بينهما:

" "الشهادة" في الانتخابات لا تختلف كثيراً .. بما أننا اتفقنا أنه لكي تشهد على شيء يجب أن تعرف عنه شيئاً.. الفرق أنك مطالب بأن تعرف الشيء الكثير ، أقله علشان شهادتك تبقى شهادة حق ، عن مرشحيك وبدائلهم واختياراتهم لأن الأمر جلل وخطير يحتاج لأن تعرف عنه أكثر.. كما أنك في الانتخابات حر في أن تشهد أو لا تشهد .. فالانتخاب عملية اختيار بين بدائل ، مرشحين .. لنفرض جدلاً أنك لا تعرف أي من المرشحين ، ولا تهتم بهم ، ولا تثق بأي منهم ، وهذا ما يحدث في 99% من الحالات على الأقل ..فهل سيلومك من أحد على أنك لم تذهب للتصويت؟ ولا هو نظام "شاهد ما شافش حاجة"؟" 

أما فيما يخص الجهاد في سبيل الله فإن: " الفتوى الجديدة جعلت الشهادة - الاختيارية - أشبه بالجهاد ، الذي يعد تاركه "متولياً عن الزحف" وهي كبيرة ضخمة في الإسلام بل هي من السبع الموبقات بنص الحديث.. وأعتقد أنه من المهم جداً أن نسأل : من الذي يحدد إن كان هذا العمل في سبيل الله أم لا .. باعتبار أهمية الجهاد في الإسلام؟". يرى المدون أن هذه الفتوى غريبة وليست واقعية.

 

ونختتم مع مغامرات صاحب مدونة "من وحل الواقع" ويومياته كطبيب يتعامل مع فئات مختلفة من المرضى في كل يوم. في تدوينة بعنوان "سويلم والحيط المدهون"، يناقش المدون فكرة الثوابت التي نستمر في اتباعها دون فهم أو تمييز. يبدأ صاحب المدونة في سرد قصة سويلم وهو جندي كان يخدم في الجيش العثماني، تقول القصة:

" عقلة كان أحد كبار ضباط الجيش العثماني ، الكل كان يحترم عقلة و كان هو يحترم الاخرين ، عقلة لم يكن يقرأ و يكتب ، كان يبصم فقط ، الباشا عقلة أمر بطلاء سور داخل المعكسر و لحرص عقلة باشا على المصلحة العامة قام بتكليف الجندي أول سويلم بحراسة السور لمدة أسبوع لمنع أي من الجنود الاخرين من لمسه و بالتالي توسيخ الطلاء الجديد، للاسف بعد يومين تم ترميج عقلة و أحيل الى التقاعد ، و تم تعيين خلف باشا بدلا منه ، خلف باشا و في خلال جولة تفقد رأى الجندي أول  سويلم يقوم بحراسة السور و عند سؤاله عن ماذا يفعل ، قال سويلم "عقلة باشا أمرني اني أحرس الحيط و ما أخلي أي حدا يجي جنبو" ، بالطبع خلف باشا يثق برأي القائد السابق عقلة باشا و بالتالي لم يسأل بالموضوع و ترك سويلم يقوم بعمله ". 

وهكذا، مرت 20 سنة وسويلم ما زال يحرس السور، وجاء قائد وذهب قائد والحال على ما هو عليه، وحين جاء دور محمد باشا ليلغي وظيفة سويلم التي لا داعي لها فإن الناس جابهوه باستهجان ورفض شديدين : "أنت مجنون؟! سويلم مر عليه 20 باشا قبلك و جاي انت تكون أفهم منهم؟، و بقي سويلم و ذهب محمد باشا".

أما القصة المشابهة لقصة سويلم فهي قصة طبيب على الرغم من كبر سنه لا يهتم بتحديث معلوماته الطبية أو تطويرها : " الطبيب الفلاني عمره يقارب 60 سنة و هو ما زال على رأس عمله ، الطبيب الفلاني جاءته حالة طارئة و هي فتاة في عمر العشرين كانت غائبة عن الوعي ، الطبيب الفلاني أخر كتاب قرأه كان قبل 20 سنة ، الطبيب الفلاني بدأ بعلاج المريضة بوضع بعض الماء على وجهها ثم أحضر بصلة أملا بايقاظها ، بالفعل استفاقت ، و بدأ بوصف علاج لها يتكون من ضفدع مغلي بماء مخلوط ببعض الاعشاب ، لطيب الاهل (أو سذاجتهم لا ادري في الحقيقة! أو ثقة برأي الطبيب) جربوا الوصفة".

حين عادت الفتاة مرة أخرى، طلب الطبيب من أهلها أن  يرسلوها إلى شيخ ليعالجها!!، يتابع:

 "الفتاة لم تتحسن بعد زيارتها للشيخ و تناولها لخلطة ابو محمد ، و اتت مرة اخرى ، حاولت ان أتدخل لكن الطبيب الفلاني دق على صدرو وقال "أنا خبرتي 30 سنة  و شفت زيها كثير"، ما عرفت بعد مدة ان الفتاة أدخلت الى المستشفى و شخصت حالتها بالتهاب السحايا (التهاب في اغشية الدماغ) ".