لم تقتصر عبقريتها كممثلة على أدوار الأم فقط، ولكننا عاصرناها شابة وامرأة ناضجة وعجوزًا غلبت عليها نظراتها الحنون، حيث قدمت شخصيات كثيرة مختلفة ومتنوعة، إنها الفنانة المصرية القديرة أمينة رزق، التي وُلدت يوم 15 إبريل، عام 1910.
كانت أمينة رزق مولعة بالفن والغناء منذ ظهورها في السادسة من عمرها، وبهذه المناسبة يرصد "البوابة"، أبرز ما في حياة الفنانة القديرة، وتفاصيل الأيام الأخيرة في حياتها.
وهبت الفنانة المصرية القديرة، أمينة رزق، نفسها لإسعاد جمهورها، ونالت لقب "أم الفنانين"، بعد تجسيدها أدوار الأم والزوجة العاقلة والمضحية من أجل أبنائها.
وكشفت أمينة رزق، سرْ عزوفها عن الزواج طوال حياتها، لافتًة إلى أنها تمت خطبتها أكثر من مرة لكنها كانت تتنصل من الارتباط دائمًا، موضحة أنه تم عقد قرانها مرة واحدة فقط، بعد ضغط عائلتها، لكن الزفاف لم يكتمل وحصلت على الطلاق.
وأشارت إلى أنها ارتبطت بالشخص الذى كتب كتابها بعد دخولها الفن بفترة قصيرة، حيث تم خطبتها عامين، ثم انفصلت وردت الشبكة بالكامل، مضيفة "بعد 14 عامًا فوجئت باتصال هاتفى منه يطلب زيارة أسرتها، وروى لها أنه صُدم بعد إرسالها لشبكته وتزوج سيدة إنجليزية ولكنه لم يحبها".
وأكد لها أنه مازال يحبها، وكرر طلبه للزواج مرة أخرى، مؤكدًة أن عائلتها هددتها بأن تتبرأ منها إذا لم ترتبط به، لذلك وافقت على الارتباط به ولكنها لم تكن له أي عاطفة.
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، صورة نادرة جمعت بين الفنان المصري يوسف وهبي، وعذراء السينما المصرية الفنانة أمينة رزق، وظهرا متصدرين لغلاف مجلة "Ciné Images" الفرنسية.
ويرجع تاريخ هذا العدد إلى عام 1937، حيث قدم الفنانان عرضًا مسرحيًا هناك، وكانت أمينة رزق ضمن الفرقة المسرحية لعميد المسرح العربي يوسف وهبي، وتعد هذه أول مجلة سينمائية صادرة باللغة الفرنسية.
في أحد الحوارات الفنية التي أجرتها أمينة رزق، دافعت فيه عن قصة حبها للفنان يوسف وهبي، وأكدت أنه وراء عزوفها عن الزواج، موضحًة: لم يكن حبي له شيئًا عاديًا، بل هو الحب العذري النظيف أحببته من طرف واحد، ومع ذلك حاولت إسعاده بأي شكل من الأشكال.
وتابعت: "عندما علمت بحبه وولعه بسيدة متزوجة من أحد أشهر رجال المجتمع المصري، قررت أن اقتحم هذه الصعاب، وأصل إلي هذه السيدة بأي وسيلة وتنكرت في زي خادمة، كي أوصل لها رسائل الحبيب يوسف وهبي الغرامية".
وأتمت: "أحبكت الدور وأقنعت الزوج بالفعل بأني الخادمة الجديدة لـ"ست البيت"، وتمت خطتي، وتواصل العاشقين ونجحت الزوجة في الحصول على الطلاق، وتم الوصال بين يوسف وهبي والسيدة سعيدة منصور، وتزوجا وظلت معه حتى وفاته في عام 1982".
ولدت الفنانة أمينة رزق، يوم 15 أبريل 1910 وتوفيت عام 2003 عن عمر ناهز 93 عامًا، تاركة خلفها تاريخًا فنيًا قويًا، ووصلت عدد الأعمال الفنية التي شاركت بها، 280 عملًا فنيًا، إذ شاركت بأكثر من 130 فيلمًا و120 مسلسلًا، إضافة إلى العروض المسرحية.
شاركت أمينة رزق، في أول عمل سينمائي، في فيلم "البؤساء"، وظهرت فيه كمغنية كانت تغني وترقص بالصاجات، وتغني بجوار المطرب صالح عبد الحي، الذي كان يؤدي أغنية (صبوات) وهي من كلمات بديع خيري، وألحان زكريا أحمد.
امتد مشوار أمينة رزق، الفني لما يقارب الـ75 عامًا، حيث كرمّها ثلاثة رؤساء، حيث حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الزعيم جمال عبد الناصر، كما كرمّها الرئيس محمد أنور السادات، بمنحها معاشًا استثنائيًا، فيما قام الرئيس محمد حسني مبارك، بتعيينها عضوًا في مجلس الشورى.
عانت أمينة رزق، في أيامها الأخيرة من المرض، الذي أسكنها مستشفي قصر العيني وتحولت غرفتها في المستشفى إلى مسجد للعبادة والتقرب إلى الله، حيث رفضت تحويل جسدها إلى حقل تجارب بين الأطباء، ففي البداية حاول الأطباء إقناعها بمرورها بوعكة صحية عادية ولكنهم فوجئوا بأنها على استعداد لسماع أي خبر عن مرضها، الأمر الذي جعل الأطباء يتشجعون ببدء العلاج بالإشعاع لكنها ظلت تماطل في قبول الأمر.
وطلبت أمينة رزق، مزيدًا من الفحوصات على أمل أن يكذب القدر أوامر الأطباء وتنجو من تلك العلاجات، حتى رفضت الزيارات من الوسط الفني ومن أصدقائها، وكتبت ورقة اعتذار رقيقة للجميع لعدم استقبالهم ولم تسمح لأحد بزيارتها سوي الفنانة ليلى فوزي والفنانة معالي زايد، والتي كانت قد تقربت منها في العشر سنوات الأخيرة من حياتها.
وكانت الراحلة معالي زايد تقوم بقراءة القرآن لها وكان آخر كتاب أهدته لها قبل وفاتها بأيام قليلة يحمل اسم "الصلاة على خير البرية"، حيث كانت أمينة رزق تنحي بزجاجة المحلول المعلقة بذراعها اليمنى جانبًا وتشرع في الصلاة وكلما دخل عليها طبيب أو ممرضة كانت تردد "كدة تمام ..كدة كفاية" حتى رحلت في الـ24 من أغسطس عام 2003 عن عمر ناهز الــ 93 عامًا.
