بطولة كأس الامم الافريقية ال 25 – تونس تكتسح زامبيا، وغينيا تفجر أولى مفاجآت البطولة وتهزم جنوب أفريقيا
قلب المنتخب التونسي بطل أفريقيا تأخره بهدف مبكر أمام زامبيا إلى فوز ثمين بأربعة أهداف في المباراة التي جمعته مساء امس على ملعب حرس الحدود في الاسكندرية في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة من بطولة كأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين التي تنظمها مصر حتى العاشر من فبراير (شباط) المقبل.
ووجد المنتخب التونسي نفسه متأخرا بهدف بعد 8 دقائق فقط لا أكثر بواسطة جيمس تشامانجا الذي تمكن من اقتناص الكرة من بين أقدام مدافعي نسور قرطاج وأسكنها المرمى الخالي من حارسه. وأدرك دوس سانتوس سيلفا التعادل لتونس في الدقيقة 35 من أول هجمة منظمة للفريق التونسي.
وأضاف رياض البوعزيزي الهدف الثاني لتونس في الدقيقة 52 وسيلفا الهدف الثاني له والثالث لبلاده في الدقيقة 83 قبل أن يضيف سيلفا نفسه الهدف الرابع في الدقيقة 90. ولعب المنتخب التونسي بطريقة 4/1/3/2 حيث لعب البوعزيزي أمام المدافعين وخلف لاعبي خط الوسط بهدف إفساد الهجمات الزامبية قبل أن تشتد خطورتها أمام منطقة الدفاع التونسية ونجح في ذلك عدة مرات.
واعتمد التونسيون في الشق الهجومي على التمرير الطويل في العمق لسيلفا لكن مدافعي زامبيا تمكنوا من إجهاض الهجمات التونسية المتكررة قبل أن ينتفض سيلفا ويقدم عرضه المتميز. في حين اعتمد الفريق الزامبي على التكتل الدفاعي أمام مرماه، ووضع مهاجم واحد فقط في الامام هو اسحاق تشانسا مع التركيز على استغلال سرعة اللاعبين في تهديد المرمى التونسي من خلال الهجمات المرتدة.
ولم تستمر فترة جس النبض بين الفريقين طويلا حيث تبادل الفريقان الهجمات من دون خطورة حقيقة على المرميين فلم تمر أكثر من خمس دقائق حتى اقتربت تونس من إدراك التعادل عن طريق سيلفا لكنه سدد الكرة في متناول الحارس الزامبي. وتوالت هجمات المنتخب التونسي وحصل على عدة ركلات ركنية لم يحسن استغلالها على الرغم من أن بعضها شكل خطورة حقيقية على مرمى زامبيا. واللافت أن أحدا من الطرفين لم يتمكن من فرض سيطرته على منطقة المناورات في منتصف الملعب حيث جاء اللعب فيها ارتجاليا وعشوائيا ولم يشهد الشوط الاول بأكمله هجمة منظمة واحدة انطلقت من هذه المنطقة الحساسة التي اهتم فيها الفريقان بالشق الدفاعي قبل أي شيء آخر باستثناء تلك التي جاء منها هدف التعادل التونسي.
وبدا الفريق التونسي مختلفا مع بداية الشوط الثاني حيث كثف من هجماته منذ البداية وسدد البوعزيزي كرة قوية تحولت إلى ركلة ركنية وتلاه الطرابلسي بتسديدة صاروخية حولها الحارس الزامبي إلى ركلة ركنية في الدقيقة 52. ومن الركلة الركنية نفسها حول البوعزيزي الكرة برأسه إلى شباك زامبيا محرزا الهدف الثاني لابطال أفريقيا. والجيد في الامر أن المنتخب التونسي واصل هجماته حتى بعد تقدمه ولاحت له أكثر من فرصة لزيادة غلته التهديفية وأضاع سيلفا وزياد الجزيري مجموعة من الفرص السهلة. وأجري المدرب الفرنسي روجيه لوميير التغيير الاول في الدقيقة 67 بدخول أنيس العياري مكان كلايتون الذي بدا منهكا ومتأثرا بالاصابة التي سبق أن تعرض لها مع فريق السد القطري الذي يلعب له.
وبعد ثلاث دقائق أجرى لوميير التغيير الثاني بدخول جوهر المناري محل الجزيري في محاولة لتنشيط الهجوم التونسي بعدما لاحظ النشاط الملحوظ للفريق الزامبي ووصوله للمرمى التونسي في أكثر من مناسبة. وأنقذ بومنيجل مرماه من هدف أكيد عندما حول تسديدة كولينز ميبسوما الى ركلة ركنية ببراعة في الدقيقة 75. ولم يوفر لوميير ورقته الثالثة ودفع بحمد الناموشي بدلا من سفيان المليتي في الدقيقة 78 في محاولة لتعزيز قدرات فريقه الهجومية مجددا.
ونجح المدرب الفرنسي في تحقيق مأربه بالفعل عندما سجل سيلفا الهدف الثاني له والثالث لتونس قبل نهاية اللقاء بسبع دقائق مؤكدا فوز فريقه بالمباراة وبالنقاط الثلاث لكنه أراد أن يجعل ختامها مسكا فأحرز هدفه الثالث والرابع لبلاده في الدقيقة 90.
يذكر أن هذه هى المرة الأولى في تاريخ تونس التي تفوز فيها في مباراتها الافتتاحية ببطولة كأس الأمم الأفريقية خارج أرضها.
وفي مباراة ثانية ، فجرت غينيا أولى مفاجآت بطولة كأس الأمم الأفريقية بالفوز على جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين مساء الأحد على ملعب المكس في الإسكندرية ضمن مباريات المجموعة الثالثة من المسابقة.أحرز هدفي اللقاء سامبيجو بانجورا في الدقيقة 79 ، وعثمان بانجورا في الدقيقة 88.
بهذه النتيجة تحتل غينيا المركز الثاني في المجموعة الثالثة بفارق الأهداف عن تونس ، التي اكتسحت زامبيا بنتيجة 4-1 في وقت سابق من يوم الأحد.
جاءت المباراة مفتوحة من الجانبين بسبب رغبة الفريقين في إحراز الفوز وتبارى اللاعبون في إضاعة الفرص السهلة طوال الشوط الأول الذي جاءت أحداثه متلاحقة.وفي الشوط الثاني مالت كفة المنتخب الغاني بفضل انطلاقات لاعبيه من الأجناب مما سمح لسليمان بانجورا بافتتاح التسجيل من كرة عرضية في الدقيقة 79 ، وبعدها بدقائق قليلة سنحت لسيبوسيسو زوما فرصة لا تضيع عندما فشل في تسديد الكرة التي ارتدت عن الحارس الغيني إلى المرمى الخالي.
وردت غينيا بتسجيل الهدف الثاني بواسطة إسماعيل بانجورا بتصويبة رائعة من داخل منطقة الجزاء بعد أن تلقى تمريرة جميلة من أحد زملاءه.
المثير أن المباراة شهدها جمهور غيني كبير من المقيمين في مصر وتفرغ أفراده طوال اللقاء لتشجيع فريقهم وأداء بعض الرقصات الاستعراضية النابعة من ثقافتهم المحلية.
من جهة اخرى, يشهد اليوم الرابع من منافسات النسخة الخامسة والعشرين من نهائيات بطولة امم افريقيا لكرة القدم المقامة في مصر، مواجهة من العيار الثقيل بين عملاقي الكرة الافريقية نيجيريا وغانا اليوم في بورسعيد في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة.
ويعيش المنتخبان في الوقت الحالي ظروفا متباينة، فالنيجيريون فشلوا في التأهل الى نهائيات كأس العالم المقررة في المانيا من 9 يونيو (حزيران) الى 9 يوليو (تموز) المقبلين، فيما بلغها المنتخب الغاني للمرة الاولى في تاريخه وبعد انتظار دام 50 عاما. ويصعب التكهن بنتيجة مباراة المنتخبين الجارين بالنظر الى الصبغة الخاصة التي تكتسيها لقاءاتهما كما ان طموحهما يضفي على المواجهة نكهة اثبات الذات وتأكيد الجدارة بالسمعة الطيبة التي يحظيان بها قاريا.
وأبلى المنتخبان البلاء الحسن في العرس القاري، فغانا نالت اللقب 4 مرات اعوام 1963 و1965 و1978 و1978 وهي تطمح الى نيله للمرة الخامسة، وبالتالي الانفراد بالرقم القياسي الذي تتقاسمه مع مصر (1957 و1959 و1986 و1998) والكاميرون (1984 و1988 و2000 و2002)، فيما أحرزته نيجيريا مرتين عامي 1980 و1994. > السنغال ـ زيمبابوي: وفي مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها، تلعب السنغال الجريحة مع زيمبابوي التي حجزت بطاقتها الى النهائيات القارية للمرة الثانية على التوالي.
على الورق تبدو السنغال بنجمها الحجي ضيوف (بولتون الانجليزي) مرشحة لكسب النقاط الثلاث، خصوصا انها تطمح الى استعادة سمعتها الجيدة في السنوات الست الاخيرة. وفرض المنتخب السنغالي نفسه على الصعيد القاري منذ عام 2000 عندما بلغ الدور ربع النهائي وخرج بصعوبة امام نيجيريا 1-2 بعد التمديد، ثم بلغ المونديال للمرة الاولى في تاريخه عام 2002 واحرج الكبار بتأهله الى ربع النهائي قبل ان يخرج امام تركيا بالهدف الذهبي، ثم بلغت نهائي امم افريقيا في مالي قبل ان تخسر امام الكاميرون بركلات الترجيح. ويخوض المنتخب السنغالي دورة مصر بأغلب العناصر التي ساهمت في انجازات عام 2002 بينهم ضيوف ومهاجم ويغان الانجليزي هنري كامارا الذي توج هدافا لمنتخب بلاده في التصفيات برصيد 7 اهداف مقابل 4 لضويف، وباب بوبا ديوب (فولهام الانجليزي) ولامين دياتا (ليون الفرنسي) وفرديناند كولي (بارما الايطالي) وعمر داف (سوشو الفرنسي) والحارس طوني سيلفا (ليل الفرنسي).( المصدر : صحيفة الشرق الوسط، وموقع في الغول دوت كوم).