تونس: قوات أمن تتآمر على الدولة وحصاد "الثورة" 219 قتيلا

تاريخ النشر: 01 فبراير 2011 - 10:11 GMT
جنود أمام مدرسة في تونس
جنود أمام مدرسة في تونس

اتهم وزير الداخلية التونسي الجديد أفرادا في قوات الامن التونسية بالتامر لتقويض أمن الدولة، وذلك في وقت اعلنت الامم المتحدة سقوط 219 قتيلا في حركة الاحتجاجات التي ادت الى الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي.
وقال وزير الداخلية التونسي الجديد يوم الثلاثاء إن حوالي ألفي شخص هاجموا مبنى الوزارة وان بعض أفراد قوات الامن التونسية يتآمرون لتقويض أمن الدولة.
وقال فرحات الراجحي لقناة حنبعل الخاصة ان هؤلاء الناس الذين جاؤوا يوم الاثنين الى الوزارة هم نفس الاشخاص الذين خرجوا يوم الثلاثاء لترويع الناس. واضاف انه توجد مؤامرة على امن الدولة وداخل قوات الامن.
وجاءت تصريحات الراجحي بعدما هاجمت عصابات من الشبان منازل في العاصمة يوم الثلاثاء وروعت الطلاب بعد يوم من قيام عصابات بعمليات نهب في مدينة القصرين واحراق مبان حكومية وترويع السكان.
وقال الراجحي انه اقال مدير الامن القومي لانه لم يتبع اوامره في ابعاد المحتجين الذين اعتصموا خارج مكاتب الحكومة يوم السبت.
وقال الراجحي ايضا ان السلطات اعتقلت وزير الداخلية الذي قاد قمع الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وقال تقرير للامم المتحدة عن حقوق الانسان يوم الثلاثاء ان 147 شخصا قتلوا واصيب 510 في الانتفاضة التي بدأت يوم 17 ديسمبر كانون الاول ضد حكم زين العابدين.
وتعهدت الحكومة التونسية بالتحقيق في الانتهاكات وتعويض العائلات المنكوبة.
200 قتيل
الى ذلك، قال رئيس بعثة المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في تونس ان 219 شخصا قتلوا واصيب 510 اخرون بجروح خلال خمسة اسابيع من اعمال العنف.
وفي مؤتمر صحافي، اوضح بكر ندياي ان 147 شخصا لقوا مصرعهم منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر، اضافة الى مقتل 72 شخصا في سجون.
وقال ندياي "تفيد اخر الارقام المتوافرة عن مقتل 147 شخصا وجرح 510 اخرين. ولا تشمل هذه الارقام الضحايا في السجون"، موضحا ان هذه المعطيات "موقتة" وان الامم المتحدة تواصل تحقيقاتها.
وكانت الحصيلة السابقة في 19 كانون الثاني/يناير اشارت الى "100 قتيل على الاقل".
وفي الوقت نفسه، تجتمع الحكومة الانتقالية للمرة الاولى منذ تشكيلها في اوج الازمة في 27 كانون الثاني/يناير.
وقد بقي رئيس الوزراء محمد الغنوشي الذي اثار احتجاج الشارع طيلة خمسة ايام بعدما نصب متظاهرون الخيم على مقربة من مقره رغم حظر التجول، وشكل فريقا غاب عنه ابرز رموز نظام بن علي الذي فر الى خارج البلاد منذ 14 كانون الثاني/يناير.
وبحسب مصدر حكومي رفض الكشف عن هويته، فان هذا المجلس سيركز على مسالة الامن في البلاد حيث سجل عدد كبير من الحوادث في الايام الاخيرة.
ووقعت الحوادث الاكثر اثارة للقلق الاثنين في القصرين، كبرى مدن وسط البلاد حيث تعرضت المعتمدية للتخريب والنهب من قبل مئات الشبان.
وقالت مصادر نقابية في المكان ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ووكالة الانباء التونسية، ان المعتمدية ومدرسة ومقرا لجمعية وعيادة طبيب تعرضت لهجوم من دون تدخل قوات الامن.
وكانت القصرين شهدت في مطلع كانون الثاني/يناير مواجهات عنيفة جدا بين رجال شرطة ومتظاهرين ادت الى سقوط 21 قتيلا على الاقل في المدينة نفسها وفي مدينة تاله المجاورة بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
والثلاثاء قال سكان في اتصال مع وكالة فرانس برس ان الوضع لا يزال متوترا.
واعلن عدد من مسؤولي الطائفة اليهودية في تونس ان مجهولين احرقوا مساء الاثنين كنيس الحامة القريب من مدينة قابس في جنوب تونس.
وقال طرابلسي بيريز رئيس الجالية اليهودية في جربة الواقعة على بعد 500 كلم جنوب تونس، ان "اشخاصا احرقوا الكنيس مساء الاثنين واحترقت لفائف التوراة".
واضاف بيريز الذي يرئس ايضا "الغريبة" اقدم كنيس في افريقيا ان "الامر مثير للاستغراب لانه كان هناك شرطيون في مكان غير بعيد عن الكنيس".
واعلن النقابيان صادق محمودي وبشير حركاتي ان الشرطة غائبة تماما، بينما فرق الجيش صباحا مجموعة من الف شاب في وسط المدينة.
وعلم لاحقا الثلاثاء من مصدر نقابي ان شابا عاطلا عن العمل حاول السبت احراق نفسه في منطقة قفصة (جنوب) للتنديد ب"حالته الاجتماعية المزرية". ونقل ايمن بن بلقاسم (21 عاما) الى المستشفى للعلاج في العاصمة التونسية وهو في حالة حرجة.