وقع مسلسل "رسالة الإمام" بخطأٍ فادح بتضمنه بيتين من الشعر منسوبين للإمام الشافعي، حيث يعودان في الأصل لشاعر سوري يدعى حذيفة العرجي.
شاعر سوري يتهم صناع مسلسل "رسالة الإمام" بسرقة أبياته الشعرية
في التفاصيل، اتهم حذيفة العرجي صناع مسلسل "رسالة الإمام" بالجهل في سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، خاصَّة أن العمل يتناول السنوات الست الأخيرة في حياة الإمام التي قضاها في مصر.
وتوجَّه العرجي عبر حسابه في "تويتر" وشارك مشهد من المسلسل الذي يظهر فيه الممثل المصري خالد النبوي يلقي بيتي الشعر على أنهما للشافعي، موضحًا أنه المسؤول عن كتابتهما قبل 10 سنوات، وسبق له إيضاح ذلك، ويأتي في مطلعهما: "وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا..سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا..وإذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً..يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا".
يُرسل بعض الأحبة القراء رسائل بمقطع للمثل خالد نبوي وهو يؤدي دور #الإمام_الشافعي في مسلسل يُعرض هذه الأيام، وفي المقطع يتغنى الممثل وممثلة معه ببيتين لي من أوائل ما كتبت قبل عشر سنوات، وذلك على أنها للشافعي رحمه الله. pic.twitter.com/BMK1gZCr2x
— حذيفة العرجي (@al_arje) March 27, 2023
وكتب العرجي: "يُرسل بعض الأحبة القراء رسائل بمقطع للممثل خالد نبوي وهو يؤدي دور #الإمام_الشافعي في مسلسل يُعرض هذه الأيام، وفي المقطع يتغنى الممثل وممثلة معه ببيتين لي من أوائل ما كتبت قبل عشر سنوات، وذلك على أنها للشافعي رحمه الله".
وتابع: "البيتان شهيران، وطالما نُسبا للشافعي وطالما وضّحت هذا الخطأ، وسبق أن قلت: الإمام أحق بهما منّي، وهو أكبر من كلّ قولٍ يُنسب له".
حذيفة العرجي يصف الخطأ بـ"الجهل الفظيع"
ولفت الشاعر إلى أن ما حصل يدل على "جهل فظيع" لصناع العمل بهذا الإمام العظيم ولغته الشعرية على وجه التحديد، لاسيما بعد كمِّ الانتقادات والاتهامات التي تعرض لها العمل منذ بداية عرضه.
وأردف الشاعر كلامه: "لك أن تتخيل ما سيكون من كوارث أخرى، إذا كان تفصيل بسيط كهذا لم ينتبهوا له، إن أحدهم لم يكلف نفسه تصفح ديوان الشافعي للتأكد من البيتين، وأشك أنهم قرأوا سيرته أصلاً".
صناع مسلسل "الإمام" يردون على فضيحة بيتي الشعر
من جهته، اعترف المدقق اللغوي لمسلسل "رسالة الإمام"، الدكتور أحمد عمار، بوقوعه في خطأْ لا يغتفر واصفًا ما جرى بـ"الفضيحة"، ونشر بيانًا رسميًا يؤكد فيه أنه لن يدافع عن نفسه، وكتب فيه: "بخصوص ما انتشر مؤخرا عن ورود بيتين على لسان شخصية الإمام في الحلقة الأولى للشاعر السوري حذيفة العرجي (إن ثبت أنهما له)، فأقول إن هذا خطأ لا يغتفر حقيقة، ولا يمكن الدفاع عنه بأي صورة من الصور، وإلا اعتبر ذلك مشاركة في الخطأ مرة جديدة".
وأضاف: "الخطأ في الحالة العادية ليس خطأ المدقق اللغوي، فدور المدقق اللغوي هو ضبط النص الفصيح بنية وإعرابًا، وهو ما يحدث بالفعل، وليس من دوره البحث عن مرجع هذا النص، فهناك من هو مسئول عن ذلك".
وأردف مدافعًا عن نفسه: "لماذا قلت (في الحالة العادية)؟ في حالتنا هذه كان يجب علي أنا الالتفات إلى الكسر العروضي الموجود في مطلع البيت الأول، فتقف قرون الاستشعار لتطلب البحث عن أصل البيتين، ولكن ما حدث أني وراء انشغالي بضبط النص لم ألتفت إلى ذلك".
وأضاف معتذرًا عما بدر منه: "لهذا وبكل وضوح: أعتذر عن هذا الخطأ الكبير بقدر كبره، رغم أني لست المسئول (الأول على الأقل) عنه".
أسباب استخدام اللغة العامية
أما بشأن استخدام اللغة العامية، أوضح قائلًا: "استخدام العامية في حديث الشخصيات القبطية في العمل، فهذه رؤية درامية فضلت استخدام العامية بديلا للقبطية التي كان يستخدمها القبط في هذا التوقيت. هي رؤية درامية فنية لا علاقة لمصحح أو مدقق بها".
وأضاف: "كما أشار البعض إلى وقوع بعض الممثلين في هنات بسيطة أثناء الحديث بالفصحى، وهنا أقول لهم: هل تدركون وقع هذا على سمع من دقق الحوار بنية وإعرابًا؟ إن هذا يصيب قلبه قبل أذنه، ولكن عزاؤنا أن هذا لم يكن بالصورة التي أوردها البعض، وأنه ما من عمل إنساني كامل".
واختتم أحمد عمار منشوره: "أخيراً: رسالة الإمام عمل فني يمكنكم مشاهدته والحكم عليه، أو حتى العزوف عنه. وأجمل ما في رسالة الإمام سموه وسمو خلقه وفكره وأدبه فأرجو أن يصل ذلك إلينا".