شهدت الفترة الماضية ظاهرة جديدة على الجمهور المصري، فوسط الأعمال الفنية وعودة الجمهور لصالات السينما لاحظنا تواجد العديد من النجوم الأجانب الذين يشاركون في السينما المصرية.
ورغم أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، إلا أن وجود نجم أجنبي أو أكثر في عمل فني هو أمر لا يخلو منه أي موسم سينمائي، ولوحظ هذا في موسم عيد الأضحى المنقضي.
وكان صناع فيلم "ماكو"، قد أعلنوا عبر صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن انضمام النجم التركي مراد يلدريم، لأبطال الفيلم في مشاركة هي الأولى من نوعها له في السينما المصرية.
ويجسد مراد يلدريم، شخصية تحمل نفس اسمه "مراد"، وتم تصميم بوستر خاص له كما حدث مع الأبطال المنضمين للفيلم، وجاء في التعليق: "لأول مرة بالسينما المصرية، النجم التركي مراد يلدريم في دور مُراد".
فيلم "ماكو"، هو أول فيلم مصري تدور أغلب أحداثه تحت مياه البحر، وأحداثه مستوحاه من قصة حقيقية، وهي قصة العبارة سالم إكسبريس الشهيرة، عن 8 أفراد في رحلة في أعماق مياه البحر الأحمر، في مكانٍ مليء بالذكريات، ومن المقرر طرح الفيلم في 2019.
وانطلاقًا من هذا الفيلم يرصد "البوابة" في التقرير التالي أبرز المشاركات للنجوم الأجانب في السينما المصرية مؤخرًا، وأجاب النقاد على هذه الظاهرة وعن سؤال إن كانت عبارة عن تبادل ثقافات أم تجارة رابحة للمنتجين؟.
بداية ظهور النجوم الأجانب في السينما المصرية خلال الفترة الأخيرة لاحظناها من مشاركة الفنان العالمي سكوت آدكنز في فيلم "حرب كرموز"، مع الفنان أمير كرارة، والذي قدّم دورًا جيدًا ولاقى الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا خلال عرضه العام الماضي.
بعد مشاركة سكوت آدكنز، فُتح الباب أمام صُنّاع السينما لمشاركة المزيد من النجوم الأجانب في الأفلام المصرية، حيث تعاقدت الشركة المنتجة لفيلم "التجربة المكسيكية"، مع المصارع الأمريكي جون سينا للظهور بنفس شخصيته الحقيقية في الفيلم الذي ينتجه حسين القلا ومن تأليف محمود حمدان ومحمد محرز وإخراج حسن السيد.
تعد مشاركة النجم التركي خالد أرغنش، الأشهر في مصر فالنجم التركي معروف في الوطن العربي ومصر بلقب "السلطان سليمان"، وكان له حضور كبير ومميز في فيلم "كازابلانكا" مع النجم المصري أمير كرارة، واستطاع الفيلم أن يحصل خلال الساعات الماضية على لقب الفيلم الأعلى أجرًا في السينما المصرية مزيحًا فيلم "البدلة"، للفنان تامر حسني، الذي ظلّ عامًا كاملًا يحمل اللقب.
عاد المنتج أحمد السبكي، خلال موسم عيد الفطر الماضي للسينما بفيلم "حملة فرعون"، مستعينًا ببعض النجوم الأجانب للمشاركة في الفيلم، كما فعل سابقًا في فيلم "حرب كرموز"، وفتح الباب للجميع كي يجرب مشاركة الأجانب.
وكان في مقدمة المشاركين في فيلم "حملة فرعون"، الملاكم العالمي مايك تايسون الذي يمتلك شعبية كبيرة في العالم كونه يتسم بالقوة ويحظى بانتصارات دائمة.
كما شارك في الفيلم "ذا ماونتن"، والذي يعد أقوى رجل في العالم لعام 2018، ولأول مرة في السينما المصرية شاركت الفنانة الإيطالية مايا طلام، وجسدت شخصية فتاة تدعى "رغدة"، ضمن أحداث الفيلم.
أكد الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، أن مصر انفتحت في الفترة الأخيرة على العالم حيث كان للسينما المصرية حضور في مهرجان كان السينمائي، ثم الحصول على جوائز من مهرجانات كبرى منها مهرجان قرطاج، وهذا عامل كبير في الظاهرة محل الحدث.
وأوضح في حديثه لـ"البوابة"، أن مشاركة أي فنان عالمي في فيلم مصري خلال الفترة الأخيرة يمثل تبادلًا للثقافات وانفتاحًا على العالم لأنه لو تم تصنيفها على أنها تجارة رابحة للمنتج فمن أين ضمن نجاح الفيلم؟، مضيفًا أن تكرار التجربة في عدد من الأفلام يؤكد "أننا أثبتنا نجاحًا ماديًا أيضًا"، إلا أنه أعرب عن انزعاجه أن تصبح المشاركات المقبلة من باب "السبوبة"، وضمان النجاح.
وأشار الناقد المصري، إلى أن "نجاح الممثل العالمي في المشاركة بفيلم مصري يجعلنا نشيد أيضًا باختياره للدور إضافة إلى نجاح المخرج في توظيف هذا الفنان في الدور بما يخدم العمل".
وأعربت الناقدة الفنية ماجدة موريس، عن تفائلها بالسينما المصرية خلال الفترة المقبلة وهذا نابع من ما حققه صناعها خلال المواسم الماضية، لافتًة إلى أن ظهور عناصر جديدة في السينما والاعتماد على الشباب في أعمال جيدة وبإمكانيات قليلة يعد جرأة محسوبة لصناع السينما، كما أن الاعتماد على فنان عالمي غير معتاد ظهوره للمشاهد المصري يمثل جرأة أكبر.
وأوضحت لـ"البوابة"، أنها ترى أن مسألة تبادل الثقافات تحتاج لمزيد من الوقت كي يتم ترسيخها في أذهان المصريين خاصًة أن من يشاهد السينما في الفترة الحالية بصورة أكبر هم المراهقون، وهؤلاء لم تتكون لديهم فكرة دخول السينما من باب التثقيف أكثر من التسلية وقضاء وقت ممتع.
وأضافت أن المنتجين استغلوا نجاح الفنان الأجنبي في مصر واتخذوها تجارة رابحة أكثر منها تبادل ثقافات لأن مشاركته أيضًا لا تكون كبطل للفيلم ولكنه يكون بدور "سنيد" للبطل، إلا أن هذا يثري السينما المصرية ويعطيها ثقلها مؤكدًة أنها لا تمانع أن يتم استخدام هذا بشكل تجاري لكن عامل التثقيف أهم.
للمزيد من قسم اخترنا لكم:
- مشاهير في الوسط الفني أعلنوا تحديهم للمرض.. ريهام سعيد وعبدالمجيد عبدالله آخرهم
- أبرزها "ولاد رزق" و"الفيل الأزرق".. سيطرة أفلام الأجزاء الثانية على موسم عيد الأضحى.. فقر أفكار أم استثمار نجاح؟
- شمس الكويتية آخرهم.. فنانون لجأوا لـ"السباب والسخرية" للرد على انتقادات الجمهور (صور وفيديو)