يحتفل الفنان المصري القدير محمود ياسين، بيوم مولده الـ78 عامًا، والذي يظل حاضرًا رغم الغياب الفني، إلا أن أعماله السابقة تجعله متواجدًا بشكل شبه يومي على شاشات التلفزيون، حيث مُيز بصوتًا "رخيم"، يعرفه المشاهد دون أن يراه، وأعمال فنية جعلته بطلاً شعبيًا رغم غيابه عن السينما والدراما لأكثر من 7 سنوات، منذ أخر عمل قام به "فتى الشاشة الأول" في مسلسل "جدو حبيبي".
وتبرز لكم "البوابة" أهم المحطات في حياة الفنان الكبير محمود ياسين، طوال مشواره الفني الذي استمر لـ44 عامًا.
ولد محمود فؤاد محمود ياسين، في 2 يونيو 1941، بمدينة بورسعيد شمال القاهرة، وتخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964، والتحق بالمسرح القومي قبلها بعام، وكان أبوه موظفًا في هيئة قناة السويس، وكانوا يعيشون في فيلا ملك لشركة القناة، وعند قيام ثورة يوليو صدرت قرارات التأميم لهيئة قناة السويس في 1956، فقد آلت ملكيتها إلى الشعب، الأب كان فخورا بالثورة ومن ثم غرس في ابنه هذا الشعور الوطني والاعتزاز، لذا تولى "ياسين"، التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، كما أدى أدوارًا قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية.
وتزوّج "ياسين" من الفنانة المصرية شهيرة، وأنجبا الممثل عمرو محمود ياسين والممثلة رانيا محمود ياسين، والتي تزوجت الممثل المصري محمد رياض.
رحل "ياسين" عقب انتهاء دراسته في الثانوية، إلى القاهرة، ليلتحق بجامعة عين شمس وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله وخصوصًا في المسرح القومي، لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قرارا بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق، وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي، ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكان بمثابة انكسار فكري وروحي، خاصة للشباب.
عُيّن ياسين، في توقيت حرب 1967، بالمسرح القومي فبدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية "الحلم" من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة "المسرح القومي" والذي قدم على خشبته أكثر من 20 مسرحية أبرزها: وطني عكا"، و"عودة الغائب"، و"واقدساه"، و"سليمان الحلبي"، و"الخديوي"، و"الزير سالم"، و"ليلة مصرع غيفارا"، و"ليلى والمجنون"، وتولى خلال هذه الفترة إدارة المسرح القومي لمدة عام ثم قدم استقالته.
بدأت علاقة "ياسين" بالسينما بظلم شديد لها من جانبه، ففي بداياته الأولى لم يكن يدرك أهمية هذا الفن الساحر ومدى تأثيره على المجتمع وفي الناس، ولم يكن حينئذ قد شاهد أعمال المخرجين الكبار أمثال صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسين كمال ويوسف شاهين، ولهذا كان تردده في قبول العمل بها، حتى إنه بدأ مشواره السينمائي بأدوار صغيرة من خلال أفلام: "الرجل الذي فقد ظله"، و"القضية 68"، و"شيء من الخوف"، و"حكاية من بلدنا"، واستمر حتى جاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم "نحن لا نزرع الشوك" مع شادية، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده لأكثر من 150 فيلمًا حصد خلالها لقب "فتى الشاشة الأول"، وآخر أفلامه فيلم الجزيرة مع الفنان أحمد السقا في 2007.
حصل "ياسين" على أكثر من 50 جائزة في مختلف المهرجانات في مصر وخارجها وكلها جوائز لها أهميتها عنده فقد حصل على: جوائز التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980، ومهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984، ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988، وحصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980، واختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998 ورئيس شرف المهرجان في نفس العام.
وتولى منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلاميي الجيزة، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتالين 2001، 2002، وتم اختياره عام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.
للمزيد من قسم بروفايل: