تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي لتظاهرة حب لنجمة الغناء والطرب الأصيل فيروز، وذلك مع حلول يوم 21 نوفمبر الذي يوافق عيد ميلادها كل عام، وما بين احتفال من الجمهور عامة واحتفالات من الفنانين خاصًة تربعت سيدة الغناء العربي الفنانة اللبنانية فيروز، في قلوب المحبين.
واليوم وإذْ تُطفئ فيروز شمعتها الـ84، في حياتها يستعيد "البوابة" عددًا من محطات حياتها الفنية والخاصة كتحية لنجمة استطاعت أن تسكن جدران كل منزل عربي.
مولدها ونشأتها
السيدة فيروز اسمها الحقيقي نهاد رزق وديع حداد، المعروفة فنيًا بـ"فيرُوز" وُلدت ببيروت في 21 نوفمبر 1935 وتحديدًا في حارة زقاق البلاط لعائلة سريانية كاثوليكية فقيرة الحال، حيث يعود نسب والدها وديع حداد إلى مدينة ماردين في تركيا.
كان والد فيروز يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون، التي تصدر حتى يومنا هذا باللغة الفرنسية ببيروت، ووالدتها لبنانية مسيحية مارونية تُدعى ليزا البستاني، وتوفيت في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية "يا جارة الوادي"، وهي من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب.
وفيروز هي مطربة ومغنية لبنانية قدّمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وشقيقه منصور الرحباني، المعروفين بالأخوين رحباني، العديد من الأوبريهات والأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية.
مشوارها الغنائي
بدأت فيروز مشوارها الحافل بالنجاحات وهي في عمر السادسة وذلك عام 1941، بانضمامها إلى كورال الإذاعة اللبنانية، وعندما عرفها حليم الرومي، أطلق عليها اسم فيرُوز ولحن لها بعض الأغنيات بعد أن رأى فيها موهبة فذة.
لاقت أغنيات فيروز في البدايات رواجًا واسعًا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم، وظل مشوارها متواصلًا حتى أصبحت واحدة من أقدم فنّاني العالم المستمرين إلى يومنا هذا وتعد من أفضل الأصوات العربية ومن أعظم مطربي العالم.
زواجها
تزوجت فيروز من الراحل عاصي الرحباني وعقب زواجها تحولت إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وأصبحت أُمًا لكلًا من الملحن وعازف البيانو اللبناني زياد الرحباني، ليال الرحباني وريما الرحباني وأخيرًا هالي الرحباني.
مشوار مليء بالعطاء
كانت انطلاقة فيروز الحقيقية عام 1952 عندما بدأت الغناء بألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجت منه بعد ثلاث سنوات، وكانت الأغاني التي غنّتها في ذلك الوقت تملأ القنوات الإذاعية كافّة.
بدأت شهرة فيروز في العالم العربي منذ ذلك الوقت وكانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني وشكّل تعاون فيروز مع الأخوَين رحباني مرحلة جديدة في الموسيقى العربية، حين تم المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية في الموسيقى والغناء.
الشهرة العالمية
قدّمت فيروز مع الأخوين رحباني، وشقيقها الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى، إضافة للأغاني العربية السائدة في ذلك الحين التي كانت تمتاز بالطول.
كانت أغاني فيروز بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع حيث غنت للحب والأطفال، والقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، والحزن والفرح والوطن والأم، حتى قُدِّم عدد كبير من أغانيها ضمن مجموعة مسرحيات، وصل عددها إلى 25 مسرحيّة، من تأليف وتلحين الأخوين رحباني.
غنائها أمام الملوك والرؤساء
غنت فيروز لكثير من الشعراء والملحنين، منهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري، وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة، كما أنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي، وأطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.
قاطعت ابنها زياد
من المعروف أنه نشب خلاف وصل لحد القطيعة بين فيروز وابنها الموسيقار زياد الرحباني، الذي كشف في تصريحات تليفزيونية عن سبب الخلاف.
وقال زياد الرحباني إن السبب وراء الخلاف والقطيعة بينه وبين والدته فيروز، ليس فيروز شخصيًا، وإنما دائرة أعمالها المقربة ومنهم أخته ومحامي العائلة.
وأضاف "الرحباني" خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي أنهم ظلوا عامين في خلاف، وبعدها عاد ليصالحها من خلال مكالمة تليفونية وطالب أن يقابلها، والصلح تم بسرعة لأنه لا توجد مشكلة كبيرة وبعدها طرحت أسطوانة جديدة، مشيرًا إلى أنه بعد تصفية الخلاف رجع لتقديم ألحان لأغاني والدته.
عيد ميلاد فيروز وثورة لبنان
تحول هذا العام عيد فيروز، فرصة للناشطين اللبنانيين ليجدوا مساحة فرح وأمل، وسط الاحتجاجات، والأزمات المتلاحقة التي تلاحق بلدهم لبنان، وذلك من خلال نشر أغاني فيروز الوطنية، تماشيًا مع الأجواء التي تعيشها بلادهم.
ومع ظروف بلادهم لم ينسوا الاحتفال بعيد ميلاد "جارة القمر" فيروز، التي تعتبرها الغالبية القاسم المشترك بينهم على الرغم من الانقسامات الحزبية والسّياسية.
آخر ألبوماتها
يعد ألبوم "ببالي" آخر إصدار لفيروز وكان عام 2017، ويحمل عشر أغنيات تروي رحلة مشوارها مع الفن والمسارح والحياة لتجسد مسارًا وصوتًا ما يزال ينبض بالغناء بعد عمر الثمانين.
أما آخر ظهور علني لها فكان نهاية 2011 حين أحيت مجموعة حفلات على مسرح البلاتيا في جونية في ساحل كسروان.
نجوم تذكروها في ميلادها
لم يمر ميلاد فيروز عابرًا رغم الأحداث التي تمر بها لبنان، حيث حرص عدد كبير من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين على معايدتها دون أن يغفلوا ربط اسمها بالوطن الذي لا يزال ينتفض، منهم الفنانة نجوى كرم وماغي بو غصن وداليدا خليل والفنان رامي عياش والإعلامي ريكاردو كرم، إضافة إلى النجمة شكران مرتجي التي كانت أول من كتب لها منشورًا عبر حسابها على "تويتر".
#عيد_ميلاد_فيروز @FayrouzOfficial pic.twitter.com/2Snlich3j4
— shoukranmortaja?? (@shoukranmortaj1) ٢٠ نوفمبر ٢٠١٩
للمزيد من قسم الترفيه اقرأ أيضًا:
